17-أكتوبر-2019

سانفورد بيجرز/ أمريكا

1

‏للمرة الأخيرة

يُسعفك الخوف من اللاشيء

اللاشيء الذي ما زال عالقًا في خيالك

خيالك المزدحم بالمفاتيح الخاطئة

المفاتيحُ التي لا تفتح لك الأبواب

الأبواب المغلقة التي تجعلك تعبر من النوافذ

النوافذ المنخفضة والمُعرّاة من الستائر

الستائر الواهية ذات اللون الابيض

الأبيضُ الشحيح

من اللاشيء.

 

2

‏كنت أفكر في أشياء كثيرة

أشياء كيديك الناعمتين

عندما جرّتني إلى حتفها

بثقة تامة

كنت كشاب غيور

يفتش في قلبه عن دلالات إضافية للحب

كان من الممكن أيضًا

أن تأخذيني إلى بلاد

محررة وهادئة

ليست كبلادي أبدًا

كان يمكن أن أجد نفسي في قبضة امرأة فطنة

تجدني هائمًا

كشلال سحيق

أو كوردةٍ مهملة.

 

3

‏البائع الذي دخلت دُكانه

سرقني..

رغم أني لم أشترِ من عنده شيئًا

أخذ أكياسي الفارغة

ووضعها على الميزان

وقال لي ادفع ثمن الهواء

الذي بداخلها

عندما خرجت

طارت الأكياس من يدي

وصارت مثل بالونات سوداء

اختفت في العتمة.

 

4

‏ماذا عليّ أن أفعل؟

لا أحد في الشارع

وحدي

على هذا الرصيف

تحت عمود الإنارة

أجلس كأنني فاصلة منقوطة

أفتش عن رقم هاتفك المفقود

الأرقام غير واضحة في الشاشة

يبدو أن عليّ القيام بشراء نظارة أكثر وضوحًا

أنا أيضًا

مفقود في هذه المدينة

مثل رقم هاتفك تمامًا

لكن لا أحد يقوم بالبحث عني.

 

5

‏الكتابة

مسألة حظ أيضًا

تأتي الفكرة مثل شبح ساخر

يختفي بلحظة واحدة

عند محاولة اصطياده!

الاستعارات هي حيلة ناجحة

للتعبير عن أشياء من الصعب شرحها

كمحاولة أخيرة للنجاة!

 

6

‏الوحدة أشد من القتل

العسرُ مع اليُسر..

والنورُ الذي يبعثه الله

من ثقبٍ في حائطِ المُفردات.

الحيرةُ.. الحيرة!

صوتُ أمي في الهاتف

يقول: اشتقتُ لك

ورغبةٌ هائلة لعناق صوتها

الغربةُ.. الغربة!

والوجعُ الدائم الذي يجاورك في الرحلة

ذلك كُله هو المنفى

ذلك كُله هو أنت.

 

7

‏أيحدث أن يبتلعني البحر؟

أن أمشي مسافة مائة وعشرة كيلومترات

لأصل فمَه!

أن أستنجد بشغفي المفرط لأحدق في عينيهِ عن قرب

وأن أعيش من فرط اليباس لأختار خاتمة جميلة كأن أموت غرقًا؟!

أيحدث أن يُشفقَ عليّ البحر

بعد أن رآني أغرق أمام صورة لكِ فوق مركب

لأسألكِ

"كيف لبحرٍ أن يجلس على زورق؟".

 

8

‏كل يوم

أكتب لكِ قصيدة

ولا أرسلها لكِ

أتركها عائمة في البياض

أتفحص رسائلي

واحدة تلو الأخرى

لعلّي أجد رسالة منكِ ولو بالخطأ

أضع لكِ مئات الإعجابات على صوركِ

أنتظركِ على موعد بلا اتفاق مُسبق

وأواسي شعوري بالخيبة

لكن الأشياء تظل على حالها

والقصائد في المسودات

تأكلها الكآبة.

 

9

‏بيدٍ ترتجف

تحملُ قلبكَ

-هذا هو الخوف -

ألا يسقط منك

كي لا تشعرَ بالبلادة بعد الخسارة

أن لا تفقد صوبك

وأنت تراقبُ ما حولكَ بحذر

تقفُ باردًا ومرتبكًا

تخافُ من كلُ شيء

حتى من نسمةٍ عابرة

تجعل قلبكَ يهوي من يدك

فلا يقع.

 

10

‏وإني أحبُكِ

كُلما هدّت فراشة على كتف مُتعب

ورفرفت طيورٌ في آخر العمر فوق العمر

وتبنّت زهورُ الياسمينِ أبناءَ الحياة البعيدين

 

وراحت حياتي أنا ...

على هيئة قصيدةٍ عاجزة أن تصف لكِ كُل ذلك الحُب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لا تزال النهاية متردّدةً في المجيء

كل سنبلة سبعة عشاق