21-مارس-2024
أسباب التسمم الغذائي وطريقة علاجه في المنزل

أغلب حالات التسمم الغذائي ليست شديدة، وتتحسن بدون العلاج

 

التسمم الغذائي هو مرض ينتج من استهلاك أطعمة وأشربة تحتوي جراثيم أو مواد ضارة، وتشمل أعراضه اضطراب المعدة، الإسهال والقيء، الألم والصداع، وارتفاع حرارة الجسم، وتبدأ الأعراض خلال ساعات من استهلاك المادة الملوثة، وقد تتأخر حتى عدة أيام اعتمادًا على نوع الجرثومة.

أغلب حالات التسمم الغذائي ليست شديدة، وتتحسن بدون العلاج، ولكن هذا لا يعني أنها ليست خطرة، فبعض الجراثيم قد تسبب مرضًا شديدًا أو مضاعفات.

 

كيف يحدث التسمم الغذائي؟

الكثير من الجراثيم والمواد الضارة إذا وجدت في الطعام أو الشراب فإنها تسبب التسمم، وقد تكون هذه الجراثيم من البكتيريا، أو الفيروسات والطفيليات والفطريات، وقد ينتج التسمم بسبب المواد التي تصنعها هذه الجراثيم، مثل السموم البكتيرية والفطرية، وقد تحتوي الأغذية على مواد سامة أخرى.  

وقد تتلوث الأطعمة بوسائل كثيرة، إما في مرحلة الزراعة والحصاد، أو في التخزين والنقل، أو أثناء عرضها في المحلات، وأثناء تجهيزها من قبل الطباخين أو المقدمين، وهذا يحدث نتيجة الأسباب التالية:

  1. عدم غسل اليدين قبل التعامل مع الأطعمة والأشربة، حيث إن الكثير من الجراثيم تنتقل من بقايا البراز على الأيدي لدى من لا يغسلون أيديهم بعد استخدام المرحاض.
  2. عدم غسل اليدين قبل تناول الطعام، وعدم تنظيف شاشة الهاتف بشكل دوري لأن شاشات الهواتف تعج بالبكتيريا الضارة كما تظهر الدراسات.
  3. عدم تعقيم مناطق التعامل مع الطعام أو أماكن تناول الطعام، أو استخدام نفس الأدوات بدون غسلها عند التعامل مع عدة أغذية، مما يسبب انتقال الملوثات بينها.
  4. التخزين الخاطئ للأغذية، فالأغذية التي تترك في حرارة الغرفة تفسح مجالًا للملوثات بالعيش والتكاثر وتكوين السموم في الطعام، وكذلك الأغذية المخزنة في الثلاجات لفترات طويلة، خاصةً إن كانت درجة الحرارة غير منخفضة كفاية.
  5. عدم طبخ الطعام الملوث بدرجة تكفي لقتل الجراثيم.
  6. تناول الأطعمة منتهية الصلاحية.

 

كيف تعرف إذا أصبت بالتسمم الغذائي؟

بملاحظة الأعراض، والأعراض المرتبطة بالتسمم الغذائي تشمل:

  1. الشعور بالغثيان.
  2. القيء.
  3. الإسهال.
  4. المغص.
  5. ارتفاع الحرارة فوق 38 درجة مئوية.
  6. الشعور بأعراض الإرهاق العام، والألم والقشعريرة.

يساعد الارتباط الزمني بين ظهور الأعراض وتناول طعام ما في تحديد مصدر العدوى، وتحديد نوع الجرثومة المسببة للتسمم.

ما هي الجراثيم المسببة للتسمم الغذائي؟

سأذكر تاليًا أنواعًا شائعةً من الجراثيم المسببة للتسمم الغذائي مع أعراضها الشائعة وموعد بدء ظهور الأعراض والمصادر الشائعة للإصابة بها، رتبت بحسب زمن ظهور الأعراض، ويمكنك استخدام هذا الجدول لمحاولة تحديد نوع الجرثومة ومصدر إصابتك بها لتجنبه مستقبلًا. 

الجرثومة

متوسط الفترة الزمنية قبل بدء الأعراض

أعراض التسمم

مصادر شائعة

ستاف أوريوس

Staphylococcus aureus

30 دقيقة إلى 8 ساعات.

الغثيان، القيء، المغص، الإسهال.

الأطعمة غير المطبوخة مثل اللانشون، والبودينغ، والشطائر.

باسيلس سيرس

Bacillus cereus

30 دقيقة إلى 15 ساعة.

الغثيان، القيء والإسهال.

الرز البائت والصلصات والحساء واللحوم المخزنة في درجة حرارة الغرفة.

فيبريو 

Vibrio 

خلال 24 ساعة.

الإسهال المائي، الغثيان، المغص، القيء، الحمى، القشعريرة.

الأسماك القشرية النيئة (مثل المحار النيء أو غير المطبوخ جيدًا).

كلوستريديوم بيرفرينجس

Clostridium perfringens

6 ساعات إلى 24 ساعة.

