أثارت تصريحات وزير المالية في حكومة بنيامين نتنياهو، بتسلئيل سموتريتش، حول المحتجزين في غزة جدلًا واسعًا في الداخل الإسرائيلي.
وخلال لقاء مع هيئة البث الرسمية الإسرائيلية "كان"، تطرق سموتريتش إلى موضوع المفاوضات حول إنجاز صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين قائلًا: إنّ "إعادة المختطفين ليست الشيء الأكثر أهمية، وإنما تحقيق النصر على حماس".
وأوضح:"إعادتهم بأي ثمن مقولة غير صحيحة وغير مسؤولة ومشكلة"، مضيفًا: "نحن ملتزمون بذلك ونعمل إعادة المختطفين، ويجب ممارسة الضغط على حماس".
وجاء حديث سموتريتش ردًا على دعوة أهالي المحتجزين في غزة للحكومة الإسرائيلية بضرورة العمل على إطلاق سراح أبنائهم، حتى لو كان ذلك عبر صفقة يتم خلالها إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين.
اعتبر وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش أن إعادة المحتجزين في غزة ليست الشيء الأكثر أهمية
وأثارت تصريحات وزير المالية الإسرائيلي ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية الإسرائيلية وأهالي المحتجزين في غزة، حيث كتب الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، منشورًا في حسابه على منصة "إكس" جاء فيه: "عودة الأسرى الإسرائيليين ليست هدفنا في الحرب فحسب، بل هي واجبنا الأخلاقي كدولة وشعب. إنها الشيء الأكثر إلحاحًا"، وأضاف: "لن نفوّت أي فرصة لإعادة الأسرى الإسرائيليين إلى الوطن".
بدوره، اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، تصريحات سموتريتش بأنّها هجوم على عائلات المحتجزين الإسرائيليين، ووصمة عار أخلاقية.
وكتب لابيد منشورًا في حسابه على منصة "إكس" قال فيه إنه: "لا يمكن لأشخاص بلا قلب أن يستمروا في قيادة دولة إسرائيل إلى الهاوية"، وأضاف: "سموتريتش، في عهدك وفي عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قُتل 1200 إسرائيلي، وفي عهدك تم اختطاف مواطنين إسرائيليين، وأنت مسؤول عن مصيرهم، بدون عودة المختطفين لن تنتصر إسرائيل".
أما والد المحتجزة ليري إلباغ، فخاطب سموتريتش قائلًا: "دعوا أطفالكم يُختطفون وسأصرخ في الشارع أن الأمر ليس مهمًا بما فيه الكفاية".
في المقابل، أصدر مكتب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بعد فترة وجيزة من مقابلة سموتريتش، بيانًا ردد فيه نفس موقف وزير المالية الإسرائيلي، إذ جاء في البيان: "هناك الكثير من الضغط على إسرائيل من الداخل والخارج لوقف الحرب قبل أن نحقق جميع أهدافنا، بما في ذلك صفقة لإطلاق سراح الرهائن بأي ثمن".
وأضاف البيان: "لسنا على استعداد لدفع أي ثمن، وبالتأكيد التكلفة الوهمية التي تطلبها حماس منا، والتي تعني هزيمة دولة إسرائيل".
بدورها، قالت الوزيرة أوريت شتروك عن حزب "الصهيونية الدينية" الذي يرأسه سموتريتش، خلال مقابلة مع هيئة البث الرسمية الإسرائيلية "كان"، أمس الثلاثاء: "لا يمكننا تحمل عدم دخول رفح، سواء على حساب حياة الرهائن أو على حساب المخاطرة بحياة الجنود"، وأضافت: "الحرب لها ثمن".
وتابعت: "الحدث معقد، وعلينا أن نبقى أوفياء لأهداف الحرب وليس الرسائل النصية عليها. عودة المختطفين مهمة بالنسبة لنا، وتدمير حماس مهم أيضًا، وهو أمر بالغ الأهمية لأمن الدولة. نحن بحاجة إلى أن نرى كيف يتم إدارة هذين الحدثين معًا بطريقة لا يضر أحدهما بالآخر".