16-يونيو-2019

تألّق كولومبي وخيبة أرجنتينية (Getty)

تلقّت الأرجنتين صفعة قاسية في افتتاح مبارياتها ببطولة كوبا أمريكا، بعد خسارتها في الجولة الأولى أمام كولومبيا بهدفين دون رد، ليفرض زملاء خاميس رودريغيز أنفسهم كأبرز المرشّحين لنيل كأس أمريكا الجنوبية، بينما اتّضح للجميع أن الأرجنتين بحاجة للمزيد كي تعود لألقها المفقود منذ زمن.

ترقّب الجميع القمّة المرتقبة بين الفريقين، والتي اعتُبرت الأقوى في دور المجموعات كونها تضمّ كولومبيا المرشّحة للمنافسة على اللقب، والأرجنتين الطامحة لاستعادة هيبتها بقيادة ليونيل ميسي، هي فرصة حقيقية لميسي من أجل تأكيد عودة الروح للتانغو، ولزرع الطمأنينة في قلوب المشجّعين بعد أداء مخيّب في مونديال روسيا، والتخبّط الإداري والفنّي في الفريق من ناحية تغيير المدرّبين، والأحاديث المتعلّقة ببعض نجوم الفريق كماورو إيكاردي واستمرار عدم استدعائه للمنتخب، لذلك عمل المدرّب سكالوني على تشكيلة شابّة علّه يبدأ بعصر جديد في تاريخ الكرة الأرجنتينية، والمقامرة هنا أن هذه التشكيلة أغلب لاعبيها لا يملك مباريات دولية بعدد أصابع اليد الواحدة.

غاب الانسجام بشكل كبير عن صفوف الأرجنتين، بعكس كولومبيا التي تفوّقت بكل شيئ وسجّلت هدفين من تسديدتين فقط طيلة المباراة

بالمقابل سعى المدرّب البرتغالي كارلوس كيروش لتكريس خبرته الكبيرة في اللعبة لصالح فريقه الجديد منتخب كولومبيا، لأنّ كيروش قدّم مستويات رائعة مع منتخب إيران في السنوات الأخيرة، وقبل ذلك قاد منتخب البرتغال، ناهيك عن سنوات طويلة قضاها مساعدًا لأليكس فيرغسون في مانشستر يونايتد، وكلّ ذلك إن دل على شيء فهو يوضح مدى تفاوت الخبرات بين مدرّب الأرجنتين الشاب وندّه البرتغالي، والذي لن يفوّت الفرصة الذهبية على بلاده من أجل الفوز لأوّل مرّة على الخصم اللدود منذ 12 عامًا، وتحديدًا في 2007، وكم كان الوقت رائعًا ومثاليًّا الآن بالنسبة لرفاق فالكاو ورودريغيز لتحقيق ذلك.

بدأت الأرجنتيني المباراة بضغط مبكّر، فحاول ميسي أن يخترق الخاصرة اليسرى لدفاعات الخصم، لكنّ محاولته تحوّلت لركلة ركنيّة، دقائق أخرى ويمنح ميسي لأغويرو كرة مرفوعة من وسط الملعب، أنقذها الحارس أوسبينا عندما خرج من منطقة الجزاء وأبعدها قبل أن تصل لمهاجم مانشستر سيتي، مع نجاح كولومبيا بالحفاظ على نظافة شباكها في الدقائق الأولى بدأت باتّخاذ زمام المبادرة، فقطعت الإمدادات عن أغويرو الذي عُزل تمامًا، فيما ضاع ميسي ودي ماريا في زحمة خطّ الوسط الكولومبي المتميّز بقيادة كوادرادو، وسيّر لاعبو كارلوس كيروش الشوط الأوّل كما يشاؤون، وضغطوا بشكل رهيب على مرمى الحارس آرماني، لكنّ الدفاع الأرجنتيني حال دون تسديد كولومبيا أيّ كرة على المرمى طيلة الشوط الأوّل، في وقت غابت الأرجنتين تمامًا عن اللقاء، وكان من الواضح انعدام الانسجام والتناغم بين جيلين بعيدين عن بعضهما، الأوّل يتمثّل بميسي وأوتاميندي وأغويرو ودي ماريا، وما تبقّى هو جيل الشباب قليل الخبرة، وبعموم الشوط الأوّل استطاع كارلوس كيروش أن يلقّن سكالوني درسًا في السيطرة على خطّ الوسط وانضباط اللاعبين.

اقرأ/ي أيضًا: موقعة نهائي القرن.. ريفر بليت ينهي "كابوس" الليبرتادوريس!

أخرج سكالوني في بداية الشوط الثاني دي ماريا واستطاع تدريجيًا أن يفرض اسمه سيّدًا على معركة خط الوسط، وبما أن الأقدار خدمته كثيرًا بالخروج سالمًا من الشوط الأوّل، أدرك مدرّب التانغو جيّدًا أن الجرّة لا تسلم في كلّ مرّة، عليه أن يبادر للهجوم ويقلب الطاولة على الكولومبيين، وبالفعل، ضغط رهيب من الأرجنتين وسيطرة جيّدة على خطّ الوسط، كما أنقذ الحارس أوسبينا الكولومبيين من هدفين محقّقين بتصدّيه لكرة باريديس القويّة من خارج منطقة الجزاء، ولرأسيّة أوتاميندي التي تابعها ميسي بجوار القائم، كما تألّق أوسبينا في الذود عن مرماه بتصدّيه لثلاث ركلات حرّة من خارج الجزاء، نفّذ ميسي اثنتين منها.

وهنا ظهرت خبرة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش الذي أدرك الصدمة التي عصفت بلاعبيه بعد فورة الأرجنتين، لذلك اضطروا في كثير من الأحيان لارتكاب الأخطاء ونالوا العديد من البطاقات الصفراء، وما أن أجرى كيروش تغييراته وتمالك الفريق نفسه من جديد، استطاعت كولومبيا أن تسجّل هدف التقدّم الجميل من مارتينيز، والذي تلقّى كرة طويلة مرفوعة من خاميس رودريغيز، وأودعها بقوّة من على زاوية منطقة الجزاء في شباك الحارس آرماني، ومع محاولات الأرجنتين المستمرّة غير المنسّقة لتعديل النتيجة، استطاع البديل زاباتا أن يسجّل الهدف الثاني لكولومبيا من أولى لمساته في المباراة، عندما أنهى هجمة مرتدّة سريعة في شباك آرماني الذي لم يتصدّ لأي كرة، فالكولومبيون صوّبوا على مرماه كرتين فقط وعانقتا الشباك.

وهنا حقّقت كولومبيا الفوز موجّهة إنذارًا شديد اللهجة لكافّة المنافسين على البطولة، خصوصًا البرازيل التي لم تقنع عشّاقها في المباراة الافتتاحية رغم الفوز على بوليفيا 3-0، فتصدّرت البرازيل مجموعتها متفوّقة على البيرو وفنزويلا اللذين تعادلا دون أهداف، تاركين المركز الأخير في المجموعة الأولى لبوليفيا، فيما تصدّرت كولومبيا المجموعة الثانية، بانتظار مواجهة منتخب قطر مع الباراغواي ليلة اليوم الأحد، في مباراة تاريخيّة للعنّابي بطل آسيا الذي يخوض هذه التجربة اللاتينية للمرّة الأولى في تاريخه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إنفوغراف النسخة المئوية لكوبا أمريكا

إنفوغراف: حكاية "الفتى الزجاجي" نيمار مع الإصابات