03-فبراير-2023
gettyimages

الذخائر التي لا تنفجر تتحول إلى ألغام أرضية (Getty)

اعتبرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير مطوّل أصدرته حول الذخائر العنقودية أن مخلفات تلك الذخائر التي استخدمتها قوات النظام والقوات الروسية على مدى 11 عامًا تمثل "تهديدًا مفتوحًا لحياة الأجيال القادمة في سوريا".

على مدار قرابة 11 عاماً تعرضت الأراضي السورية لقصف متكرر وكثيف بالذخائر العنقودية من قبل النظام السوري أولاً، ومن قبل القوات الروسية بعد تدخلها العسكري ثانيًا

واستعرض تقرير الشبكة الذي جاء في أكثر من 40 صفحة خرائط لمناطق انتشار مخلفات الذخائر العنقودية في العديد من المحافظات السورية، كما كشفت عن بيانات بأعداد ضحايا تلك الذخائر، مبينةً أن 1435 مواطن سوري بينهم 518 طفلاً و219 امرأة قد قتلوا بالذخائر العنقودية ومخلفاتها التي استخدمها النظام السوري وروسيا في سوريا.

فعلى مدار قرابة 11 عاماً تعرضت الأراضي السورية لقصف متكرر وكثيف بالذخائر العنقودية من قبل النظام السوري أولاً، ومن قبل القوات الروسية بعد تدخلها العسكري ثانيًا، وبحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن "مئات الهجمات وجهت نحو أهدافٍ مدنية بما فيها أراضٍ زراعية أو مناطق مأهولة بالسكان، وخلَّفت ضحايا قتلى ومصابين في صفوف المواطنين السوريين". 

وفي هذا السياق أورد التقرير عدة أنماط لاستخدام قوات الحلف السوري– الروسي لهذه الذخائر العشوائية. وأوضح أن خطورتها تكمن في الآثار المترتبة عليها، التي تتجاوز حقبة الحروب والنزاعات، "فإضافةً إلى الضحايا الذين يقتلون بفعل انفجار الذخائر العنقودية وقت الهجوم، فإنَّ هناك قرابة 10 – 40% من هذه الذخائر لا تنفجر".

وأكد التقرير على أن "المئات من الذخائر العنقودية في سوريا قد تحولت إلى ما يُشبه الألغام الأرضية، التي تؤدي إلى قتل أو تشويه المدنيين وتحقيق إصابات بليغة في صفوفهم".

وتعليقًا على هذه النقطة من التقرير قال فضل عبد الغني المدير التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان: "إنَّ كل هجمة بالذخائر العنقودية تعني أنَّ هناك العشرات وربما المئات من المخلفات، ومن ضمنها نسبة قد تصل إلى قرابة 40% لم تنفجر بعد، مما يجعلها بمثابة ألغام قاتلة لسكان المناطق".

وحول صدور التقرير، أضاف "مما دفعنا إلى إصدار هذا التقرير الشامل هو توثيقنا وقوع ضحايا ومصابين من هذه المخلفات كل فترة من الزمن، فكان لا بدَّ من بناء خرائط توضح مناطق انتشار هذه المخلفات كي يتم تحذير السكان عند التنقل فيها أو زراعتها، ولتقوم القوى المسيطرة بوضع علامات خطر في محيطها، والعمل الجدي على إزالتها".

ويعود تاريخ أول استخدام للذخائر العنقودية في سوريا منذ الحرب وفقًا للتقرير إلى تموز/ يوليو 2012، ويلاحظ التقرير أن تزايدًا غير مسبوق في استخدام الذخائر العنقودية تمّ بعد إعلان القوات الروسية عن تدخلها العسكري في سوريا في 30 أيلول/ سبتمبر 2015، وفي هذا السياق سجل التقرير "ما لا يقل عن 496 هجومًا بذخائر عنقودية منذ تموز/ يوليو 2012 حتى كانون الثاني/ يناير 2023، 251 منها على يد قوات النظام السوري و237 على يد القوات الروسية، و8 هجمات روسية/ سورية".

وبحسب ذات التقرير فإنَّ ما لا يقل عن 20 نوعًا من الذخائر العنقودية قد تم استخدامها في سوريا من قبل قوات الحلف السوري الروسي. ويشير التقرير إلى أن "النظام السوري والقوات الروسية هما فقط الجهتان اللتان استخدمتا الذخائر العنقودية في سوريا".

وفي خاتمته قدم معدّو التقرير توصيات لمجلس الأمن الدولي بـ"إصدار قرار خاص بحظر استخدام الذخائر العنقودية في سوريا على غرار حظر استخدام الأسلحة الكيميائية ويتضمَّن نقاطًا لكيفية نزع مخلفات تلك الأسلحة الخطيرة. وأضاف أنه يجب ألا تمنع عضوية روسيا الدائمة في مجلس الأمن مساءَلتَها من قبل المجلس نفسه، وإلا فإنَّ هذا يُفقده مصداقيته المتبقية".

النظام السوري والقوات الروسية هما فقط الجهتان اللتان استخدمتا الذخائر العنقودية في سوريا

كما طالب التقرير "المفوضية السامية لحقوق الإنسان بإدانة الاستخدام الواسع والمفرط للذخائر العنقودية ضدَّ المدنيين في منطقة إدلب، وتوجيه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي في هذا الخصوص".