14-فبراير-2023
getty

رغم الخلافات شكلت لحظة الزلزال فرصةً لإعادة تطبيع العلاقات بين تركيا واليونان (Getty)

كانت زيارة وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، لتركيا هي الأولى لمسؤول أوروبي رفيع بعد الزلزال الذي ضرب مناطق جنوبي تركيا وشمال سوريا، الإثنين الماضي، متسببًا في كارثة إنسانية.

كانت زيارة وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، لتركيا هي الأولى لمسؤول أوروبي رفيع بعد الزلزال الذي ضرب مناطق جنوبي تركيا وشمال سوريا

ونظرًا لما حظيت به الزيارة من تفاعل إيجابي تركي، بدأ المراقبون يتحدثون عن إمكانية التقارب بين أنقرة وأثينا اللتان شهدت العلاقة بينهما مستوى كبيرًا من التوتر خلال السنوات القليلة الماضية وصل إلى حدّ التلويح بخيار الحرب بسبب الخلافات بين البلدين على جزر بحر إيجه وترسيم الحدود البحرية على الرغم من كون البلدين "عضوان في حلف شمال الأطلسي" الناتو.

تصريحات إيجابية متبادلة

وخلال استقبال الوزير التركي مولود جاويش أوغلو لنظيره اليوناني في مدينة أضنة بولاية هاتاي جنوبي البلاد التي كانت من بين الولايات المتضررة من الزلزال، أدلى الوزير التركي بتصريحات وصفت بالإيجابية تجاه الجارة اللدودة اليونان، فقد اعتبر مولود جاويش أوغلو أن "الجار الجيد يظهر في الأيام العصيبة"، في إشارة إلى تثمين المساعدات التي قدمتها أثينا لبلاده ووقوفها إلى جانب أنقرة وتعبيرها عن تقديم دعمها الكامل لها.

Earthquake Hits Turkey And Syria

ووصلت إيجابية الطرف التركي إلى الحد الذي  دفع وزير خارجية أنقرة إلى القول إنه "يجب تطبيع العلاقات مع اليونان رغم تباين وجهات النظر"، وكانت تلك التصريحات وتلك الدعوة محط ترحيب كبير من الوزير اليوناني الذي شدّد على "وقوف بلاده مع تركيا في مواجهة الأزمة التي تواجهها حاليًّا" بعد الزلزال الذي ضربها وخلّف حتى الآن أكثر من 31 ألف قتيل وعشرات آلاف الجرحى والأسر المنكوبة والمباني المدمرة، في تركيا.

وفي هذا الصدد نقلت وكالة الأناضول عن وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، قوله: "إن بلاده ستواصل بذل ما بوسعها على المستويين الثنائي والأوروبي كي تتجاوز تركيا ما خلفته محنة الزلزال". معبرًا عن "سعادته الكبيرة في نجاح طواقم النجدة اليونانية والأوروبية في إنقاذ العديد من الأرواح من تحت الأنقاض"

مردفًا القول في هذا الصدد "لقد سنحت لي قبل قليل مع نظيري تشاووش أوغلو فرصة زيارة خيام أقامتها طواقم نمساوية وهولندية وآيسلندية ويونانية".

وأضاف: "علمنا عبر الإحاطة التي قدموها لنا بأن هذه الطواقم نجحت بإنقاذ 205 أشخاص كانوا عالقين تحت الركام". وأكد أن دعم حكومة وشعب اليونان لتركيا "لن يتوقف عند هذه النقطة؛ بل سيتواصل على نحو أكبر".

وتابع: "بناء على التعليمات التي أوعز بها إلي رئيس الوزراء (اليوناني كيرياكوس) ميتسوتاكيس أود أن أقول إننا في اليونان سنواصل بذل ما بوسعنا على المستوى الثنائي أو على صعيد الاتحاد الأوروبي لتجاوز هذه الأيام الصعبة".

Earthquake Hits Turkey And Syria

وتضمنت المساعدات المباشرة التي قدمتها أثينا للمساعدة في تخفيف آثار الزلزال 80 طنًا من المساعدات الطبية ومعدات للإسعافات الأولية، بجانب مستلزمات الإعاشة مثل البطانيات والأسرة والخيام والإمدادات الطبية.

بالإضافة إلى فريق إغاثي مكون من 36 متخصصًا "ترافقهم كلاب مدربة وأطباء ومهندسون يونانيون، ضمن الفوج الأول للفرق الإغاثية الدولية المرسلة لمساعدة الدفاع المدني التركي في انتشال الجثث وإنقاذ الضحايا العالقين تحت الركام، وقد نجح هذا الفريق في إنقاذ أكثر من 50 مواطنًا تركيًا بحسب وزير الخارجية اليوناني".

قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس: "إن بلاده ستواصل بذل ما بوسعها على المستويين الثنائي والأوروبي كي تتجاوز تركيا ما خلفته محنة الزلزال"

يشار إلى أنه، ورغم توتر العلاقات بين البلدين، ظلّت الأزمات الانسانية عامل تقارب بينهما، فقبل 30 عامًا، كانت تركيا من أوائل البلدان التي سارعت لدعم اليونان حين تعرضت هي وتركيا لزلزال صيف 1999، الذي أودى بحياة أكثر من 17 ألف شخص.