07-يناير-2018

مايكل بلاك (Getty)

كانت الساحرات في روما القديمة يجتمعن في مجموعات تضم 12 شخصًا، أما الرقم 13 فخُصّص للشيطان، وعقد الإسكندنافيون القدماء حبل المشنقة على 13 عقدة، وفي العديد من الفنادق  بأوروبا وأميركا لن تجد الطابق الـ13 موجوداً، إذ يعلو الطابق الـ12 الطابق 14 مباشرة.

سيقود مايكل بالاك نجوم المنتخب الألماني في البطولة التي احتضنتها سويسرا والنمسا، فإما يكسر لعنته في إحراز اللقب القاري الأول له أو يكرّسها

"إن أرادت ألمانيا الفوز بالبطولات.. فليبقَ مايكل بالاك بعيداً عن الفريق"

اجتمع الرقم 13 مع رمز آخر للشؤم، حيث اشتهر نجم خط الوسط الألماني مايكل بالاك بجلب النحس لنفسه وللفرق التي يلعب بها، وذلك على الرغم من كونه قائداً فذّا يصعب تعويضه ولاعباً استثنائياً، إذ اختير القائد الألماني مايكل بالاك ضمن تشكيلة الفيفا مرة واحدة، وفاز بلقب أفضل لاعب ألماني 3 مرات، كذلك حاز مايكل بالاك على مركز أساسي في تشكيلة أفضل لاعبي المونديال مرتين، كذلك الحال بالنسبة لبطولة أمم أوروبا حيث تم اختياره ضمن أفضل تشكيلة بالبطولة لمرتين.. ومع ذلك درج مثل في ألمانيا يقول: " إن أرادت المانيا الفوز بالبطولات، فليبقَ مايكل بالاك بعيداً عن الفريق".

اقرأ/ي أيضًا: 5 أدلة على أن ريال مدريد لا يزال حيًا.. رغم هزيمة الكلاسيكو

بداية مبشّرة
كانت بداية مايكل بالاك، وهو الشاب ذو الـ21 عاماً في الدوري الألماني مثالية مع كايزر سلاوترن، إذ حقق معه الدوري الألماني كأول فريق يصعد من الدرجة الثانية ويتوج بدرع البطولة، عندها سطع نجم مايكل بالاك الذي كان مدافعاً قبل أن يتحول مركزه الدائم لخط الوسط، فأبرم معه بايرليفركوزن سنة 1999عقداً بـ 4 ملايين و800  ألف يورو، وهو رقم خيالي آنذاك لشاب يبلغ من العمر 22 عاماً، واحتل مايكل بالاك مركزاً أساسياً في خط الوسط مرتدياً قميصاً عليه الرقم 13.

الكارثة..
كان للاعب مايكل بالاك الفضل في قيادة فريقه للانتصارات وحسم الكثير من المباريات بأهدافه التي أحرزها وبتمريراته الحاسمة، فبقي مرحلة واحدة على ختام البوندسليغا وفريقه يتقدم على بايرن ميونيخ بفارق 3 نقاط، ولا يحتاج في اللقاء الأخير سوى لنقطة أمام فريق أونترهاخينغ المتواضع، والذي يقبع في وسط الترتيب، وسيلعب اللقاء الأخير دون هدف محدد لأن النتيجة لن تقدم أو تؤخر من ترتيبه النهائي.

وتأتي الدقيقة 20 من هذا اللقاء ويحرز نجم الفريق الأول مايكل بالاك هدفاً في مرماه، ويتحول حلم بايرليفركوزن باللقب إلى كابوس بعد فوز بايرين ميونيخ على فيردربريمن 3-1 وظفره باللقب، وتنقلب مراسم التتويج وتمجيد الفريق المعدة مسبقاً إلى مراسم عزاء ولوم بحق النجم الألماني الشاب، كان ذلك في 20 من شهر أيار/مايو عام 2000.

اجتمع الرقم 13 مع رمز آخر للشؤم، حيث اشتهر نجم خط الوسط الألماني مايكل بالاك بجلب النحس لنفسه وللفرق التي يلعب بها

رباعية الرعب..
لم يستفق بايرليفركوزن من صدمته التي تجرعها موسم 1999-2000 من مايكل بالاك سوى بعد عامين، إذ انطلق بقوة في موسم 2001-2002، وحصد بقيادة بالاك وزملائه الفوز تلو الآخر في كافة البطولات،  لكن رقم 13 حضر بقوّة، إذ كان متبقياً على نهاية الدوري الألماني 4 مراحل فقط، ولا يحتاج بايرليفركوزن سوى 5 نقاط من 12 محتملة كي يحرز بطولة البوندسليغا، لكن في ظهيرة الـ13 من نيسان عام 2002 تعادل زملاء مايكل بالاك مع هامبورغ، وبقيت 3 مباريات لا يحتاجون منها سوى 4 نقاط، ولكن خسر بايرليفركوزن بشكل مفاجئ أمام فيردير بريمن 1-2 ونورنبيرغ 1-0، وأضاعوا اللقب منهم بفارق نقطة واحدة عن بوروسيا دورتموند رغم فوزهم بالمباراة الختامية.

