بدأ بايرن ميونيخ حملة الدفاع عن لقبه كبطل أزلي للبوندسليغا، بفوزه في المباراة الافتتاحية من الدوري الألماني على ضيفه هوفنهايم بثلاثة أهداف لواحد، في رسالة واضحة لخصومه، وكأنّه يقول "من يجرؤ على التفكير بحرماني من تحقيق لقبي التاسع والعشرين في البوندسليغا والسابع على التوالي، عليه أن يشاهد ماذا أفعل بخصومي أوّلاً"..
كان بوروسيا دورتموند آخر فريق حرم العملاق البافاري من نيل بطولته المحبّبة قبل ست سنوات، وتحديداً في موسم 2011-2012، ومنذ ذاك الوقت لم يستطع أحد أن يفعل ذلك، فباتت الألقاب في ألمانيا أحادية الاتجاه، والسيطرة على سوق الانتقالات ووجهة النجوم أحادية القطب بالطبع، فأهداف البايرن قبل كل موسم كروي معروفة للجميع، أوّلها الفوز بدوري أبطال أوروبا وكلّ شيء غير بعد ذلك لا يجوز الحديث عنه، لأن الظفر بالدوري الألماني والكأس المحلّية مسألة حتميّة للنادي البافاري، لذلك اعتبر الكثيرون أن حصيلة الموسم الماضي لم تكن مرضية للجماهير المحبّة، فالفريق خسر نهائي كأس ألمانيا أمام آينتراخت فرانكفورت، وهو الفريق الذي درّبه نيكو كوفاتش الذي أصبح الآن قائداً لفرقة البايرن، وقبل أيام قليلة استطاع أن يثأر لفريقه الحالي من فريقه السابق، عندما قهره بخماسيّة نظيفة في السوبّر الألماني.
شارك الحارس مانويل نيوير في الدوري الألماني بعد انقطاع دام 342 يوماً بسبب الإصابة
شكّل هوفنهايم عقدة لمدرّب البايرن الجديد نيكو كوفاتش، والذي لم يفز عليه في كلّ اللقاءات التي جمعت بينهما عندما كان مدرّباً لآينتراخت فرانكفورت، فخسر في مباراتين وتعادل في ثلاث، لذلك أراد المدرّب الكرواتي أن يكسر هذه العقدة، فزجّ من أجل ذلك بالحارس مانويل نيوير أساسيّاً بعد انقطاع عن اللعب في البوندسليغا بسبب الإصابة لمدّة طويلة قاربت السنة "342" يوماً.
اقرأ/ي أيضًا: كأس ألمانيا.. كوفاتش يفسد وداعيّة يوب هاينكس
بدأت مسرحيّة الأليانز آرينا بضغط رهيب من أصحاب الأرض، وسط تكتّل دفاعي صلب من قبل لاعبي هوفنهايم، وأقلق الفرنسي كينغسلي كومان خطوط الخصم الخلفية بتحرّكاته، كذلك تصدّى الدفاع والحارس لتسديدات ليفاندوفسكي وألابا الخطرة، إلى أن تصدّى الدفاع نفسه بفدائيّة لكرة جيروم بواتينغ القويّة، كل هذا في أوّل 10 دقائق فقط من بداية اللقاء.
ومع استمرار الضغط الهجومي نجح توماس مولر في الوصول إلى شباك هوفنهايم في الدقيقة 23، عندما ارتقى برأسه لكرة ركنيّة نفّذها كيميتش، وأودعها في الشباك هدفاً أوّلًا، ليرفع رصيده في المباريات الافتتاحية إلى 6 أهداف، هدف كاد جويلاينتنون دي ليرا أن يفسد فرحة أصحاب الأرض به، لكنّه ربّما لم يصدّق أن فريقه وصل لمرمى مانويل نيوير، فأهدر كرة عرضية أتت من زميله بغرابة خارج الشباك، مفوّتاً على فريقه فرصة تعديل النتيجة.
أصبح البولندي ليفاندوفسكي أكثر لاعب في تاريخ البوندسليغا تسجيلاً للأهداف في المباريات الافتتاحية
ردّ كينغسلي كومان على أحلام هوفنهايم بهجمة جميلة راوغ بها دفاعات الخصم بطريقة خاطفة، وصوّب الكرة باتّجاه المرمى الذي حماه الحارس أوليفر بومان بأعجوبة، قبل أن يرتاح الفريق الضيف من تحرّكات كومان المزعجة، إذ خرج اللاعب الفرنسي من أرض الملعب مصاباً قبيل نهاية الشوط الأوّل، فانتهى هذا الشوط وسط خوف شديد على مدى خطورة إصابته.
اقرأ/ي أيضًا: مايكل بالاك ولعنة الرقم 13
دخل الفريق الضيف الشوط الثاني بشجاعة، فسدّد فلوريان جليريتش من خارج منطقة الجزاء كرة قويّة تعذّب نيوير في إمساكها، ردّ عليه الهولندي الطائر آرين روبن بتسديدة من اختصاصه، كعادته راوغ لاعباً من الخاصرة الدفاعية اليسرى واتّجه نحو المنتصف مسدّداً كرة بيسراه جانبت القائم الأيمن للحارس. ثم ألغى بعد ذلك بلحظات حكم اللقاء هدفاً لليفاندوفسكي بداعي التسلّل. ووسط هذه الظروف استطاع هوفنهايم أن يعدّل النتيجة عندما استغلّ لاعبه آدم شالاي ما يسمّى بـ"ربع فرصة"، فراوغ بواتينغ بسرعة البرق وسدّد كرة مباغتة هزّت شباك مانويل نيوير، هدفٌ أعطى هوفنهايم جرعة إضافيّة من الثقة والطمع بما هو أكثر، فسدّد من خارج منطقة الجزاء ستيفن زوبير كرة قويّة تصدّى لها نيوير بنجاح، الأمر الذي أجبر البايرن على أخذ الأمور بجدّية أكبر.
من جديد عاد البايرن للضغط الشديد على الدفاع من كلّ الأطراف، فتعرّض الفرنسي فرانك ريبيري للعرقلة من داخل المنطقة المحرّمة، منح حكم اللقاء على إثرها ركلة جزاء لأصحاب الأرض تصدّى لها ليفاندوفسكي، كيف لا وهو الذي اعتاد على دكّ شباك الحارس أوليفر بومان، لأنّ المهاجم البولندي سجّل 13 هدفاً قبل ذلك في مرمى الحارس الألماني، وهو أكثر من أي حارس آخر تلقّت شباكه أهدافاً من هذا اللاعب. رغم ذلك أهدر ليفا هذه الركلة التي ارتدّت لروبن الذي أودعها الشباك، قبل أن يعيد الحكم تنفيذ الركلة بعد اعتماده على تقنية الفيديو، فسجّل ليفاندوفسكي بنجاح الركلة المعادة ليصبح أكثر لاعب في تاريخ الدوري الألماني سجّل أهدافاً في المباريات الافتتاحية "سبع أهداف".
احتفل البايرن بالهدف الثالث الذي سجّله توماس مولر لكنّ الحكم ألغاه بعد لجوئه لتقنيّة الفيديو نفسها، قبل أن يقضي روبن على أحلام الفريق الضيف عندما أطلق رصاصة الرحمة في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، معلناً فوز فريقه بثلاثة أهداف لهدف.
اقرأ/ي أيضًا:
وهبط هامبورغ إلى الدرجة الثانية.. انكسرت الجرة وتوقفت الساعة!
لماذا لايبزيغ هو النادي الأكثر كرهًا في ألمانيا؟