24-يونيو-2019

الأرجنتين تتغلب على قطر بهدفين دون رد (Getty)

بلغت الأرجنتين الدور ربع النهائي من بطولة كوبا أمريكا 2019 ، بعد فوزها على المنتخب القطري بهدفين دون رد، في الجولة الثالثة والأخيرة من المجموعة الثانية، والتي أكّدت كولومبيا صدارتها بعد الفوز على الباراغواي بهدف وحيد، وهنا ودّعت قطر ضيفة البطولة المسابقة بعد أداء مشرّف، حيث حافظ العنّابي على حظوظه في المنافسة حتى الدقائق الأخيرة من مباراته مع ميسي ورفاقه، وكان ندًا لكلّ خصومه الذين واجههم، فتعادل مع الباراغواي 2-2، وخسر في الوقت القاتل أمام كولومبيا بهدف وحيد، قبل أن ينهي مهمّته التحضيرية أمام الأرجنتين.

كان هدف منتخب قطر من المشاركة في البطولة هو كسب لاعبيه الاحتكاك أمام أقوى فرق العالم، وهو من الفرق القلائل التي تسعى للأداء أكثر من النتائج في هذه البطولة، لأنّه والفريق الياباني أتيا كضيوف على القارّة اللاتينية، وهمّ العنّابي الأوّل هو الظهور المشرّف في مونديال 2022، لأنه وبعد رفعه لكأس آسيا أصبح أقوى منتخب في القارّة الصفراء، ولن يكتفِي بالمشاركة والتنظيم فقط بالعرس المونديالي، بل سيسعى للوصول لأدوار متقدّمة، لذلك كان عليه أن يستغلّ فرصة الاحتكاك النادرة في كوبا أمريكا، كونه سيلعب مع منتخبات كبرى لا يمكن ملاقاتها سوى في كأس العالم بشكل رسمي.

رافقت الأرجنتين كولومبيا إلى دور الثمانية، فيما ودّعت قطر المنافسات بعد أداء مشرّف وكانت حظوظها قائمة في التأهّل حتى الدقائق الأخيرة من مشاركتها

لفتت قطر أنظار الجميع في مباراتها الأولى أمام الباراغواي، فعلى الرغم من تأخّرها بهدفين مبكّرين استطاع المعز علي ورفاقه أن يعودوا بالنتيجة، بل كادوا أن يسجّلوا هدف الفوز في أكثر من مرّة، وفي اختبار حقيقي آخر كان على العنّابي أن يواجه أقوى فريق في القارّة بالوقت الحالي منتخب كولومبيا، وفي هذا اللقاء استبسل نجوم قطر أمام هجمات كولومبيا المتنوّعة، والتي لم تسفر عن هدف الفوز سوى قبل نهاية المباراة بخمس دقائق، الأمر الذي يمنح قطر الثقة في لاعبيها بالاستحقاقات المنتظرة، فهم جاروا فريقين كبيرين وكانوا ندًا لهما، لكنّ المباراة الثالثة مختلفة تمامًا عن سابقتيها، لأنّها ضدّ الأرجنتين التي يلعب بها أعظم لاعبي المستديرة ليونيل ميسي، والذي سيحارب بكل ما أوتي من قوّة لانتشال فريق بلادهم من فضيحة الخروج المبكّر، وعليه ورفاقه من أجل تحقيق ذلك الفوز على قطر لا غير، في مباراة ستكون الأهم في مسيرة العديد من نجوم التانغو، يا لها من فرصة نادرة لقطر كي تمتحن قدرة لاعبيها على مقارعة الكبار.

اقرأ/ي أيضًا: عودة المتعة للسامبا.. البرازيل تثأر من البيرو وترضي جماهيرها بخماسية

دخلت الأرجنتين المباراة بهجوم كثيف بغية تسجيل هدف مبكّر، لأن الفريق لم يسبق له أن تقدّم على خصم له في البطولة، خسر أمام كولومبيا 2-0 وتعادل أمام الباراغواي بعدما كان مهزومًا بهدف، وتسجيل هدف مبكّر قد يفكّ النحس الذي لازم التانغو، فحاول ميسي التسديد من بعيد لكنّ كرته علت العارضة، ثوان قليلة بعد ذلك ويرتكب المدافع المتألّق بسام الراوي هفوة كارثيّة تسبّبت بهدف التقدّم المبكّر للأرجنتين، حيث أراد أن يمرّر الكرة لزميله فقطعها مارتينيز داخل منطقة الجزاء وصوّبها أرضيّة على يسار الحارس سعد الشيب، الأرجنتين تتقدّم بهدف وما زالت المباراة في دقيقتها الرابعة.

