07-أغسطس-2023
لوحة لـ ويلهلم ساسنال/ بولندا

لوحة لـ ويلهلم ساسنال/ بولندا

ما الذي يجعل الوجوه ترتسم بملامح وجهك؟

أو أن تلتقط أذناي صوتك فجأةً،

كما لو أنك تهمس لي عند كل تساؤل صعب، أنني أنا الإجابة..

وأنه لا يوجد سؤال صعب، غير أننا نرفض الإجابات البسيطة..

كيف لشجرة السدر أن تجعل ظلك يبدو جليًا هكذا؟

هل كنت بجانبي حين سقطت ورقة صفراء، وظننتها أنا؟

لمَ لمْ تلتقطني إذن؟

نعم..

كنت أجرب القاع وحدي، لكني كنت أرى ظلك في كل مرّةٍ يشتد فيها الظلام..

فأهرول نحويّ مسرعة باتجاه قلبك،

الذي لا أعرفه لكني أعرفه أيضًا..

يبدو الأمر محيرًا! لكنني أستطيع أن أخمن أيضًا، أن لا أحد منا يعرف ماهية حبّه للآخر!

 

أود أن أكتب لك عن الصمت، الذي وقف عاجزًا بيننا في لحظة إدراك،

نقف بها على أعتاب النور..

عن الهاوية وهي تنظر إلينا خلسةً،

حين نعلق بين كفيّ الريح!

وعن الشجرة التي تنتظر ظلنا، وهي تترقب ضوءًا، فيكسُر قلبها ليلٌ طويل..

عن الأشياء التي تبدو باهتة لولا وجودنا،

وعن الوجود الذي يحتفي بقدومنا،

منذ لحظة الميلاد الأولى.

 

تستغرق الألوان وقتًا طويلًا للفت انتباهي، أو ربما أتجاهل بريقها؛

لأنها تفتقر لظلك الذي يعكس كل الألوان..

هذا لون أحمر، لكنه يبدو برتقاليًا بعض الشيء،

متأثرًا بسطوة غيابك!

وهذا أخضر، تصر أمي على رؤيته أخضرًا،

لكني أراه أزرقًا مثل هالة زرقاء تخيّم فوق جفني.

لا يحمل غيابك لونًا واضحًا،

لكنه خلَّف كلّ الألوان التي ظهرت فيما بعد..

واكتشفتها بروحِ طفلةٍ، ألقت بهويتها نحو السماء،

واحتضنت قلبها بيدين مرتجفتين،

لتنظر إلى الحياة بعينٍ واحدة.

دلالات: