18-أغسطس-2023
لوحة لـ برونو تشيكوبليلي/ إيطاليا

لوحة لـ برونو تشيكوبليلي/ إيطاليا

لم يحدث شيء، الجنود فتّشوا منزلًا في الحي الليلة الماضية،

وصديقي السّاهي لم يردَّ على ثلاث رسائل حتى اللحظة، مع أنه أونلاين!

لدي كلماتٌ قليلة وعليّ أن أفعل بها شيئًا، أن أدقها على الكيبورد

أو أن أتركها مثل باب يستقبل الأولاد والعائدين إلى البيوت،

أنتِ من علّمتني ذلك!

الزمن مرّ ويمرّ كفضيحة، والهزيمة طويلة

مثل صفّ جنود على جانبي الطريق يحمي موكب رئيسٍ

لا يريده أحدٌ سوى حاشيته.

يقطع سائق الشاحنة المسافة بين حيفا ونابلس في ثلاث ساعات

بينما لزمني لأجل ذلك دخولُ متاهات الأربعين مع بطاقة الأبوة،

فهل ما بين المدينتين مسافةٌ أم زمان؟

فلينهض أينشتاين من قبره ليجيبني ويعود إلى نومه.

ليس هذا ما أريد قوله بالضبط، إذ كيف للزمان أن يظل فتيًا إلى هذا الحد!

قبل شهر استشهد جاري في الحسبة، كان معي في الجامعة قبل عشرين سنة.

مرة كنت واقفًا على باب كلّيتي وهو يصعد الدرجات التي توصل إلى محاضرته

ولما رآني لوّح لي من بعيد، ولم أدرِ، أمن التلويحة أم من القنّاص جاءته الرصاصة!

ظلّ جاري على آخر الدرجات، عند باب الصف، رافعًا يده ويميل نحو الأرض..

والجميع ظنوه مات من شهر فقط.

فما الذي يجعل المسافة زمانًا، والزمان مسافةً؟

أيضًا ليس هذا ما أريد قوله بالضبط،

كل ما في بالي الآن: كيف للزمان المباعدةُ بين المدن القريبة؟

وكيف له إطالة ثلاث ساعات لأربعين سنة؟