ازداد حماس ميسي ورفاقه بعد هدف التقدّم، فسعوا جاهدين لاستغلال حالة الارتباك الدفاعي الموجودة عند خطوط قطر الخلفية، وبادروا بشنّ الهجمات المتتالية على مرمى الشيب دون جدوى، حيث علت تسديدة لوسيلسو المرمى، وأهدر أغويرو الهدف الثاني بعدما تلقّى تمريرة من ميسي وأخطأت كرته المرمى، كما كاد الشيب أن يرتكب هفوة ثانية بعدما فشل في التحكم برأسية مارتينيز، لكنّ أغويرو حفظ ما تبقّى لأمل قطري بعدما واصل إهداره للفرص السانحة.

شكّلت الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأوّل والخمسة عشر الأولى من الشوط الثاني كابوسًا للمنتخب الأرجنتيني، وفي هذه الفترة كشّر العنّابي عن أنيابه وصنع الفرص السانحة، كذلك أحسن القطريون التعامل في وسط الميدان وتبادلوا الكرات بشكل سلس، مع السيطرة على نسق المباراة لصالحهم إضافة لأفضليّة نسبيّة في الاستحواذ على الكرة، وكانت أولى المحاولات القطرية الخطرة بالدقيقة 40، عندما أهدر حسن الهيدوس فرصة تعديل النتيجة من كرة عرضيّة لزميله المعز علي، وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأوّل كاد بسام الراوي أن يكفّر عن ذنبه في الهدف الأوّل بتسجيل هدف التعادل، لكنّ كرة ركلته الحرّة المتقنة ارتطمت بقائم الحارس آرماني.

اقرأ/ي أيضًا: وجّهت إنذارًا لكلّ القارّة.. كولومبيا تصفع الأرجنتين في أولى جولات كوبا أمريكا

مع وصول المباراة لدقيقتها الستين تنبّهت الأرجنتين لخطورة العنّابي الذي كان قريبًا غير مرّة من التعديل، لذلك كثّفت هجماتها على قطر واستعادت مفاتيح المباراة، وأنقذ سعد الشيب رأسية أغويرو القويّة في الدقيقة 61، كذلك فعل بعد 5 دقائق مع تسديدة اللاعب نفسه من خارج منطقة الجزاء، وأهدر ميسي كرة لو سددها في الدوري الإسباني 20 مرّة لسُجّلت جميعها، حيث تلقّى كرة عرضيّة من داخل منطقة الجزاء أمام المرمى، صوّبها بيسراه فوق المرمى بأمتار، وأهدر أكرم عفيف آخر الفرص القطرية في المباراة بعدما سدّد الكرة خفيفة جانب المرمى، قبل أن ينهي أغويرو مسلسل فرصه المهدورة ويسجّل الهدف الثاني لفريقه، بعدما راوغ الدفاع القطري وسار بالكرة مندفعًا داخل المنطقة المحرّمة، ليضعها في الشباك على يمين الشيب.

على الجانب الآخر لم ينفع الباراغواي تأهّل كولومبيا المسبق لدور الثمانية، فعلى الرغم من خوض زملاء خاميس رودريغيز اللقاء بتشكيلة بديلة، إلا أنهم فازوا على الباراغويانيين بهدف وحيد سجّله كويلار في الدقيقة 31، وهنا تصدّرت كولومبيا المجموعة بالعلامة التامة دون أن يلج مرماها أي هدف، فيما احتلّت الأرجنتين المركز الثاني برصيد 4 نقاط، بينما تجمّد رصيد الباراغواي عند نقطتين وقطر بنقطة واحدة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

استعدادات المنتخبين لكوبا أمريكا.. البرازيل تفوز على قطر ودّيًا وتخسر نيمار

عودة تاريخية لبطل آسيا.. قطر ترفض الهزيمة في ظهورها الأوّل بكوبا أمريكا