06-فبراير-2022

(Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

توّجت السنغال بكأس أمم أفريقيا للمرّة الأولى في تاريخها، بفوزها على مصر بركلات الترجيح، إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.

الطريق إلى النهائي لم يكن سهلًا على الإطلاق بالنسبة للفراعنة، رفاق محمد صلاح أنجزوا في الأدوار الإقصائيّة ثلاث ملاحم بطوليّة، بعدما واجهوا في دور المجموعات منتخب نيجيريا وتعرّضوا لخسارتهم الوحيدة في البطولة، حيث اضطروا في جميع لقاءات الأدوار الإقصائيّة إلى خوض وقتين إضافيين، فتخطّوا ساحل العاج بركلات الترجيح، وأطاحوا بالمغرب بعد اللجوء لوقتين إضافيين، ثمّ فعلوها وأقصوا الكاميرون المستضيفة، حدث ذلك بعد اللجوء لركلات الترجيح أيضًا.

السنغال تصدّرت مجموعتها بفوز وتعادلين، فعلت كلّ  ذلك بتسجيل هدف وحيد أتى من ركلة جزاء، ثمّ تخطّت الرأس الأخضر وغينيا الاستوائية تواليًا بدور الستّة عشر ودور الثمانية، قبل أن تطيح ببوركينا فاسو في نصف النهائي، نحن نتحدّث عن فريقين أحدهما واجه في هذه البطولة كلًا من نيجيريا والمغرب وساحل العاج والكاميرون، وآخر لم يواجه أحدًا من كبار القارّة الكلاسيكيين.

لكنّ السنغال منتخب كبير بحدّ ذاته، يطمح بجيله الذهبي لنيل اللقب القارّي الأوّل في مسيرته، بعكس مصر التي طمحت للفوز باللقب الثامن في تاريخها، سبق ووصلت السنغال مرّتين إلى المباراة النهائيّة، الأولى في عام 2002، وقتها خسر أسود التيرانغا بركلات الترجيح أمام الكاميرون، والمرّة الثانية كانت في النسخة الماضية، حيث خسر رفاق ساديو ماني أمام الجزائر بهدف وحيد، ما يعني أن نهائي أمسية الأحد سيكون الثالث للسنغال.

 بدأت السنغال المباراة بنَفس هجوميّ واضح، أرادت أن تسجّل هدفًا مبكّرًا يخلط أوراق الفراعنة، وكانت قريبة جدًّا من ذلك، حينما منحها حكم المباراة ركلة جزاء بالدقيقة الثالثة، إثر عرقلة المدافع محمد عبد المنعم لساليو سيسه، نفّذ الكرة ساديو ماني، وأنقذها الحارس محمد أبو جبل، حارمًا أسود التيرانغا من هدف التقدّم.

واصلت السنغال محاولاتها من أجل التسجيل، الحارس أبو جبل تصدّى لكرة أخرى من اسماعيلا سار، ثم أتى الدور على بونا سار الذي تخطّى خاصرة مصر اليسرى، وأرسل عرضيّة خطرة للغاية، لكنّ ماني فشل في الوصول للكرة، وبسيناريو مطابق أرسل اسماعيلا سار عرضيّة خطرة مرّت بسلام على المصريين.

السنغال تفوّقت على مصر في الاستحواذ على الكرة، كذلك الأمر في خلق الفرص، فيما كان الحذر الشديد واضحًا في صفوف المصريين، فاكتفوا بتنظيم دفاعهم مع الاعتماد على الهجمات المرتدّة، فحاول محمد صلاح مباغتة السنغال، حينما تلاعب بالدفاع واحدًا تلو الآخر، وصوّب كرة أمسك بها الحارس السنغالي، كذلك سدّد صلاح كرة قويّة أبعدها الحارس ميندي بصعوبة إلى ركنيّة.

استمرّ اللقاء على المنوال ذاته في الشوط الثاني، ضغط سنغالي كثيف، قابله دفاع مصري صلب، فمرّت تسديدة إدريسا غاي من ركلة ثابتة فوق المرمى، وتصدّى الحارس أبو جبل لكرتين عرضيّتين حارمًا السنغال من هدفين محقّقين، انتشل إحداها من أقدام ماني على بعد أمتار قليلة من المرمى.

هدأ بعد ذلك نسق المباراة الهجومي من السنغال، وانحصر اللعب في وسط الملعب، مع استمرار بأفضليّة السنغال النسبيّة، والتي كان سببها الأبرز الإرهاق الشديد الذي عانى منه الفراعنة، نظرًا لخوض 120 دقيقة في كلّ مباراة من الأدوار الإقصائيّة، ورغم كلّ ذلك كادت مصر أن تباغت السنغال بهدف قاتل، حينما ارتقى مروان حمدي لكرة عرضيّة، أكملها برأسه جوار المرمى، كان ذلك قبل نهاية المباراة بربع ساعة.

واصل الفريقان اللعب بحذر شديد، مع تحسّن طفيف للمصريين على صعيد السيطرة على الكرة، والتقدّم نحو الأمام، وتحسّن كذلك الأداء البدني للفراعنة مع التبديلات التي أجراها المدرّب، لينتهي الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي، ويلجأ الفريقان إلى التمديد، هي المباراة الرابعة تواليًا التي تلعب مصر فيها وقتين إضافيين، بينما لم تضطر السنغال إلى ذلك في المباريات السابقة بهذه البطولة.

شنّت مصر هجمة منسّقة مع بداية الوقت الإضافيّ الأوّل، لكنّ السنغال انتشلت الكرة وانطلقت بهجمة مرتدّة خطرة، انفرد على إثرها بامبا دينغ بالحارس أبو جبل، الأخير أنقذ الموقف باقتدار، ثمّ ردّ تريزيغيه بتسديدة ضعيفة داخل منطقة الجزاء أمسك بها الحارس ميندي، ليأتي الدور مجدّدًا على بامبا دينغ الذي ارتقى لعرضيّة وأكملها برأسه تجاه الشباك المصرية، الحارس المصري كان على الموعد، فانتهى الوقت الإضافي الأوّل بالتعادل السلبي.

تعلم السنغال جيّدًا أن مصر لم يسبق لها أن وصلت لركلات الترجيح في كأس أمم أفريقيا وخرجت خاسرة، لذلك حاولت مرارًا تسجيل هدف الفوز بالوقت الإضافي الثاني، لكنّ الدفاع المصري كان منظّمًا للغاية، فاضطرّت السنغال للتسديد من خارج منطقة الجزاء، صوّب بامبا دينغ كرة قويّة أبدع الحارس المصري في إنقاذ مرماه منها، ليردّ أحمد السيّد زيزو بكرة خطرة من داخل منطقة الجزاء، حوّلها الحارس ميندي إلى ركنيّة، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، والتي حسمتها السنغال لصالحها، فتوّجت باللقب الأفريقي للمرّة الأولى في تاريخها.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

ضربوا موعدًا مع السنغال في نهائي منتظر.. الفراعنة يروّضون الأسود الكاميرونية

في لقاء مثير.. مصر تتفوّق على المغرب وتبلغ نصف نهائي كأس أمم أفريقيا