09-نوفمبر-2016

إكرام بكير قصة تحدي مغربية(مواقع التواصل الاجتماعي)

بمجرد حديثك مع إكرام، سينتابك شعور أساسي وهو أن لا شيء مستحيل، فقط الإرادة والإيمان بما تفعله كفيلان بأن تحقق كل أحلامك. هي فتاة ولدت من دون يدين، لم تستسلم لقسوة القدر ولا لنظرة المجتمع لها، تحدت ونجحت في ترك بصمة أمل في نفوس العديد من الشباب في المغرب والعالم.

إكرام بكير، خلقت دون يدين، ورغم ذلك نجحت في إتمام دراستها وحصلت على الثانوية العامة بمعدل مشرف، وهي الآن تعمل وتدرس في نفس الوقت

كل شيء بدأ بالصدفة، فبمجرد نشر صورتها ونبذة عن قصتها، في إحدى الصفحات الشهيرة على "الفضاء الأزرق" فيسبوك، تفاعل مع قصة إكرام الآلاف، متأثرين بكلامها وبصورتها، التي تبعث طاقة إيجابية وتفاؤلًا بالغد.

اقرأ/ي أيضًا: حي هلال في تونس.. لا يزال للأمل مكان

حسب حديثها لـ"ألترا صوت"، لم تخطط إكرام يومًا أن تصبح مؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، فصورتها وقصتها نشرتا بالصدفة وفاجأها في البداية تفاعل العديد من الشباب مع قصتها. توصلت برسائل عديدة من طرف أشخاص من مختلف الأعمار، تأثروا بكلامها وقصتها وروجوها وبذلك أصبحت فجأة محط اهتمام وسائل الإعلام المغربية والعربية.

إكرام بكير، تبلغ من العمر عشرين سنة، خلقت دون يدين، وبالرغم من ذلك نجحت في إتمام دراستها وحصلت على الثانوية العامة/البكالوريا بمعدل مشرف، وهي الآن تعمل وتدرس في نفس الوقت.

إكرام بكير قصة تحدي مغربية(مواقع التواصل الاجتماعي)

ولادتها من دون يدين، شكلت صدمة وسط أسرتها، إلا أنهم دعموها وشجعوها على مواصلة الحياة، مما جعل منها شابة تتمتع بشخصية صلبة، بروح مرحة وتفاؤل لا يوصف. في حقيقة الأمر، أن تعاني من إعاقة في المغرب ليس بالأمر السهل، إلا أن إكرام لم تستسلم لكل نظرات العطف الصادرة من الآخرين، فكل طاقتها كانت تفجرها في الدراسة، فهي الأولى دائمًا على الصف، تعلق عن ذلك: "كنت أحصل على أعلى معدل، وكنت أحصل على جائزة التحدي دائمًا".

عند حصولها على شهادة البكالوريا، عملت إكرام بـ"ويب هلب"، وهي مركز للاتصال، لتتمتع بالاستقلالية المادية، وواصلت دراستها في نفس الوقت في الجامعة بمدينة فاس. طموح إكرام لا يوصف، شعارها المفضل "الحياة تحدٍّ ولا يأس مع الحياة". وبالرغم من دراستها في الجامعة لشعبة القانون باللغة الفرنسية، إلا أنها تشق طريقها في عالم التجارة أيضًا، لأنها وكما تقول لـ"ألترا صوت": أؤمن أن الإنسان يجب عليه أن يتمتع باستقلالية مادية، لهذا تجدني أعمل هنا وهناك لكي أضمن استقلاليتي وأثبت ذاتي، وأيضًا لكي أقول للآخر إنني ورغم إعاقتي قادرة على فعل الكثير".

لا تستسلم إكرام لنظرات العطف من الآخرين وشعارها، "الحياة تحدٍّ، ولا يأس مع الحياة"

افتتحت إكرام محلاً لها الأسبوع المنصرم، يهتم بالمنتجات التجميلية الطبيعية، تعلق إكرام قائلة: "بصراحة لم أفكر في الموضوع إلا بعدما حفزني أستاذي في التدريب الذاتي، بفضل مساعدته لي قررت أن أفتح هذا المحل الصغير". تبدو إكرام بكامل نشاطها وهي ترتب المنتجات التجميلية، وتحاول إقناع الزبائن بشراء إحدى المنتجات.

اقرأ/ي أيضًا: أرامل الجزائر.. قصص تحدٍ ونجاح

إكرام بكير قصة تحدي مغربية(مواقع التواصل الاجتماعي)

في الصيف الماضي، قادت إكرام رفقة إحدى جمعيات المجتمع المدني، حملة لتغيير صورة المعاق عند المغاربة، إلا أن الكثيرين لم ترق لهم حملة "معاق وأفتخر"، بسبب شعار الحملة الذي روج البعض أنه يسيء للمعاق أكثر مما يخدمه. تعلق إكرام عن هذا الموضوع: "الكثير من الأشخاص انتقدوا الحملة، بسبب عبارة "معاق"، البعض اعتبرها مسيئة، لكننا في هذه الحملة، كان هدفنا مغايرًا، وهو أنه مهما كانت إعاقتنا فنحن نفتخر بإنجازاتنا".

الفتاة التي لم تخطط لأن تصبح مشهورة لكنها صارت كذلك، لا تزال تحلم بأن تصبح صحفية، لم يسعفها الحظ هذه السنة بسبب مرض ألم بها، إلا أنها تخطط في العام المقبل لدراسة شعبة الصحافة، وكما تكرر دائمًا: "الحياة تحدٍّ، ولا يأس مع الحياة".

اقرأ/ي أيضًا: 

"فيسبوك".. ملجأ المغاربة؟

9 خطوات لتعزيز ثقتك بنفسك