21-فبراير-2019

مقطع من لوحة لـ مارك شاغال

العشّاق الجميلون

العشّاق الأوغاد

الذين يرحلون

تاركين لي عطرهم

لمسات أصابعهم

جواربهم المتسخة

بناطيلهم المتروكة في زوايا الغرف

بإهمال

بقايا معجون حلاقتهم

وكلماتهم

يرحلون دون إنذار

تاركين خلفهم كتبًا لم تُقرأ بعد

أغاني لم نرقص عليها سويًا

كومة من الأفلام المتكدسة على قائمة الانتظار

وصورًا لهم

يكتظ بها هاتفي المحمول

أقلبها في ليالي الوحدة الطويلة

العشاق الأوغاد يرحلون

يتركونني أتعثر في سنوات عمري

لا عكاز لي سوى

أمنيات الغرباء

العشاق الأوغاد

لو يعلمون

حجم الكلام الذي يمتلئ به فمي

والريح التي يصفر بها صدري

العشاق الأوغاد

لو يعلمون

كم كان لحم قلبي طريًّا

وكم ماجت السنابل في

تراب جسدي

العشاق الأوغاد

يرحلون

وأدخل سنة أخرى

من سنوات عمري

وحيدةً

كاسم الله

في بيت زنديق

العشاق الأوغاد

العشاق الجميلون

آه لو يعلمون

كم كنتُ امرأة

على مقاس الحب والشهوة

وكيف غدوتُ

محض جسدٍ

يعبر سنةً أخرى

من سنوات الثلاثين

بقلبٍ عصيٍّ

على الحب

وقاسٍ

كسفرجلة.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

دفتر لأنفاس الهايكو

علامات المرآة الأخيرة