24-ديسمبر-2023
مدرسة تابعة للأونروا دمّرها القصف الإسرائيلي في جباليا

حوّل جيش الاحتلال مراكز الإيواء إلى أهداف مستباحة (Getty)

أكد "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، اليوم الأحد، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل استباحة مدارس اتخذها عشرات آلاف النازحين في قطاع غزة ملاجئ إيواء، ويمارس فيها انتهاكات جسيمة بين عمليات تصفية جسدية، واعتقالات، وتنكيل، وترويع للمدنيين.

وقال المرصد، في بيان نُشر على موقعه الإلكتروني، إنه وثّق اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، مدرسة الرافعي في جباليا البلد التي تؤوي آلاف النازحين، واعتقالها: "الذكور من سن 15 عامًا فما فوق، بعد إجبارهم على التعري والبقاء بملابسهم الداخلية، قبل أن يقتادهم الجنود إلى جهة مجهولة ويخرجون النساء بالقوة وسط إطلاق نار".

استهداف "إسرائيل" لمراكز الإيواء بغزة هو نتيجة طبيعية لسياسة الإفلات من العقاب وحالة الصمت الدولي التي تشجعها على اقتراف المزيد من الجرائم

وأضاف المرصد أن جيش الاحتلال حوّل مراكز الإيواء، ومعظمها مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، إلى أهداف مستباحة منذ الأيام الأولى من العدوان الذي يشنّه على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

ولفت المرصد إلى أن الهجمات الإسرائيلية على المدارس اتخذت عدة أشكال، أولها القصف الجوي الذي أسفر عن استشهاد وإصابة المئات، والذي شدَّد على أنه لم يكن لها مبرر، وأنها استهدفت مدنيين عزل لجأوا إلى مراكز إيواء بعد تلقيهم أوامر نزوح إسرائيلية عن منازلهم ومناطق سكنهم.

أما الشكل الثاني من الهجمات، فقال إنه رافق مرحلة التوغل البري، مبيّنًا أنه تلقّى: "عشرات الإفادات عن اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي لتلك المدارس بعد تدمير أسوارها وبواباتها بالدبابات، ووسط إطلاق نار كثيف وقذائف من الدبابات".

وذكر المرصد في بيانه أن قوات الاحتلال نفّذت عمليات إعدام ميدانية في العديد من المدارس التي اقتحمتها، ومنها مدرسة "شادية أبو غزالة" في بلدة جباليا، حيث: "تبيّن بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة بتاريخ 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وجود تسعة جثامين منهم نساء وأطفال".

ونقل المرصد شهادة عن مسن يُدعى "يوسف خليل" حول ما حدث، أكد فيها أنه: "بعد اقتحام القوات الإسرائيلية للمدرسة، قام جنديان بإطلاق النار المباشر تجاه أفراد أسرته خلال وجودهم في أحد الفصول الدراسية"، لافتًا إلى أنهم قاموا بعد تصفية أفراد أسرته باعتقاله، مع آخرين، لعدة أيام تعرّض خلالها للضرب والتعذيب قبل أن يُفرج عنه لاحقًا.

وبعد انسحاب قوات جيش الاحتلال من محيط المدرسة التي تمركزت فيها لمدة أسبوع، عاد خليل إليها ليجد جثامين أفراد أسرته وقد شارفت على التحلل. وبالإضافة إلى جثامينهم، كان هناك أيضًا امرأة وزوجها وعدد من أطفالهما.

وقال المرصد إنه تابع مقاطع مصورة صوِّرت خلال الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر، أظهرت: "غرفًا دراسية أصابها الدمار وجثتين على الأقل على الأرض، وعددًا من الجثامين لأشخاص منهم امرأة، وفراش غارق في الدماء وثقوب رصاص وبقع دماء على الأرض".

وأضاف: "إلى جانب عمليات القتل في مدارس الإيواء، فإن القوات الإسرائيلية تعمل على حجز الذكور من سن 14 عامًا فما فوق، وتجبرهم على خلع ملابسهم وتنقلهم إلى مواقع أخرى مع عمليات تعذيب وتنكيل غير إنسانية"، وتقوم أيضًا بإخضاع النساء: "للتحقيق والاستجواب وتعتقل بعضهن وتطلق سراح البقية".

وذكر أن المرحلة/الشكل الثالث من الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدارس ومراكز الإيواء: "تتركز حول تحويلها إلى ثكنات عسكرية للدبابات أو اتخاذها مقرات مؤقتة لقوات الاحتلال ومراكز تحقيق وتنكيل بالمواطنين". فيما تتمثّل المرحلة الرابعة في تدميرها كليًا.

وأكد "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" أن: "ما يجري من استهداف متعمد لمراكز الإيواء واقتراف عمليات القتل والتدمير والتنكيل، هو نتيجة طبيعية لسياسة الإفلات من العقاب وحالة الصمت الدولي التي تشجع إسرائيل على اقتراف المزيد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".

وشدّد على أن ما يجري من عمليات قتل وتصفية جسدية وتدمير ممنهج للمباني والمنشآت، ليس له أي تفسير أو مبرر سوى أنه جزء من عمليات انتقام ممنهجة يدفع ثمنها المدنيون المشمولون بالحماية وفق القانون الدولي.

وطالب المرصد في ختام بيانه بفتح تحقيق دولي عاجل في الجرائم المروعة التي يرتكبها جيش الاحتلال في مناطق توغلاته برًّا داخل قطاع غزة، بما في ذلك عمليات الإعدام الميدانية والاعتقال التعسفي والتعذيب الواسع للرجال والنساء، وتدمير المدارس دون أي ضرورة.