الإسهال، مغص يستمر لأقل من 24 ساعة. وبالعادة لا يوجد قيء أو حمى.

اللحم، الدجاج، والأطعمة الأخرى التي تطبخ بكميات كبيرة وتحفظ في درجات حرارة غير آمنة.

سالمونيلا

Salmonella

6 ساعات إلى 6 أيام.

الإسهال (قد يكون دمويًا)، حمى، مغص، قيء.

الدجاج أو الحبش واللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، وكذلك البيض والحليب غير المبستر (غير معقم). وقد توجد على الفواكه والخضار لذلك يجب طبخها أو غسلها قبل استهلاكها. وقد تنتقل من الحيوانات.

نورو فيروس

Norovirus

12 ساعة إلى 48 ساعة.

الإسهال، القيء، الغثيان، ألم في المعدة، الحمى، الصداع، وآلام الجسد.

الأوراق الخضراء، الفاكهة الطازجة، الأسماك القشرية النيئة (كالمحار)، الماء الملوث، الانتقال المباشر من شخص آخر أو سطح ملوث.

كلوستريديوم بوتولينوم

Clostridium botulinum

18 ساعة إلى 36 ساعة.

صعوبة في البلع، ضعف في العضلات، مشاكل في الرؤية والكلام، تبدأ الأعراض من الرأس، وتنتقل إلى أسفل الجسد مع تقدم المرض.

المعلبات المعبأة أو المخزنة على نحو خاطئ، والأطعمة المخمرة مثل الفسيخ.

 

أما بالنسبة للأطفال الرضع، فيمنع إطعامهم العسل؛ لأنهم عرضة للإصابة بهذا التسمم إذا احتوى العسل على أبواغ هذه البكتيريا، على خلاف البالغين.

روتا فيروس

Rotavirus

18 ساعة إلى 36 ساعة.

إسهال مائي، قيء، حمى، ألم في المعدة.

الطعام والماء والأسطح (مثل مقابض الأبواب) الملوثة بالفيروس.

شيجيلا

Shigella

في العادة يوم إلى يومين، وحتى 7 أيام.

إسهال (دموي عادةً)، ألم في المعدة، مغص، حمى.

العدوى من شخص مصاب. 

ماء أو طعام ملوث بفضلات بشرية. 

تحضير الطعام من قبل شخص مصاب بالمرض.

كامبيلوباكتر

Campylobacter

يومان إلى 5 أيام.

إسهال (دموي عادةً)، حمى، مغص.

الدجاج النيء أو غير المطبوخ جيدًا، الحليب غير المبستر، الماء الملوث، والحيوانات الأليفة.

الكوليرا

Cholera

يومان إلى 3 أيام.

إسهال مائي، قيء

المياه والأطعمة الملوثة بالبكتيريا نتيجة اختلاطها ببراز بشري مصاب. 

إي كولاي

Escherichia coli

3 إلى 4 أيام.

مغص حاد في المعدة، إسهال (دموي عادةً)، القيء.

 

وقد تسبب هذه الجرثومة مرضًا يهدد حياة المصاب في 5-10% من الحالات يسمى بمُتلازمة انحِلال الدَّم اليوريميَّة.

اللحم المفروم النيء أو غير المطبوخ جيدًا، الحليب غير المبستر، العصير، الخضار النيئة كالخس، والماء الملوث.

سيكلوسبورا

Cyclospora

أسبوع.

إسهال مائي، فقدان الشهية، فقدان الوزن، المغص، الانتفاخ، الغثيان والتعب.

الفواكه والخضار والأعشاب النيئة.

جيارديا لامبليا

Giardia lamblia

أسبوع إلى أسبوعين.

الإسهال، المغص، الغازات.

الطعام والماء الملوثان بالبراز المحتوي على هذا الطفيلي، وكذلك معدّي الطعام الحاملون للطفيلي.

لستيريا

Listeria

أسبوعان.

حمى وأعراض مشابهة للإنفلونزا (مثل التعب وآلام العضلات)، الصداع، تصلب الرقبة، فقدان التوازن، الارتباك، نوبات الصرع. 

اللانشون، الأجبان الطرية، البطيخ، البراعم (مثل الكرنب)، الحليب غير المبستر، والأسماك المدخنة.

فيروس التهاب الكبد أ

Hepatitis A

15 إلى 50 يومًا.

حمى، غثيان، قيء، إسهال، آلام في العضلات، شعور عام بالتعب، وأعراض تأثر الكبد وتشمل اصفرار الجلد وتلون البول بلون داكن وتلون البراز بلون فاتح.

الأسماك القشرية النيئة وغير المطبوخة جيدًا، الفواكه والخضار، أنواع أخرى من الطعام النيء.

 

الطعام والماء الملوثان ببراز بشري مصاب بالفيروس.

 

تحضير الطعام من قبل شخص مصاب بالمرض.

 

هل يمكن علاج التسمم الغذائي في المنزل؟

يمكنك علاج نفسك أو طفلك من التسمم الغذائي في المنزل، وعادةً تذهب الأعراض ويتعامل الجسم مع التسمم خلال يومين إلى أسبوع بدون علاج، إليك أهم ما يجب عليك فعله لعلاج التسمم الغذائي.

