18-سبتمبر-2021

قتل في الغارة الأمريكية عشرة مدنيين، 7 منهم أطفال (NYT)

ألتراصوت- فريق التحرير 

أقر البنتاغون يوم أمس الجمعة، 17 أيلول/سبتمبر بأن الغارة التي نفذت عبر طائرة مسيرة قبيل إتمام الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كانت "خطأ مأساويًا" نجم عنه مقتل 10 مدنيين، سبعة منهم أطفال، علمًا أن وزارة الدفاع الأمريكية قد دافعت في وقت سابق عن الضربة ووصفتها بأنها "ضرورية لمنع الاعتداء على قواتها".

اقرأ/ي أيضًا: ضربة جويّة أمريكية تودي بحياة 10 أفغان من عائلة واحدة، بينهم 7 أطفال

ووفق ما نقلت نيويورك تايمز، فإن كافة تصريحات كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية في الساعات والأيام التي تلت الضربة، في 29 آب/أغسطس الماضي، قدمت معلومات وتقديرات عارية عن الصحة. فالمتفجرات التي ادعى الجيش الأمريكي وجودها في صندوق سيارة ركاب عادية من طراز تويوتا، والتي استهدفتها الطائرة المسيرة، لم تكن سوى عبوات مياه. أما الضربة الثانية التي ضربت ساحة في حي ذي كثافة سكانية عالية، فضربت خزانًا للغاز، بحسب ما اعترف المسؤولون الأمريكيون، وهو ما يعني أن الضربات لم تحقق الأهداف التي تم ادعاؤها سابقًا، وأن جميع الضحايا في الضربة كانوا من المدنيين، وأن السيارة لم تشكّل أي تهديد بحسب ما كشفت التحقيقات.

الاعتراف الأمريكي الرسمي بالخطأ الفادح الذي وصفه البيان بالمأساوي، أتى عقب أسبوع من نشر نيويورك تايمز تحقيقًا مصورًا يفنّد الرواية الرسمية للجيش الأمريكي التي زعمت أن السيارة المستهدفة اشتملت على مواد متفجرة كانت متوجهة إلى مطار كابول الدولي.

سامية أحمدي، قتل والدُها وخطيبُها في الهجوم الأمريكي (نيويورك تايمز)

الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، أعرب في مؤتمر صحفي يوم أمس الجمعة عن أسفه لما حصل، وقال: "أقدّم أعمق التعازي لعائلة وأصدقاء أولئك الذين خسروا حياتهم في الحادثة"، مشيرًا إلى أن الضربة قد نفذت بعد أن تولّدت قناعة عميقة بأن "داعش كانت على وشط تنفيذ هجوم على مطار كابول، كما فعلت قبل ثلاثة أيام من الضربة، في هجوم أودى بحياة 140 شخصًا، من بينهم 13 جنديًا أمريكيًا".

وقال الجنرال ماكنزي إن تحقيق نيويورك تايمز قد ساعد المسؤولين على مقاربة التحقيق على نحو سمح بالكشف عن حقيقة ما حصل وبيان أن الضربة وجهت إلى أهداف خاطئة. وكانت نيويورك تايمز قد نشرت تحقيقًا دقيقًا بشأن الحادثة، بعد النظر إلى عواقبها وسقوط عدد كبير من المدنيين بسببها، حيث توصلت إلى معلومات عن السائق، واطلعت على مقاطع فيديو مصورة من مكان عمله، وتتبعت تحركاته عبر كاميرات المراقبة ومقابلات مع أفراد أسرته وزملائه، وكانت جميع المعلومات تؤكّد أن الضربة الأمريكية قد استهدفت الرجل الخطأ والمكان الخطأ. وقد أكّد ذلك أمس الجمعة بيان البنتاغون، والذي اعترف بأن السيد أحمدي (الشخص المستهدف)، لم تكن له أي صلة بتنظيم الدولة الإسلامية-خراسان، وأن أنشطته في ذلك اليوم لم تشكل أي تهديد ولم ترتبط بأي شكل كان بالتهديد الذي ساد وقتها بشأن هجوم جديد على مطار كابول، وأن السيد أحمدي كان بريئًا وضحيّة مثل بقية الضحايا الذي قتلوا بشكل مأساوي في تلك الضربة".

قال الجنرال ماكنزي إن البنتاغون سيتواصل مع أسر الضحايا ومسؤولين حكوميين آخرين من أجل ترتيب استلامهم لتعويضات عن الحادثة

وقال الجنرال ماكنزي إن البنتاغون سيتواصل مع أسر الضحايا ومسؤولين حكوميين آخرين من أجل ترتيب استلامهم لتعويضات بسبب الحادثة، مشيرًا إلى أنّ المهمة قد تكون صعبة بسبب عدم وجود قوات أمريكية في أفغانستان، إلا أنّه أكّد أنه الوزارة ستلتزم بواجباتها في هذا الصدد.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ضربة جويّة أمريكية تودي بحياة 10 أفغان من عائلة واحدة، بينهم 6 أطفال

أفغانستان: اعتراف أمريكي بسقوط مدنيين بهجوم الأحد ودعوى لإقامة منطقة آمنة

ملف خاص |أفغانستان: مستقبل قلق بعد عقدين من الاحتلال الأمريكي