20-يناير-2023
gettyimages

في شهر شباط/ فبراير ستغادر أرديرن منصبها بشكلٍ رسمي (Getty)

في خطوة وصفها الكثيرون بالصادمة أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرين تنحيها عن منصبها في قيادة الحكومة في موعد أقصاه 7 شباط/فبراير القادم، وفي المؤتمر الصحفي الذي أعلنت فيه زعيمة حزب العمال البالغة من العمر 42 عامًا استقالتها. وبرّرت قرارها بأنه "لم يعد لديها من الطاقة ما يكفي من للمواصلة"، معتبرةً أن الوقت قد حان "ليستلم غيرها زمام الأمور". وعنصر المفاجأة في هذا الإعلان مردّه أن جاسيندا سبق وأن أكّدت في وقت سابق استعدادها لخوض غمار الانتخابات المقررة في في تشرين الأول/أكتوبر 2023.

في خطوة وصفها الكثيرون بالصادمة أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرين تنحيها عن منصبها في قيادة الحكومة في موعد أقصاه 7 شباط/فبراير القادم

ووصفت جاسيندا فترة رئاستها للحكومة التي استمرت لأكثر من 5 أعوام، بأنها كانت صعبة، حيث كان على جدول أعمالها أجندة متعددة بعضها يتعلق بسياسة الإسكان وفقر الأطفال وتغير المناخ، هذا فضلًا عن تحدي الإرهاب اليميني  الذي واجهته البلاد بالإضافة لوباء عالمي وأزمة اقتصادية صعبة.

واعتبرت جاسيندا أنها كسياسية مجرد بشر وتحتاج إلى التنحي، مضيفةً القول: "هذا الصيف كنت آمل أن أجد طريقة للاستعداد ليس فقط لعام آخر بل لولاية أخرى، لأن هذا هو ما يتطلبه هذا العام. لكن لم أتمكن من ذلك..لا أملك ما يكفي من الطاقة لأربع سنوات أخرى".

getty

وتابعت جاسيندا: "أنا سأغادر، لأن هذا الدور المميز يقتضي مسؤولية من نوع خاص هي معرفة متى تكون الشخص المناسب للقيادة وأيضًا عندما لا تكون كذلك. أنا أعرف ما تتطلبه هذه الوظيفة. وأنا أعلم أنه لم يعد لدي ما يكفي من الطاقة للمواصلة.. الأمر بهذه البساطة".

وبهذا القرار ستنتهي فترة ولاية جاسيندا كرئيسة للوزراء في موعد أقصاه 7 شباط/فبراير لكنها ستستمر كعضوة في البرلمان حتى الانتخابات المزمع تنظيمها نهاية هذا العام.

وقد أصبحت جاسيندا أرديرن أصغر رئيسة للحكومة في تاريخ نيوزيلندا عندما تم انتخابها رئيسةً للوزراء في عام 2017 في سن 37. وقد قادت نيوزيلندا خلال جائحة  كورونا، وسلسلة من الكوارث (ثوران بركاني) والهجمات الإرهابية اليمينية التي استهدفت مسجدين في كرايستشيرش.

وعندما سُئلت كيف تود أن يتذكر النيوزيلنديون قيادتها، قالت أرديرن "كشخص حاول دائمًا أن يكون لطيفًا آمل أن أترك النيوزيلنديين مع الاعتقاد بأنه يمكنك أن تكون لطيفًا، ولكن قويًا، ومتعاطفًا ولكن حاسمًا، ومتفائلًا ولكن مركّزًا". 

وعلى مدار العام الماضي، واجهت جاسيندا، حسب تقرير للغارديان، زيادةً كبيرةً في تهديدات العنف، لا سيما من منظري المؤامرة والجماعات المناهضة للقاحات التي أثارت غضبها بسبب تفويضات اللقاح في البلاد وعمليات الإغلاق. لكنها قالت إن المخاطر المتزايدة المرتبطة بالوظيفة لم تكن وراء قرارها بالتنحي.

علمًا بأن استطلاعات الرأي وعلى مدى الأشهر الأخيرة وضعت حزب العمال الذي تقوده أرديرن خلف حزب ناشيونال المعارض. لكن أرديرن نفت أن يكون تراجع حزبها في استطلاعات الرأي  هو ما دفعها لقرار الاستقالة. قائلةً: "لم أغادر لأنني أعتقد أننا لا نستطيع الفوز في الانتخابات، ولكن لأنني أعتقد أننا نستطيع وسنفعل، ونحن بحاجة إلى مجموعة جديدة لربح هذا التحدي".

ولم يتضح بعد من الذي سيحل محل جاسيندا أرديرن في زعامة الحزب ورئاسة الحكومة، وإن كان اسم نائب رئيس الحزب ووزير المالية جرانت روبرتسون يعتبر المرشح الأوفر حظًا، بحسب الغارديان، وإن كان روبرتسون قال يوم أمس الخميس "إنه لن يسعى للحصول على المنصب أي قيادة في حزب العمال".

وأمام كتلة حزب العمال سبعة أيام لمعرفة ما إذا كان المرشح الجديد يحظى بأكثر من ثلثي الدعم داخل التجمع ليصبح الزعيم الجديد ورئيس الوزراء. وسيجري تصويت الكتلة لاختيار زعيم جديد في 22 كانون الثاني/يناير وإذا لم يستوف أحد هذا المستوى من الدعم، فإن القرار سيعود إلى المؤتمر العام للحزب.

getty

وردًّا على سؤال يتعلق بمستقبلها بعد مغادرة زعامة الحزب ورئاسة الحكومة قالت جاسيندا أرديرن إنه ليس لديها خطط مستقبلية سوى قضاء المزيد من الوقت مع أسرتها.

وفي أولى ردود الأفعال حول استقالتها، نقلت الغارديان عن زعيم المعارضة النيوزيلندية كريستوفر لوكسون  قوله:إن جاسيندا أرديرن "قدمت مساهمة كبيرة لنيوزيلندا، في مهمة صعبة"، واصفًا إياها بأنها: "سفيرة قوية لنيوزيلندا على المسرح العالمي". مضيفًا القول: "كانت قيادتها في أعقاب الهجمات الإرهابية في كرايستشيرش قوية ورحيمة في نفس الوقت، وهو أمر يمكن أن تفخر به".

كما أشاد رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز، بأرديرن ، قائلاً إنها: "أظهرت للعالم كيفية القيادة بذكاء وقوة ... لقد أثبتت أن التعاطف والبصيرة هما من الصفات القيادية القوية".

أشاد رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز، بأرديرن ، قائلاً إنها: "أظهرت للعالم كيفية القيادة بذكاء وقوة ... لقد أثبتت أن التعاطف والبصيرة هما من الصفات القيادية القوية"

ومع استقالة رئيسة الوزراء، سيستمر البرلمان النيوزلندي في العمل بشكلٍ طبيعي. وسيبدأ أسبوع الجلسة الأول لعام 2023 في 14 شباط/ فبراير. ومع افتتاح الجلسة سيتم إخطار رئيس مجلس النواب والنواب رسميًا بالتغييرات التي طرأت على قيادة الحزب. فيما ستبقى رئيسة الوزراء عضوةً في البرلمان حتى نيسان/ أبريل القادم.