22-أبريل-2024
(Getty) طفل فوق أنقاض منزله في رفح

(الأورومتوسطي) شاب في غزة

طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بالتحقيق، على مختلف المستويات المحلية والدولية، في مساهمة كبرى شركات التكنولوجيا العالمية بقتل مدنيين فلسطينيين في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

واستند المرصد إلى تقارير متواترة تفيد باستخدام إسرائيل لأنظمة تكنولوجية معززة بالذكاء الاصطناعي في حروبها ضد الفلسطينيين. وتعتمد جميع هذه التطبيقات التكنولوجية على منظومة قادرة على تحديد وتحديد الأهداف وتحديدها كأهداف مشروعة. والخطير في الأمر هو استخدام هذه التطبيقات لتحديد الأهداف بناءً على معلومات محتملة لا تتعلق بالموقع أو الشخص ذاته في العديد من الحالات.

تستهدف هذه التطبيقات القواسم المشتركة بين الأفراد في قطاع غزة وأعضاء الفصائل المسلحة، مما يعني أنها قد تستهدف شخصًا بسبب تشابه في الشكل أو التقارب في الجسم أو حتى تشابه في الاسم.

وبذلك، يضع جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات الآلاف من سكان غزة مشتبهًا بهم للاستهداف بالاغتيال، مستخدمًا الذكاء الاصطناعي الفاقد للإشراف البشري.

يضع جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات الآلاف من سكان غزة مشتبهًا بهم للاستهداف بالاغتيال، مستخدمًا الذكاء الاصطناعي الفاقد للإشراف البشري

ونظام "لافندر"، على سبيل المثال، هو برنامج قائم على الذكاء الاصطناعي، وله دور مركزي في القصف غير المسبوق على قطاع غزة، خاصة في المراحل الأولى من الحرب الحالية، ويستخدم لتحديد جميع النشطاء المشتبه بهم في الأجنحة العسكرية في غزة.

ويشير تحقيق أجرته مجلة 972 الإسرائيلية إلى مدى تأثير هذا البرنامج على عمليات الجيش، لدرجة الإشارة لتعاملهم بشكل أساسي مع مخرجاته، كما لو كان قرارًا بشريًا.

وسجّل هذا التطبيق ما يصل إلى 37 ألفًا كمسلحين مشتبه بهم – ومنازلهم – لشن غارات جوية عليهم.

وقد وثق المرصد الأورومتوسطي مقتل ستة شبان فلسطينيين في قصف إسرائيلي في السادس عشر من الشهر الجاري، استهدفهم خلال تجمعهم للحصول على إشارة إنترنت، بينما كان أحدهم يقدم إفادات إخبارية للأوضاع في منطقته في حساب مجموعات لتطبيق "واتساب" التابع لشركة "ميتا".

وأشار الأورومتوسطي إلى ما أثاره خبراء دوليون في قطاع التكنولوجيا من دلائل بشأن علاقة محتملة بين شركة "ميتا" ونظام "لافندر" المستخدم في تحديد أهداف الجيش الإسرائيلي في هجماته العسكرية على قطاع غزة، بما في ذلك استهداف أشخاص لمجرد وجودهم في مجموعات "واتساب" مع آخرين مدرجين على قائمة الاشتباه، فضلًا عن كيفية حصول إسرائيل على هذه البيانات، من دون مشاركتها من طرف شركة "ميتا".

وقبل ذلك، أبرزت صحيفة "الغارديان" البريطانية استخدام إسرائيل لنظام الذكاء الاصطناعي "لافندر" لقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين اعتمادًا على أنظمة التعلم الآلي للمساعدة في تحديد الأهداف عن طريق معالجة كميات كبيرة من البيانات لتحديد أهداف محتملة من "المقاتلين ذوي الرتب المتدنية"، لاستهدافهم من دون مراعاة الأضرار الجانبية المسموح بها عند مهاجمة أي هدف، واعتماد "هامش سماح" قد يصل إلى قتل 20 مدنيًا مقابل الإطاحة بهدف واحد، في حين أنه عند استهداف "مقاتلين من الرتب الأعلى" فإن هامش السماح هذا قد يصل إلى قتل 100 شخص آخر مقابل مقاتل واحد.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن احتمال تواطؤ شركتي "جوجل" و"ميتا" وغيرها من شركات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وبخاصة جرائم القتل غير القانونية، بما ينتهك قواعد القانون الدولي والتزام هاتين الشركتين المعلن بحقوق الإنسان.

وشدّد الأورومتوسطي على أنه لا ينبغي لأي شبكة اجتماعية أن تقدم هذا النوع من المعلومات الخاصة حول مستخدميها، وألا تشارك بالفعل في الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة وهو ما يتطلب تحقيقًا دوليًا يوفر ضمانات المسائلة والمحاسبة للمسؤولين عن ذلك وإنصاف الضحايا.