  1. الإكثار من شرب السوائل لتجنب الجفاف الناتج من القيء والإسهال، مع الحذر في حالات الجفاف الشديدة حيث يجب تعويض المعادن والأملاح كذلك.
  2. التدرج في العودة إلى تناول الطعام (أطعمة قليلة الدهون وسهلة الهضم مثل الموز والرز والخبز)، وتناوله عند الشعور بالجوع مجددًا، والتوقف عن الأكل عند الشعور بعودة الأعراض.
  3. تجنب المنتجات البقرية والكافيين والنيكوتين (التدخين)، والأطعمة الغنية بالدهون أو كثيرة البهارات.
  4. الراحة لمنح الجسم الفرصة للتعافي.

ويجب عليك تجنب الذهاب إلى العمل أو المدرسة حتى تزول أعراض التسمم لمدة يومين على الأقل واحرص على قطع سلسلة العدوى، ولا تكن سببًا في استمرارها. وفي بعض الحالات عليك مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض معينة، فبعض الحالات تتطلب تدخلًا طبيًا وعلاجًا لقتل الجرثومة.

 

كيف تتجنب الإصابة بالتسمم الغذائي؟

  1. غسل اليدين بالماء والصابون لـ 20 ثانية على الأقل، بعد استخدام المرحاض، وقبل الأكل، وقبل التعامل مع الطعام وبعده.
  2. غسل الفواكه والخضار قبل تناولها.
  3. غسل أدوات المطبخ جيدًا، مثل السكاكين وألواح التقطيع، عند استخدامها على اللحوم النيئة والفواكه والخضار التي لم تغسل.
  4. لا تتناول الأكلات النيئة أو غير المطبوخة جيدًا.
  5. ضع بواقي الطعام في الثلاجة في أوعية مغطاة بمجرد الانتهاء من تناول الطعام، ويمكن حفظ الأطعمة في الثلاجةً عادةً من 3 إلى 4 أيام، غير ذلك عليك بتجميدها.
  6. تخلص من الأطعمة المتعفنة والأطعمة المشكوك بكونها آمنة للاستهلاك.
  7. نظّف داخل الثلاجة كل بضعة أشهر.

من الضروري عزل المصاب حتى لا يؤثر في أفراد أسرته والمجتمع من حوله، وتجب زيارة الطبيب عند الحاجة.

متى ينبغي عليك مراجعة الطبيب؟

بعض الأعراض تُلمِح إلى وجود حالة تسمم أخطر من العادة. فبالنسبة للأطفال والرضع فإن القيء والإسهال يسببان فقدان السوائل من الجسم بسرعة، وحالة الجفاف هذه قد تسبب مضاعفات خطيرة لديهم، فإذا واجه الطفل القيء والإسهال إضافة إلى أحد الأعراض التالية، فعليك استشارة الطبيب في تلك الحالة.

  1.  التغير في التفكير أو التصرفات.
  2. العطش الشديد.
  3. قلة التبول أو انعدامه.
  4. الضعف.
  5. الدوخة.
  6. إسهال يستمر لأكثر من يوم واحد.
  7. القيء المتكرر.
  8. إذا احتوى البراز على دم أو قيح.
  9. إذا كان لون البراز أسود.
  10. ألم شديد في المعدة أو الشرج.
  11. أي حمى لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين.
  12. حمى تتجاوز الـ 38.9 درجة مئوية.
  13. وجود مشاكل طبية سابقة.

بالنسبة للبالغين، فعليهم مراجعة الطبيب عند حدوث التالي.

  1. أعراض عصبية مثل ضبابية الرؤية وضعف العضلات وتنميل الجلد.
  2. التغير في التفكير أو التصرفات.
  3. حمى تزيد عن 39.4 درجات مئوية.
  4. القيء المتكرر.
  5. الإسهال المستمر لأكثر من ثلاثة أيام.
  6. أعراض الجفاف، مثل العطش الشديد، وجفاف الفم، وقلة أو انعدام التبول، الضعف الشديد، الدوخة أو الدوار (في الدوخة تشعر بعدم التوازن أو الإغماء، بينما في الدوار تشعر بأن العالم يدور من حولك أو أنك تشعر بالدوران والحركة مع أنك ثابت في محلك)
  7. على الحوامل مراجعة الطبيب في جميع الحالات، حيث إن بعض الأمراض المعدية قد تسبب أضرارًا للجنين وقد تؤدي إلى الإجهاض.

 

ختامًا، إن التعامل السليم مع التسمم الغذائي يشمل تمييز الأعراض عند حدوثها، ومحاولة اكتشاف مصدر العدوى والتخلص منه، وعلاج التسمم في المنزل مع مراعاة شرب كمية كافية من السوائل، وعزل المصاب حتى لا يؤثر في أفراد أسرته والمجتمع من حوله، وزيارة الطبيب عند الحاجة.

دلالات: