06-أكتوبر-2020

اعتبر الأسد أن التدخل الروسي جاء في إطار مكافحة الإرهاب (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير 

وصف رئيس النظام السوري بشار الأسد التدخل الروسي في سوريا بأنه جاء في إطار مكافحة "الإرهاب"، مضيفًا بأن موسكو قدمت في سوريا "تضحيات وشهداء"، وذلك خلال مقابلة مع قناة زفيزدا التابعة لوزارة الدفاع الروسية، والتي أجريت بمناسبة الذكرى الخامسة للتدخل العسكري الروسي في سوريا، فيما قالت منظمة حقوقية مستقلة إن عدد القتلى جراء الغارات الجوية الروسية ضد مناطق سيطرة المعارضة تجاوز الستة آلاف خلال السنوات الماضية.

 قالت منظمة حقوقية مستقلة إن عدد القتلى جراء الغارات الجوية الروسية ضد مناطق سيطرة المعارضة تجاوز الستة آلاف خلال السنوات الماضية

وقال الأسد خلال مقابلته مع القناة الروسية إن ما يحصل في سوريا جزء من "الإرهاب العالمي"، لافتًا إلى أن تدخل موسكو عسكريًا في الأزمة السورية كان جزءًا من مصلحة روسيا لما وصفه بـ"ضرب هذا الإرهاب في سوريا"، والمحافظة على هذا "الاستقرار الذي ربما يؤثر في مصالح دول أخرى بما فيها مصلحة روسيا"، وذلك في إشارة لمساهمة القوات الروسية بمنع قوات النظام من الانهيار في منتصف عام 2015، عندما فقد النظام السوري ما يزيد عن 75 بالمائة من مساحة البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: الالتفاف على العقوبات الأمريكية محور زيارة وفد الكرملين لبشار الأسد

وفي إشارة غير مباشرة لكنها تؤكد على صحة التقارير الحقوقية التي تتهم القوات الروسية بارتكاب انتهاكات في مناطق سيطرة المعارضة، اعترف الأسد بأن "العسكريين الروس ضباطًا أو أفرادًا، كانوا يعملون من دون توقف"، مضيفًا بأنه وفي الغارات الجوية التي نفذتها المقاتلات الروسية بقيادة الطيارين الروس، "كانت تبدأ الطلعات في الثالثة صباحًا، قبل شروق الشمس، وأحيانًا لا تتوقف إلى ما بعد منتصف الليل"، قبل أن يشير مستدركًا بأن "الجيش الروسي قدم تضحيات على الأرض السورية وقدم شهداء".

وزعم الأسد خلال المقابلة بأن التدخل العسكري الروسي في سوريا كان من أجل "مكافحة الإرهاب والذي نسميه إرهابًا دوليًا"، فضلًا عن أنه جاء بسبب أننا "اليوم نعيش في غابة دولية وليس في ظل قانون دولي، وسبب هذه الغابة أنه ولربع قرن من الزمن لم يكن هناك توازن دولي"، مشددًا على أن التدخل الروسي في سوريا يأتي "فقط في إطار مكافحة الإرهاب".

كما قلل الأسد من أهمية الاتفاقيات المبرمة مع موسكو لمدة 45 عامًا، والمرتبطة بالتدخل العسكري والمشاريع الاقتصادية، يضاف إليها إطلاق يد موسكو في ميناء طرطوس المطل على البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن التدخل الروسي الذي وصفه بـ"الدور الروسي"، كان ضروريًا "للتوازن الدولي الذي يلعب فيه الوجود العسكري في مناطق مختلفة من العالم دورًا أساسيًا".

وختم الأسد مقابلته مع القناة الروسية موجهًا "التحية لعائلات المقاتلين الروس في سوريا"، معربًاعن شعوره بـ"الفخر" لما قدمته القوات الروسية خلال السنوات الماضية، ومؤكدًا على أنه "من حق هذه العائلات (المقاتلين الروس) أن تكون أكثر فخرًا من أي مواطن آخر بما حققه أبناؤهم من إنجازات كبيرة في سوريا، وحموا ليس فقط الشعب السوري وإنما حموا عائلاتهم ومواطنيهم الروس"، وذلك على الرغم من عدم تشارك البلدين أي حدود برية أو بحرية أو جوية.

وكانت روسيا قد أعلنت تدخلها عسكريًا في سوريا بناء على اتفاقية موقعة مع النظام السوري نهاية أيلول/سبتمبر 2015، وبعد استعادة النظام السوري للجيب الشرقي من مدينة حلب، بدأت موسكو بتعزيز تواجدها العسكري الدائم اعتبارًا من عام 2017، حيث أنشأت قاعدة عسكرية دائمة لها في قاعدة حميميم الجوية المطلة على المتوسط، وأعادت إحياء الاتفاقية الخاصة بميناء طرطوس، والموقعة خلال حقبة الاتحاد السوفييتي.

إلى ذلك، أظهرت وثيقة حكومية روسية نشرت في آب/أغسطس الماضي، موافقة الأسد على منح روسيا أراضيًا إضافية في البر، ومساحة من مياه سوريا الإقليمية لكي يتسنى لها توسيع قاعدتها العسكرية الجوية في حميميم، وبحسب ما نقل عن الوثيقة الموقعة في تموز/يوليو الماضي، فإن المنطقة البرية والبحرية المقدرة بـ16 هيكتارًا معًا، تقع بالقرب من محافظة اللاذقية شمالي سوريا، حيث توجد قاعدة حميميم الجوية، وقُدمت لروسيا بصفة مؤقتة بدون تكلفة مالية.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أشارت في تقرير لها صدر نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، بالتزامن مع الذكرى الخامسة للتدخل الروسي في سوريا، إلى أنها وثقت مقتل 6589 مدنيًا، بينهم 2005 طفلًا و969 سيدة (أنثى بالغة) على يد القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا، مشيرةً إلى أن العامين الأولين من التدخل الروسي شهدا الحصيلة الأكبر من الضحايا.

 أظهرت وثيقة حكومية روسية نشرت في آب/أغسطس الماضي، موافقة الأسد على منح روسيا أراضيًا إضافية في البر، ومساحة من مياه سوريا الإقليمية

وأضاف التقرير الحقوقي بأنه وثق ما لا يقل عن 354 مجزرة ارتكبتها القوات الروسية، وما لا يقل عن 1217 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية بينها 222 على مدارس، و207 على منشآت طبية، وذلك منذ تدخلها العسكري رسميًا، مضيفةً بأن القوات الروسية استخدمت خلال عملياتها العسكرية الذخائر العنقودية فيما يقارب 236 هجومًا، إضافة إلى 125 هجومًا بأسلحة حارقة خلال الأعوام الماضية.