26-أكتوبر-2018

خلق حضور إيمري سلسلة انتصارات مذهلة للأرسنال (Getty)

أنهى المدرب الفرنسي أرسين فينغر بشكل ودّي، علاقته بنادي أرسنال الإنجليزي، بعد  22 سنة قضاها على رأس الجهاز الفني للنادي اللندني. وأعلن الفريق في شهر أيار/مايو الماضي التعاقد مع المدرب الإسباني أوناي إيمري لمدة ثلاث سنوات تنتهي في العام 2021.

للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، تشعر جماهير أرسنال أن فريقها يقف على السكة الصحيحة، وقادر على العودة إلى المنافسة بطمأنينة

آراء وردات فعل جماهير أرسنال كانت متبيانة فيما يخص التعاقد مع إيمري. البعض رأى أنها الصفقة المناسبة، وأن إيمري قادر على نقل الفريق إلى مرحلة أفضل، وإعادته مجدّدًا للمنافسة الجدية على الألقاب، وهو الفائز بالدوري الأوروبي مرتين مع إشبيليه، إحداها كانت ضد ليفربول يورغن كلوب، في 2015. فيما رأى البعض الآخر أن مدرب باريس سان جيرمان السابق لا يمتلك شخصية المباريات القوية، والدليل على ذلك مباراة "الريمونتادا" الشهيرة ضد برشلونة، عندما خرج الفريق الباريسي من ثمن نهائي المسابقة، بالرغم من فوزه ذهابًا برباعية نظيفة. كذلك مباراتا الفريق ضد ريال مدريد في الدور نفسه في العام الماضي، والتي ظهر فيها الفريق الفرنسي عاجزَا عن مقارعة كريستيانو ورفاقه، بالرغم من تواجد نجوم عالميين في تشكيلة الفريق يومها.

اقرأ/ي أيضًا: مسعود أوزيل.. "عازف الليل" يغلق صفحة المنتخب ويواصل الإبداع في ليالي لندن

كان أرسنال قد دخل في صفقتين تبادليتين في الميركاتو الشتوي الماضي. الأولى كانت ثلاثية مع تشيلسي وبروسيا دورتموند، حصل الفريق بموجبها على المهاجم الغابوني بيير أوباميانغ واستغنى عن أوليفييه جيرو. وفي الثانية استغنى عن  نجمه أليكسيس سانشيز لصالح مانشستر يونايتيد، وحصل بالمقابل على صانع الألعاب الأرميني  هنريك مختاريان.

في الصيف الماضي تعاقد أرسنال مع حارس بايرن ليفركوزن، الدولي الألماني بيرنار لينو، ولاعب الوسط الأوروغواني المتألق لوكاس توريرا، والفرنسي اليافع ماتيو غاندوزو صاحب الأعوام الـ19، إضافةً إلى الظهير السويسري المخضرم ليشتنشتاير المنتقل من من جوفنتوس.
للعام الثاني على التوالي، سيلعب أرسنال في الدوري الأوروبي، البطولة التي حققها إيمري مرتين في السابق، بعد فشل الفريق في احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في الدوري، المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا. وبالتالي فإن الفريق مطالب بالمنافسة على أربع جبهات. الفوز بالدوري الأوروبي وتحقيق مركز متقدم سيرضي الجمهور، خاصةً وأنه يعرف أنه ينافس فرقًا أكثر جاهزية كمانشستر سيتي، ليفربول، وتشيلسي، في الوقت الذي يمر فيه أرسنال بمرحلة انتقالية.

شاءت القرعة أن يواجه أوناي إيمري في أول مبارتين رسميتين له مع المدفعجية، فريقين من بين ما يعرف بـ"الفرق الستة الكبرى في إنجلترا". خسر الفريق مباراته الأولى على أرضه ضد مانشستر سيتي حامل اللقب 2-0. في المباراة الثانية قدّم أرسنال مباراة كبيرة ضد تشيلسي، لكنه خسرها بنتيجة 3-2 في اللحظات الأخيرة، في مباراة أهدر فيها لاعبو الفريق الكثير من الفرص السهلة.

اقرأ/ي أيضًا: كريستيانو رونالدو يعود للبيت.. فهل يهدمه فوق رؤوس أصحابه؟

في ديربي لندني ثانٍ على التوالي، استضاف أرسنال فريق ويستهام يونايتيد، وفاز عليه 3-1، ليحقق أوناي إيمري أول انتصار رسمي له في مع فريقه الجديد. كرّت سبحة الإنتصارات وبدا أن مستوى الفريق يرتفع مباراة بعد مباراة، ففاز الفريق في المباريات الست التالية في الدوري، أبرزها كان ضد إيفرتون وضد ليستر سيتي، كما اكتسح فولهام 5-1. ليرتفع رصيد الفريق إلى 21 نقطة ارتقى من خلالها إلى المركز الثالث، بفارق نقطتين فقط عن مانشستر سيتي المتصدر.

يقال في كرة القدم إن الشوط الثاني هو شوط المدربين، لما للمدرب من دور كبير في تقرير مصير المباراة من خلال التبديلات

إلى الانتصارات السبعة المتتالية في الدوري الممتاز، أضاف ارسنال ثلاثة انتصارات في الدوري الأوروبي، ورابعًا في كأس الرابطة، ليرتفع عدد الانتصارات المتتالية إلى 11، ويفصل الفريق اليوم فوز واحد ليصل إلى الرقم القياسي في سلسلة الربح المتتالية، التي حققها الفريق في موسم 2007.

يقال في كرة القدم إن الشوط الثاني هو شوط المدربين، لما للمدرب من دور كبير في تقرير مصير المباراة من خلال التبديلات التي يجريها، ومن خلال قراءته لمجريات المباراة والتصرف على أساس المتغيرات. في المباريات الـ11 المتتالية التي فاز بها أرسنال، سجل الفريق 31 هدفًا من بينها 23 هدفًا في الشوط الثاني، وهو يرقم يعكس بقوة قدرة إيمري على قراءة المباريات والتعامل معها. لا يبدأ أرسنال بتشكيل ثابت، يلجأ إيمري  أحيانًا للعب بمهاجمين، أوباميانع ولاكازيت، وأحيانًا أخرى يبدأ بمهاجم واحد ويكون خلفه كل من توزيل ومختاريان وإيوبي/ رامسي. فيما إضاف توريرا توازنًا كبيرًا إلى خط الوسط، وبات اليوم قطعة أساسية تحظى برضا جماهير الفريق.

للمرة الأولى من سنوات وطويلة، تشعر جماهير أرسنال بأن فريقها يقف على السكة الصحيحة، وقادر على العودة إلى المنافسة. العمل الكبير الذي يقوم به أوناي إيمري، تظهر اليوم نتائجه على الأرض، التحدي الكبير الذي يواجهه الفريق اليوم، هو القدرة على المحافظة على  التألق، وتحقيق الانتصارات في الطريق للعودة إلى الألقاب. مباراة الفريق ضد ليفربول بعد أسبوع،  ستكون امتحانًا هامًا لقدرات الفريق، وجاهزيته للمنافسة على المراكز المتقدمة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

هدف إيكاردي القاتل يحسم ديربي الغضب

كيف تعاملت الصحف الرياضية العالمية مع أزمة ريال مدريد؟