24-يونيو-2017

مقطع من لوحة لـ لإبراهيم الحسون/ سوريا

عن أصيص الريحان اليتيم

وتفكيره المتكرر بالانتحار رغم الإطلالة الجميلة

على بعد كتلتين من هذا المبنى

حديقة لا تقبل الريحان طفلًا يتأرجح بين الورود

لم تلد عشبة من رحمها الواسع

تبنت شجرة

مقعد

أرجوحة تدلت من غيمة

ضحكة طفل يناغي إوزةً

تبنت هواء لم يُعرف من تنفسه أول مرة

إلا الريحان

يبقى طفل النافذة اللقيط

*

 

عن حزمة الثوم المعلقة في صدر بيت المونة

الهاون النحاسي

مطحنة البن اليدوية

جواربنا عندما كانت لا تتعدى الشبر

أشياؤنا التي لم تعاصر الحرب

هي الوحيدة ماتت ميتة عادية

لم تجرب الهبوط في قبر ببزة عسكرية وبقعة دم داكنة

لم تسمع قرقعة فوارغ الرصاص بينما تطرق التابوت

 انظري أيتها الجثة أطلقت مخزنين على روحك الطاهرة

فلترقدي بسلام

*

 

عن طفلي حين ولد هنا "بين غربتين" للوهلة الأولى حسبته فراشة

وها قد جلب لنا حزنًا جديدًا

فأسميته غرابًا

لم يتقن لغة ما، يقف حائرًا بين لغتي ولغة التراب الذي ينبت فيه حتمًا سيتقن النعيق

يقف حائرًا بالاتجاهات لا يعلم أن وطننا باتجاه الأعلى، يحسبه جنوبًا كلما أقمت الصلاة يوظب أجنحته الطرية ويتهيأ للإقلاع ومع السلام الثاني

تخنقه الخيبة

وينعق

*

 

عن الحذاء عندما كان نافعًا لإسقاط مشمشة ناضجة

عن الحذاء عندما سُرق من بيت الله

عن الحذاء عندما كان سلاحًا في أيدي الأمهات

عن الحذاء العالق على شجرة التوت العملاقة

عن الأحذية القليلة المتجذرة بتربة تألفها

عن الأحذية الكثيرة عندما أدمنت الترحال

عن الأحذية العسكرية تدعس رقابنا بقسوة متكررة

عن الموت حذاء ضيق يتسع كلما لاحت دماؤنا في الأفق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الحرب والألوان

هم موتى بامتياز