30-مايو-2023
poikhjg

حدة الانتقادات ضد الرئيس التركي وحزبه خفتت في الإعلام الغربي بعد نتائج الجولة الأولى. ( GETTY)

أعلنت يوم الأحد نتائج الانتخابات الرئاسية التركية التي أسفرت عن إعادة انتخاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ليحكم بلاده خمس سنوات مقبلة، ولتطوى بذلك ولو مؤقتًا حالة من الاستقطاب الذي ظهرت نتائجه جلية في التغطيات الإعلامية محليًا وإقليميًا وعالميًا.

وسائل الإعلام الغربية من ناحيتها واصلت تغطيتها للانتخابات التركية على نحو وصف بالمتحيز ضد الرئيس التركي المنتخب، بل إن إردوغان قال في أولى خطاباته في إسطنبول بعد إعادة انتخابه، إن حملة إعلامية غربية شنت ضده شخصيًا، وأضاف أن تحالفات شكلت ضده في داخل تركيا وخارجها وبالتعاون مع إرهابيين ومنحرفين، على حد قوله.

ما لوحظ في الأيام القليلة الماضية كان أن حدة الانتقادات الموجهة لإردوغان ولحزب العدالة والتنمية خفتت في الأيام التي فصلت بين الجولتين الأولى والثانية رغم أنها لم تتوقف.

لكن كان من بين ما رصدناه في التراصوت في الأيام القليلة الماضية أن حدة الانتقادات الموجهة للرئيس التركي المتجدّدة ولايته ولحزب العدالة والتنمية خفتت في الأيام التي فصلت بين الجولتين الأولى والثانية، رغم أنها لم تتوقف. 

فالإيكونومست البريطانية، التي كانت قد نشرت قبل الجولة الأولى مقالات عديدة تنتقد إردوغان وحزبه بشكل مباشر، كما نشرت في غلافها الأخير قبيل الجولة الأولى دعوات إلى التصويت ضده، عادت لتنشر مقالًا بعنوان "انتخاب رجب طيب إردوغان مجددًا رئيسًا لتركيا"، ووضحت في عنوان فرعي كيف أن "أفضل فرصة أتيحت لتركيا منذ عقد لإصلاح ديمقراطيتها ضاعت هباء."

كمنتا

الإيكونوميست عزت فوز إردوغان إلى "تأجيجه لنيران الحروب الثقافية التركية"، كما اتهمت الرئيس التركي بسوق ادعاءات كاذبة ضد غريمه، في حين اتهمت وسائل الإعلام التركية بعدم التوازن في عرض وجهات نظر المرشحين.

أما دير شبيغل الألمانية، فبعد أن نشرت قبيل الجولة الأولى من الانتخابات رسمًا كاريكاتوريًا مسيئًا يظهر عرشًا محطمًا يجلس عليه إردوغان، وعليه رمز الهلال العثماني مكسورًا، وعنونته بـ "إردوغان.. الفوضى أو الانقسام في حال الخسارة"، فعادت لتكتفي بتلميحات أقل حدة بعد ظهور نتائج الجولة الأولى.

تعنون دير شبيغل أحد تقاريرها التي تحلل أبعاد فوز إردوغان بالعنوان "إردوغان إلى الأبد"، في حين تنشر خبرًا آخر حول التهنئة التي تلقاها أردوغان من فيكتور أوربان، رئيس وزراء هنغاريا اليميني المحافظ والمعروف بقربه من روسيا، والتي أثارت سياساته وخطاباته ضد اللاجئين انتقادات واسعة. 

كما وتورد المجلة أيضًا تقريرًا بعنوان "نصف بلاده تقريبًا تقف ضده"، تناقش فيه تبعات فوز أردوغان داخل تركيا ولدى الغرب.

لو بوا الفرنسية، التي انتقدت إردوغان في مناسبات عديدة ونشرت صورته مرارًا على أغلفتها مع عناوين تهاجمه، وصفت نتائج الانتخابات التركية في تقرير لها بأنها غير مفاجئة، وأضافت أنه "لا الأزمة الاقتصادية العميقة التي يعاني منها الأتراك ولا آثار الزلزال المدمر الذي وقع في شباط/ فبراير منعا الـ’ريس’ (وهي كلمة تركية بمعنى القائد اعتادت المجلة على استخدامه لوصف إردوغان) من الفوز بنصر آخر، حصله وهو يحافظ في الوقت نفسه على المظهر الديمقراطي للانتخابات."

كذلك لوبريس الفرنسية، التي نشرت في السباق تقارير وأغلفة وصفت إردوغان بالمستبد، عادت لتصفه هذه المرة بـ "الذي لا يمكن هزيمته"، في تقرير رصدت فيه تغطية وسائل إعلام غربية لنتائج الانتخابات التركية، وأضافت أن التغطية العالمية للحدث يثبت أن تركيا تلعب دورًا أساسيًا في الساحة الدولية. ثم تقول في تحليل آخر إن على الغرب أن يتعلم كيف يتعايش مع وجود إردوغان ويدعم المجتمع المدني التركي "الغني والحيوي والوحيد"، كما تدعو إلى "مساعدة المجتمع المدني التركي" من خلال "تعزيز التعاون وزيادة إصدار التأشيرات".