20-أبريل-2022
لوحة لـ ليون تاراسيفيتش/ بولندا

لوحة لـ ليون تاراسيفيتش/ بولندا

رصاصة خطّاط

 

لماذا أطلتَ عُمري

كان يكفيني لو كنتُ

بيضة نملٍ يكسرها نسيم

زهرةَ زعتر

تذوي سريعًا

لعبةً يُتلفها طفل

في ساعة

حرفًا يكتبه

فيمحوه على الفور

بممحاة قلم رصاص

صدى لضحكة حجرٍ

يُقذَفُ في النهر

وميض رصاصة خطاط

ليلة رأس السنة

يكفيني لو كنت

نطفة تغرقُ

في الغسالة!

 

ميناءٌ بعيد

 

ضُمّيني

فالأقحوانُ

مضرّجٌ بالجليد

والفجرُ

لا محلَّ له

من الجموح

دموعي

رسُلُ الأبديّة

والجلّنارُ

ميناءٌ بعيد!

 

المريخ

 

تلتهمه النار

من كل الجهات

يلوذُ بما تبقّى من رَمَدِ عينيه

ثم يتخَفّى

في حفرةِ دودةٍ فضائية

تمامًا

كما الإنسان

انطوى الكون فيه

هكذا حدَّثني عليٌّ

أنهى قصته قبل فاصلة البداية

تركني وحدي

لأكتشِفَ العقدة

كيف أن هذا العالم

يمتصُّنا من الداخل.

 

ساعة شروقِ الشمس

 

من المغرب

اختبئ الفلاحون

مع الفزاعات

في بيوت الخِلْد

السُّواح والتجار

مع سلاحف النينجا

تحت الأرض السابعة

فقط سهراب سپهري

تجرَّأ على الخروج

ركِب سيارة الفقه الشاحبة

واصطحبها

نحو اليقطينة الكبرى

منتظرًا

غواصةً ما

تلفِظُ المهديَّ

هناك

على الشاطئ!

 

كحول الأرملة

 

كنبيٍ مسحور

أُعتِقُ روحي

من كحولِ هذا العالم

أنامْ

كدماغٍ أرملةٍ مُسَرْطَن

غرفتُها دارُ أيتام.

مثل سماءٍ ساجدة

على حطبةٍ تشتعل.

 

من يُلقي الحدَّ

على جنونِ المِقصلَة؟

 

ادّخار

 

لأننا كالفراشِ المقتول

فوق ماءِ البركة

ندَّخرُ شتائمنا

لغضبٍ لن يأتِي.

 

لأننا كالماءِ المتبخّر

ندّخرُ جرائمنا

ليومٍ لم يُحسَب

 

لأننا كمشنقةِ السراب

ندخر انتحارانا

لحائطٍ

دونَ شبابيك.

 

ليخة في عالم البرزخ

 

أصلّي الصّبح

أوّل الوقت

لألعب الليخة

في عالمِ البرزخ

مع ديوكِ الفجر

وأفاعي المقبرةِ الحنونة

كالزّناة الصادقين.

 

نصفُ دائرة

 

بيكارٌ

بيد الله

يرسُمُ

نصفَ دائرةٍ مظلمة

مشنقتي في الوسط

والنصف الآخر

محاهُ قبل رسمِه.

 

دمٌ برونزيّ

 

مركبُ التبغ

يغرقُ

في قُدورِ التين

وجدّتي

تُمَرِّغ الليطاني

دمًا برونزيًا

عذبًا كالوحل

فوق نخالةِ المناقيد.

 

سمكة حمراء

 

أنا قطٌّ أسود

يهرشُ جلد السماء

علَّهُ يستنزِفُ

سمكةً حمراء

من نوافير الله!