04-يناير-2021

صف مفتوح في نابولي الإيطالية (Getty)

كانت تقنية التعليم في الهواء الطلق  في الماضي حالة استثنائية، أما اليوم وبعد انتشار فيروس كورونا باتت تلقى رواجًا ملحوظًا وأصبحت بديلًا ناجعًا عن الاكتظاظ داخل الصفوف، الذي من شأنه أن يزيد من احتمالات نقل العدوى بفيروس كورونا، وربما تصبح هذه الطريقة الوحيدة لاستمرار الطلاب بالذهاب إلى المدرسة.

هناك صعوبات لوجستية عديدة تعترض تقنية التعليم في الهواء الطلق، أبرزها حالة الطقس وهطول الأمطار والثلوج، والخوف من المرض بسبب البرد

على سبيل المثال، تبنت العديد من المدارس في كثير من أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية فكرة التعليم في الهواء الطلق، بحثًا عن طرق آمنة للتدريس أثناء جائحة كوفيد-19. فتم تشييد الخيام في الملاعب والحدائق العامة ومواقف السيارات والباحات الكبيرة مما جلب حياة مفعمة بالحركة والنشاط للعملية التعليمية. 

اقرأ/ي أيضًا: تعليم اللغة العربية في الدول الغربية بين الأولويات الاستراتيجية

هذه المقاربة التعليمية في الهواء الطلق مستوحاة من "مدراس الغابات" الإسكندنافية. التي تعد أبرز الأمثلة على مثل هذا الأسلوب، إذ تنتشر خلال فصل الصيف في الدول الإسكندنافية لتعويض الطلاب عن فصل الشتاء المعتم والطويل الذي يتلقون تعليمهم خلاله في مساحات داخلية بالكامل. 

صعوبات التعليم في المساحات المفتوحة

سرعت جائحة كوفيد 19 من وتيرة التحول نحو الاستفادة بشكل أفضل من المساحات المفتوحة في العملية التلعيمية. إلا أن هناك العديد من الصعوبات اللوجستية والمخاطر تعترض هذه التقنية في التدريس، أبرزها حالة الطقس وهطول الأمطار والثلوج، والخوف من المرض بسبب البرد. كذلك صعوبات نقل المستلزمات الصفية إلى الخارج وضبط الصف والطلاب وغيرها من الصعوبات التي تقفز أمام التربويين عند اتباع هذا الأسلوب الجديد.

يضاف إلى التحديات المتعلقة بهذا النوع من التدريس، خاصة في الدول الفقيرة، غياب المساحات الآمنة والأماكن الخارجية القابلة لتطبيق التعليم في الهواء الطلق، وانخفاض الميزانيات في المدارس الحكومية، ما يمكن أن يجعل هذه التقنية تقتصر على الأغنياء في المدارس الخاصة ذات الأقساط الباهظة الثمن.

صف دراسي في إحدى غابات بورتلاند الأمريكية (Getty)

مزايا تعليمية وإبداعية

تسمح هذه التقنية للطلاب بأخذ قسط من الراحة في الشمس، ويمكن أن تشكل وسيلة فعالة في تجنب رهاب "الأمكنة المغلقة" التي عاناها الأطفال في فترات الحجر المنزلي الطويل، كما أنها مكان صحي لتنشق الهواء النقي، والحفاظ على مسافة آمنة من الجميع، وتعزيز "التعلم بالتجربة" للأطفال من خلال المراقبة والملاحظة وإعطاء الأمثلة من الطبيعة المحيطة، وتسهيل الأنشطة التي يتعذر تأديتها داخل جدران الصف الأربعة مما يزيد من المتعة في التعلم لدى الطلاب، ويزيد من القدرة على الاستكشاف.

اقرأ/ي أيضًا: التعليم الجامعي للاجئين في لبنان.. تسرب دراسي كبير

من الصحيح أن هناك الكثير من التحديات، لكن هذه التقنية تتيح للأطفال التفكير على مستوى أعلى أكثر من المتاح خلال  الجلوس في الصف خلف المقعد الدراسي. فالتعليم في الهواء الطلق يشكل حالة دراسية حية. ويستوجب تعزيز هذه التقنية مساعدة الأهالي ومساهمة المجتمع المحلي في تأمين مستلزمات التعليم كتأمين المساحات والمستلزمات وتنسيق الأمكنة الخارجية وطلاء الجدران برسومات الغرافيتي وغيرها من الابتكارات لتتلائم مع راحة التلامذة وضمان صحتهم وسلامتهم، ما يعني تضافر الجهود كافة لخدمة هذه التقنية.

كما تحتاج هذه التقنية إلى تفكير إبداعي لاستغلال المساحات والأمكنة ووضع الخطط المناسبة في استعمالها. على سبيل المثال لا الحصر، يمكن استغلال القاعات والصالات الكبيرة مثل المسارح ودور الموسيقى وملاعب كرة القدم وملاعب التنس والملاعب الرياضية كافة والحدائق والباحات ومواقف السيارات خاصة أنها قليلة الاستعمال في فترات الإغلاق الجزئي عندما لا تتوقف العملية التعليمية. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

التعلم عن بعد من أكبر تحديات التعليم للاجئين في لبنان خلال عام 2020

التعليم في اليمن من أكثر القطاعات تضررًا بفعل الحرب