01-سبتمبر-2022
Shops in the souq area, Mecca province, Taïf, Saudi Arabia...

أثارت مقاطع الفيديو صدمة واسعة في المملكة (Getty)

اشتعلت مواقع التواصل في السعودية وبعض الدول الخليجية والعربية بالغضب، بعد انتشار مقطع فيديو صادم يظهر اعتداء رجال أمن سعوديين على فتيات في أحد دور الأيتام في منطقة عسير، وهو ما دفع السلطات السعودية إلى فتح تحقيق بشأنه، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية. 

وفي التفاصيل المتداولة، فإن فتيات في دار الأيتام بمدينة خميس مشيط في محافظة عسير جنوب غربي المملكة، احتججن عبر مناشير عبر مواقع التواصل، بسبب قيام مديرة دار الرعاية بإخفاء ما كان يصل للفتيات من فرص وظيفية ومكافآت، وكل ما كان يصلهن من المحسنين.

وبحسب المعلومات، فقد قامت الفتيات على إثر ما اعتبرنه ظلمًا لاحقًا بهن بالإضراب عن الطعام، وباقتحام بعض الغرف من بينها غرفة المديرة، لتقوم الأخيرة بالتقدم بشكوى ضد الفتيات أمام الجهات المعنية.

الفيديو المنتشر أظهر بشكل واضح استخدام قوة الأمن المستدعاة إلى دار الرعاية، العنف ضد الفتيات واستخدام السياط لضربهن، فيما بدا الخوف باديًا عليهن بشكل واضح، أثناء محاولتهن الهرب في باحة الدار وتجنّب رجال الأمن.

انتشار وسم #أيتام_خميس_مشيط

فور انتشار الفيديو، أطلق ناشطون من داخل المملكة وسم #أيتام_خميس_مشيط، وتداوله المغردون من معظم الدول العربية، وشجبوا من خلاله العنف المستخدم ضد الفتيات، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عمّا حصل، في حين طالبت الجمعيات النسوية، والناشطات والناشطون النسويون بتأمين الحماية للفتيات، وإخراجهن من دار الأيتام بحال كان يشكّل تواجدهن داخله خطرًا عليهن.

في أبرز التعليقات، نشر أحد الحسابات صورتين، الأولى تظهر إمساك رجال الأمن بفتاة وهي مرمية على الأرض، والثانية يبدون فيها وهم يلحقون الفتيات، وعلّق بالقول : " للأسف هذولا هم نفسهم اللي.. عادي يجمعون دية قاتل 3مليون عشان يمكن انه تغير ويزوجون الرْاني عشان يعقل ويعذرون المتحرش لانه طايش "الا شلّت الأيدي وشاهت الوجوه".

 ونشرت المغرّدة عبير صورة تظهر فتاة تتعرض للإعتداء بسبب قيامها بتصوير ما يجري، وكتبت : " أمرنا رسولنا الكريم باليتيم فقال: أنا وكفيل اليتيم مثل هذين في الجنة ، وأشار إلى الإصبع الوسطى والسبابة.

وضمن السياق نفسه، نشرت المغردة رحاب لإحدى الفتيات وهي تستنجد، وعلّقت بالقول : " من سيحمي هؤلاء الفتيات من هجوم قوى الأمن عليهن وضربهن، إلى أين وعند من على النساء أن يلجأن للحصول على الحماية؟"

من جهته، وصف المحامي والباحث في العلاقات الدولية محمود رفعت الفيديو المنتشر بالمروّع، مستنكرًا قيام عشرات عناصر رجال الأمن بالهجوم على فتيات أيتام فقط لأنهن أضربن عن الطعام للمطالبة بحقوقهن.

 الصحفي والناشط المعروف علي البخيتي اعتبر أن ما أسماه جريمة أيتام خميس مشيط يؤكّد تجذّر ثقافة العنف ضد المرأة في مجتمعاتنا، حتى في مؤسسات إنفاذ القانون، متوقّعًا محاسبة كل من شاركوا في ضرب البنات، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، وأن يؤدي الحادث لتغيير شامل في دور الأيتام.

ونشر البخيتي في تغريدة أخرى صورة لدار أيتام خميس من الخارج، وعلّق عليها بالقول : " هناك خطأ في الثقافة ونظرة المجتمع للمرأة من الأساس، هذا مثلًا دار لرعاية الفتيات، أشبه بسجن أو مستشفى لمرضى نفسيين يتم غلق النوافذ عليهم من الخارج حتى لا يقفزوازالمشكلة أعمق مما حدث، وأتوقع أن تفتح ملف دور رعاية اليتيمات والفتيات وكيف يُنظر للمرأة بشكل عام.

هيئة حقوق الإنسان تتحرك

هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية قالت إنها تتابع باهتمام بالغ حادثة أيتام خميس مشيط، وأنها تعمل بالاشتراك مع الجهات ذات العلاقة على معالجة كافة ما رصد من ملاحظات، في وقت صدر الموقف الرسمي الأول من قبل إدارة محافظة عسير، التي أشارت في بيان إلى أن أمير المنطقة تركي بن عبد العزيز، أصدر توجيهًا بتشكيل لجنة للوقوف على الحادثة والتحقيق مع كافة الأطراف، وإحالة القضية لجهة الاختصاص.