07-فبراير-2023
زلزال تركيا

تحدث رئيس الوزراء اليوناني مع الرئيس التركي بعد الزلزال (Getty)

وسط أخبار الزلزال الحالي، الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، مخلفًا أكثر من 4000 ضحية، تكاثفت الأخبار حول التضامن العالمي، والاستعداد لإرسال فرق الإغاثة للمساعدة في عمليات الإنقاذ في المناطق المنكوبة. 

عقب الزلزال، أعرب رئيس الوزراء اليوناني، عن تضامنه مع الشعب التركي، مؤكدًا على استعداد بلاده إرسال المساعدات إلى تركيا

كان من بين هذه الاتصالات، حديث رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك بعد ما يقارب العام من التوترات التي برزت في أيار/ مايو 2022، وارتفعت وتيرتها في أيلول/ سبتمبر من العام نفسه.

عقب الزلزال، أعرب رئيس الوزراء اليوناني، عن تضامنه مع الشعب التركي، مؤكدًا على استعداد بلاده إرسال المساعدات إلى تركيا، قبل أن يعلن عبر تويتر عن حديثه مع الرئيس التركي، قائلًا: "لقد تحدثت للتو مع الرئيس رجب طيب أردوغان، بالنيابة عن الشعب اليوناني، أعربت عن أعمق تعازيّ للخسارة الفادحة في الأرواح وكررت استعدادنا لتقديم كل المساعدة اللازمة".

وجاءت كارثة الزلزال لحظةً لتجاوز كافة الخلافات السياسية بين أثينا وأنقرة، ولو مؤقتًا. فيما تعيدنا صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى حادثة مشابهة، بين تركيا واليونان أيضًا، وذلك خلال زلزال أيلول/ سبتمبر 1999 في تركيا.

وتشير الصحيفة إلى أنه قبل ما يقارب الربع قرن، حدث زلزال مدمر في تركيا، تلاه زلزال آخر أقل حدة في اليونان، وفي حينها ساهم التعامل مع الزلزال في التقليل من حدة الخلافات الطويلة بين أنقرة وأثينا.

تصف الصحيفة الأمريكية، تحسن العلاقات في حينها بـ"دبلوماسية الزلازل"، وهي فترة أعقبت الزلزال الذي بلغت قوته 7.6 درجة في آب/ أغسطس 1999، وكان مركزه بالقرب من بلدة إزميت، جنوب إسطنبول، وتشير الأرقام الرسمية في حينه، إلى مقتل 17 ألف شخص وتدمير العديد من المباني.

Earthquake Hits Turkey And Syria

في حينها، تقول نيويورك تايمز: "أرسلت اليونان المساعدة إلى جارتها، متحديةً بذلك الحالة المزرية للعلاقات في ذلك الوقت". الأمر لم يتوقف هنا، بعد أربعة أسابيع، جاء دور تركيا، حيث ضربت أثينا هزة أرضية، قُتل فيها ما لا يقل عن 143 شخصًا وسويت البنية التحتية بالأرض، وأيضًا استقطبت الكارثة اليونانية، مساعدةً فوريةً من تركيا.

وعن ذلك، يتذكر رئيس وزراء اليونان السابق ووزير خارجيتها في حينه جورج باباندريو، تلك الأيام على أنها كانت تحاول تحقيق شيء إيجابي من الدمار، حيث عمل مع نظيره في تركيا إسماعيل جيم.ويضيف باباندريو، "تُظهر هذه الزلازل مدى القواسم المشتركة بيننا، وكيف أن العداء بين بلدينا لا يتقاسمه شعوبنا".

وكان التوتر بين اليونان وتركيا، قد بلغ ذروته خلال الفترة الأخيرة، لدرجة وصلت التحذيرات إلى إمكانية اندلاع مواجهة مسلحة بين البلدين.

.

وقال الخبير في المنطقة والمسؤول الأمريكي السابق الذي يرأس عمليات صندوق مارشال الألماني في بروكسل إيان ليسر، إنه على الرغم من الاختلافات الواضحة بين 1999 واليوم، يمكن الحفاظ على زخم التعاون في أعقاب الأحداث المأساوية.

وأضاف ليسر أن القوة السياسية التي أطلقها حدث بهذا الحجم لديها القدرة على تغيير مسار الدبلوماسية في المنطقة. متابعًا حديثه: "من الصعب تخيل وقوع حادث خطير بين اليونان وتركيا اليوم، رغم أنه كان هناك خطر حقيقي من ذلك"، في وقت سابق.