29-مايو-2023
ملصق انتخابي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة هاتاي (GETTY)

ملصق انتخابي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة هاتاي (GETTY)

تحولت المناطق المنكوبة من زلزال شباط/ فبراير في تركيا، إلى موضع للجدل السياسي، وبالأخص بعد هجوم أنصار المعارضة عليها، نتيجة تصويتها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

تحول الزلزال المدمر إلى نقطة جدل سياسي واسعة في تركيا، وحاولت المعارضة استغلالها من ناحية سياسية

ترافق ذلك مع محاولة استغلال الكارثة، في النقاشات السياسية، مع تحميل أردوغان المسؤولية السياسية عن الفشل في معالجة تداعيات الزلزال بشكلٍ سريع، بالإضافة إلى المسؤولية عن ترتيبات ما قبل وقوع الزلزال.

ومع ذلك، تقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الولايات المنكوبة خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية على حساب مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، وهو تقدم تكرر في الجولة الثانية من الانتخابات، مع الحصول على ولاية إضافية، عقب حملة المعارضة الهجومية.

اكتساح محافظات الزلزال

وفي الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركي، تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من الفوز في جميع الولايات المتضررة من الزلزال، بما في ذلك ولايات هاتاي، معقل حزب الشعب الجمهوري، حيث حصل الرئيس رجب طيب أردوغان على 50.14% مقابل حصول مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو على 49.86%، رغم تقدم الأخير بالجولة الأولى في المحافظة التي تُعد من معاقله التقليدية.

أما باقي المحافظات التي تعرضت للزلزال، فقد تمكن الرئيس أردوغان، من الحفاظ على موقعه في الصدارة، مكررًا فوزه فيها خلال الجولة الأولى.  ففي كهرمان مرعش، حصل على 75.69%، في حين حصل في الجولة الأولى على 71.88%. وفي أديامان، حصل أردوغان على 69% في الجولة الثانية، مقابل حصوله على 66.2 % في الجولة الأولى.

الانتخابات التركية 2023

وفي غازي عنتاب، زاد الرئيس التركي من نسبة الأصوات المتحصل عليها في الجولة الثانية، مسجلًا 62.77%، مقارنةً مع الجولة الأولى التي حصل فيها على 59.76%، من مجمل الأصوات. وفي شانلي أورفا، حصل أردوغان في الجولة الثانية على 64.82% بينما حصل في الجولة الأولى على 62%.

وفي عثمانية، رفع الرئيس التركي من رصيده في الجولة الثانية بحصوله على 66.21%، بينما حصل في الجولة الأولى على 62.31%، من الأصوات.

ناخبون في مراكز تصويت مؤقتة بهاتاي

نزيف الأصوات للمعارضة

كانت أبرز المحطات المفصلية في حملة المعارضة على المناطق المنكوبة، هي تصريحات رئيسة بلدية تيكرداغ، التابعة لحزب الشعب الجمهوري، التي طالبت سكان الفنادق والمساكن المؤقتة من المناطق المنكوبة، وضمن نفوذ البلدية بالخروج منها، نتيجة "نقص في الميزانية"، وهي خطوة تم فهمها ضمن "العقاب" على أنماط التصويت في الولاية.

تسبب القرار في جدل كبير، ومع وعد أردوغان بزيارة جديدة للمنطقة المنكوبة، مع حديث عن افتتاح مستشفى في منطقة هاتاي، وهي وعود شككت فيه المعارضة بشكلٍ واسع، خاصةً مع تأكيده على افتتاح المستشفى خلال 60 يومًا. وذلك، ما نفذه أردوغان، فعلًا من خلال افتتاح المستشفى ضمن الجدول الزمني المقرر، رغم الإشارة المتكررة إلى أن الولايات "لا تصوت له" على نطاق واسع، وهو ما انعكس خلال الانتخابات.

مستشفى دفنه

كيف نفهم ذلك؟

في حديث سابق للمختص في الشأن التركي سعيد الحاج مع "الترا صوت"، قال إن "أردوغان نقل السؤال مِن "مَن المسؤول عن عدم الجاهزية للزلزال؟" إلى سؤال "من هو القادر على إحياء المحافظات المنكوبة وإعادة الإعمار؟".

ويضيف الحاج أن أردوغان قدم نفسه باعتباره الأقدر على القيام بهذه المهمة، من خلال خبرته وتاريخه بالالتزام في وعود التعويضات عن الزلازل، كما أنه قدم وعدًا واضحًا بتسليم المباني المدمرة من الزلزال وإعادة إعمارها، خلال عام واحد.

"أردوغان نقل السؤال مِن "مَن المسؤول عن عدم الجاهزية للزلزال؟" إلى سؤال "من هو القادر على إحياء المحافظات المنكوبة وإعادة الإعمار؟"

وبناءً على ما سبق، فإن أردوغان تمكن من لملمة بعض الآثار السلبية من الزلزال، كما أنه نجح في مواجهة الأزمة من خلال إجراءات عملية، تمثلت في بناء المساكن والمشاريع الخاصة بمناطق الزلزال، في مواجهة خطاب المعارضة، الذي حمله المسؤولية السياسية، ثم هاجم الولايات المنكوبة.