اقرأ/ي أيضًا: مورينيو.. الشيطان الأكبر بين "الآلهة"

لم ييأس مايكل بالاك من هذه الكارثة المدوية، فما زال هنالك أمل في إحراز لقب كأس المانيا أمام شالكة في النهائي المرتقب.. لكن ما لبثت هذه الأحلام أن تلاشت أمام عيني مايكل بالاك عندما خسر فريقه بأربعة أهداف لاثنين في 11 أيار/ مايو 2002، ولم يبقَ أمام ليفركوزن سوى نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد كي يتخلص من لعنة الوصافة، لكن زيدان كان له رأي آخر عندما سجل هدف الفوز للفريق الملكي بتسديدته الأسطورية، والتي أنهت المباراة لصالح فريقه 2-1، ليخرج بايرليفركوزن من الموسم بما سمّته الصحافة الألمانية "ثلاثية الرعب"، فحاز النادي الألماني على المركز الثاني في كل من الدوري الألماني وكأس المانيا ودوري أبطال أوروبا.

أراد مايكل بالاك نسيان ما حدث والتركيز على نهائيات كأس العالم، بدا كل شيء يسير في اتجاهه الصحيح، فكان طريق المانشافت معبّدا لإحراز اللقب الرابع في تاريخه، لكن مايكل بالاك ارتكب خطأ في مباراة نصف النهائي كلفه بطاقة صفراء ثانية طردته من اللقاء أمام كوريا الجنوبية، ليُحرم من لعب النهائي المرتقب أمام البرازيل التي أحرزت الكأس بفوزها على ألمانيا 2-0، بذلك أضاف مايكل بالاك خيبة أخرى في موسم الشؤم الخاص به، فأضاف إلى ثلاثية الرعب وصافة كأس العالم.

سيناريو تكرّر بحذافيره

انتقل مايكل بالاك إلى بايرن ميونيخ بعد كأس العالم وأصر على الاحتفاظ بقميصه رقم 13، وتخلص من النحس قليلاً عندما أحرز مع النادي البافاري ثنائية الدوري والكأس مرتين، ووصافة الدوري لمرة واحدة "بحكم العادة"، قبل أن ينتقل إلى تشيلسي الإنكليزي، وهناك أحرز مايكل بالاك مع تشيلسي وصافة الدوري الإنكليزي في أول موسم له مع الفريق الذي ارتدى به القميص رقم 13 بالطبع.

[[{"fid":"97847","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"مايكل بالاك ","field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"مايكل بالاك ","field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"مايكل بالاك ","height":422,"width":750,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

وفي موسم 2007-2008 أراد تشيلسي تحقيق إنجاز لم يسبقه إليه سوى مانشستر يونايتد بإحراز ثلاثية تاريخية، لكن إدارة البلوز نسيت أو تناست وجود لاعب مثل مايكل بالاك في صفوفها، فخسر الفريق الأزرق نهائي كأس رابطة المحترفين في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع أمام توتنهام بأقدام جوناثان وودغيت، و سجل بولتون هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من المباراة التي كانت على ملعب تشيلسي في ختام الدوري الإنكليزي ليمنح مانشستر يونايتد بطولة المسابقة بفارق نقطتين عن زملاء مايكل بالاك.

انتقل بالاك إلى بايرن ميونيخ بعد كأس العالم وأصر على الاحتفاظ بقميصه رقم 13، وتخلص من النحس قليلاً عندما أحرز مع النادي البافاري ثنائية الدوري والكأس مرتين

واحتضنت موسكو نهائي دوري أبطال أوروبا بعد 10 أيام فقط من كارثة بولتون، وجمع اللقاء بين تشيلسي ومانشستر يونايتد، ظن حينها الكثيرون أن البلوز سيثأرون من الشياطين الحمر، فانتهى الوقتان الأصلي والإضافي للقاء بالتعادل الإيجابي 1-1، ولجأ الفريقان لركلات الترجيح التي أهدر فيها نجم الشياطين الحمر آنذاك كريستيانو رونالدو إحداها، ولم يبق لتشيلسي سوى تسديدة جون تيري التي ستنهي إن عانقت الشباك مأساة اللاعب صاحب الرقم 13، وفي أجزاء من الثانية بدا للجميع أن ذلك تحقق عندما سدد تيري الكرة بعكس اتجاه قفزة حارس المرمى، لكن أعشاب الملعب رفضت ذلك عندما انزلق حذاء القائد الإنكليزي ما أثر على اتجاه الكرة التي ارتطمت بالقائم، شعر مايكل بالاك حينها بالإحباط وأيقن أن لعنته سترافقه للأبد، خصوصاً أن هذا اللقاء انتهى بفوز الشياطين الحمر، وبتكرار اللعنة الثلاثية التي حلّت عليه قبل 6 أعوام، لكن ما زال هنالك أمل في نهائيات يورو2008، ففريق المانشافت هو المرشح الأبرز لنيل اللقب..

طريقٌ مسدود..

سيقود مايكل بالاك نجوم المنتخب الألماني في البطولة التي احتضنتها سويسرا والنمسا، فإما يكسر لعنته في إحراز اللقب القاري الأول له أو يكرّسها، بدأ مايكل بالاك وزملاؤه البطولة بشكل جيد، وقاد صاحب الرقم 13 الفريق إلى المباراة النهائية، وكما اعتادت الأقدار أن تفعل في المباريات النهائية.. منحت الفريق الذي يلعب ضد مايكل بالاك البطولة، حيث أحرز فرناندو توريس هدف إسبانيا الوحيد، معلنا فوز الماتادور باللقب، وتكرار لعنة عام 2002 على مايكل بالاك. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كوتينيو وبرشلونة: "حبيتك بالصيف.. حبيتك بالشتا"

تعادل مثير ينهي ديربي لندن