22-يناير-2019

انسلم كيفر/ ألمانيا

جئناكِ كالصدى
جئناكِ من الرَّدى والحُمَّى بلا أكفان
رأينا آثار أقدامِ الحوارييّن على الرمل، فسألنا: أين ذهبوا؟
أخبرنا شيوخُ العشائرِ: السَّرابُ أهْلكَ آخرهم قبل وصول القطار
عجوز تتوسّطُ الشيوخ نظرَتنا بحسرةٍ.

جئناكِ بتلك النظرة
من المدائن إلى الأريافِ
من بريّة البراري
من جفاف نَفَس التراب
من لوعةِ البيوت
من نوافذِ المباني الجريحة
من الأشياء التي لم تحفظ رائحتكِ
صرخنا بأعلى خجلنا: يا لعار الطريق!

جئناك والخطف قرين طريقنا
بخفةِ المنتحرين ومن يموتون بصمت الحسرة
بعد أن قتلوا أطفالهم وانقطع نسلهم
كلُّنا أملٌ أن يمسَّ قلبكِ نطفة من هلعنا عليكِ.

جئناكِ من بلادٍ هجَّ أهلها
حَاصرَها العدم
لم نصدر شهقةَ
لم يأكلنا الحزن جيفًة
حرسنا: القدر.. الصدفة.. العمى.. الخجل.. الغدر..
القسوة.. الخيانة.. الكذب.. الحيلة.. العجز..
الجوع.. العطش.. الغيرة.. الحسد.. والخيبة؛
لتودعي أقدارنا في القفص.

جئناكِ من بلاد نبحثُ عنها في الخرائط
نصغي إلى مكائدها في الأخبار
ونسعى لنكون سكانها الأصليين
جئناكِ بكل يأسنا
لتمسحي أسواق النخاسة وعويل الجدّات
جئناكِ قرابينَ للنهايات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

صالون أبو فخرو وركن شپال

ماناش باتاشارجي: امرأة

دلالات: