23-يناير-2023
gettyimages

زيارة ميلوني للجزائر تستمر لمدة يومين والطاقة على رأس الأولويات (Getty)

استقبلت الجزائر، يوم الأحد، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في زيارة تستمر لمدة يومين، من المقرر أن تقابل خلالها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن، في أول زيارة خارجية لرئيسة الوزراء الإيطالية خارج أوروبا.

أبرز الملفات التي سوف تبحثها ميلوني هو ملف الغاز، مستمرةً في نهج سلفها ماريو دراغي بالمراهنة على الغاز الجزائري بديلًا عن الغاز الروسي بسبب تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا

أمّا أبرز الملفات التي سوف تبحثها ميلوني هو ملف الغاز، مستمرةً في نهج سلفها ماريو دراغي بالمراهنة على الغاز الجزائري بديلًا عن الغاز الروسي بسبب تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، فالزعيمة اليمينية تبدو غير مستعدة لاتخاذ خطوات غير محسوبة بالاقتراب من موسكو والتفريط فيما قطعته المفاوضات والمباحثات مع الجزائر، فقد كانت ثمة شكوك "حول استمرار الشراكة الاستراتيجية بين روما والجزائر، بعد سقوط اليسار الإيطالي وصعود اليمين المتطرف إلى الحكم"، لكن زيارة ميلوني الحالية بدّدت ذلك الشك على الأقل في المرحلة الحالية.

وكانت التصريحات التي أدلى بها السفير الجزائري في روما عبد الكريم طواهرية، أمس الأحد، حاسمةً في هذا الصدد عندما قال إن الجزائر ترغب في "أن تصبح إيطاليا مركزًا أوروبيًا للغاز الجزائري وهمزة وصل لدول الاتحاد الأوروبي الأخرى"، معتبرًا أن التعاون الطاقوي بين الجزائر وإيطاليا يعيش "أزهى أيامه"، مضيفًا في مقابلة مع صحيفة "إل ميساجيرو" الإيطالية أن "إيطاليا والجزائر مقتنعتان بأن العلاقات الثنائية مع الحكومة الإيطالية الجديدة ستكون قادرة على اتخاذ خطوة أخرى إلى الأمام"، مؤكّدًا أن هذه المرحلة "انطلقت بالفعل من لقاء تبون وميلوني في شرم الشيخ". 

getty

الطاقة الملف الأهم في الزيارة

وكان السفير الجزائري في روما صريحًا، عندما أشار في مقابلته مع صحيفة "إل ميساجيرو" إلى أن "الطاقة هي أهم ملف، لكننا سنتحدث أيضًا عن صناعة السيارات والسياحة والفلاحة".

وحول ملف الطاقة الذي يتربع على أجندة الزيارة أكّد السفير الجزائري أن "شركتي إيني الإيطالية وسوناطراك الجزائرية تعملان على مشاريع مختلفة للمستقبل من بينها، التنقيب عن النفط والغاز في جنوب الصحراء". وأردف "نحن حاليًا شريك الطاقة الإيطالي الرائد، لكننا نهدف إلى الذهاب أبعد، نريد أن تصبح إيطاليا مركزًا أوروبيًا للغاز الجزائري ومركزًا لدول الاتحاد الأوروبي الأخرى".

يشار إلى أن إمدادات الغاز الجزائري إلى إيطاليا ارتفعت من 21 مليار متر مكعب في 2021، إلى 25 مليار متر مكعب في 2022، ومن المرتقب أن تصل إلى 30 مليار متر مكعب بين 2023 و2024، بحسب تقرير لوكالة الأناضول. وتطمح الجزائر إلى رفع صادراتها من الغاز من 56 مليار متر مكعب في 2022 إلى 100 مليار متر مكعب في 2023.

getty

ومن المرجح، حسب وكالة الأناضول "أن يتم إعادة إحياء مشروع أنبوب غالسي الرابط بين الجزائر وجزيرة صقلية الإيطالية، لأن أنبوب "إنريكو ماتي" المار عبر تونس يكاد يصل إلى ذروته البالغة 32 مليار متر مكعب، خاصة أن أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإيطاليا عبر تونس يصل إلى سلوفينيا، التي تسعى إلى تمديده إلى المجر حتى تتمكن من التزود بالغاز الجزائري".

وحول التداعيات الممكنة لمثل هذه الخطوات على العلاقة مع روسيا، قال السفير الجزائري لدى موسكو بأن لبلاده "علاقات ممتازة مع جميع دول العالم، من الولايات المتحدة إلى الصين، وقد اخترنا إيطاليا كأول شريك لنا في مجال الطاقة. لا تناقض في ذلك".

وفي حديث عن الملف الليبي، قال السفير الجزائري في روما إن "إيطاليا والجزائر متفقتان: الحل الوحيد هو انتخابات حرة وديمقراطية. الأمر متروك للشعب الليبي ليقرر"، وفق تعبيره.

برنامج الزيارة

وتمتلئ أجندة زيارة رئيس الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني التي تستمر ليومين، بنشاط كثيف يشمل مباحثات سياسية مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيرها أيمن عبد الرحمن والتوقيع على اتفاقيات اقتصادية، ووفق ما نقلته وكالة نوفا الإيطالية، من المقرر أن تعقد ميلوني أيضًا اجتماعات مع مجتمع الأعمال الإيطالي في الجزائر، قبل أن تصعد على متن سفينة كاربينيري، التابعة للبحرية الإيطالية الراسية في ميناء الجزائر العاصمة.

وبحسب نفس المصدر، لن تكون زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية ذات أهمية في قطاع الغاز فحسب، ولكن أيضًا في مجالات الطاقة المتجددة وصناعة السيارات والتعاون العسكري والزراعة والبناء والأشغال العامة.

getty

وسيتم توقيع سلسلة من الاتفاقيات خلال مهمة رئيس الوزراء، من بينها بعض الاتفاقيات الخاصة الجديدة، حيث صرّحت مصادر جزائرية لـ"نوفا" أن شركتي سوناطراك وإيني سوف يبرمان عقدي تشغيل.

وكان توفيق حكار المدير العام لشركة سوناطراك، قد كشف عن التوقيع على مشروع الربط الكهربائي بين الجزائر وإيطاليا، بمناسبة الزيارة المرتقبة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. وقال حكار في حوار مع وكالة رويترز، "سنوقع صفقتين ومذكرات تفاهم مع إيني، بما في ذلك صفقة كابل لنقل الكهرباء إلى إيطاليا".

ومن المحتمل أن تكون قضية الهجرة والمهاجرين، محورًا في نقاشات ميلوني خلال زيارة الجزائر، وهي القضية التي تُعد واحدةً من أبرز النقاشات التي يخوضها اليمين المتطرف عالميًا.

من المحتمل أن تكون قضية الهجرة والمهاجرين، محورًا في نقاشات ميلوني خلال زيارة الجزائر، وهي القضية التي تُعد واحدةً من أبرز النقاشات التي يخوضها اليمين المتطرف عالميًا

وزيارة ميلوني للجزائر، هي الأولى لها خارج أوروبا منذ توليها المنصب. وفي المقابل، يمكن أن تستغل الجزائر الزيارة كنقطة لها من أجل إعادة تجديد مكانتها الدولية، والاستفادة من مكانتها الجديدة التي تبرز نتيجة مساهمتها في أمن الطاقة الأوروبي في لعب دور استراتيجي أكبر.