20-فبراير-2024
طفل في خيمة مؤقتة في قطاع غزة

(Getty) تعصف المجاعة بحياة أطفال قطاع غزة

في خطوة مفاجئة من شأنها مفاقمة الوضع المأساوي في شمال قطاع غزة، الذي يواجه مجاعة كارثية تهدِّد حياة أكثر من 300 ألف شخص، أعلن "برنامج الأغذية العالمي"، اليوم الثلاثاء، إيقاف تقديم المساعدات الحيوية إلى شمال القطاع إلى حين: "توفر الظروف الآمنة". 

وقال البرنامج، في بيان نشر على حسابه في منصة "إكس"، إنه لم يتخذ قرار وقف تقديم المساعدات إلى شمال قطاع غزة بسهولة. وأضاف: "هذا يعني أن الوضع هناك سوف يزداد سوءًا وسيتعرض المزيد من الناس لخطر الموت جوعًا".

وتابع البيان: "برنامج الأغذية العالمي مصمم بخصوص الوصول بشكل عاجل للناس العاجزين في غزة، إلا أنه يجب ضمان الأمن اللازم لتوصيل المساعدات الغذائية الحيوية إلى أولئك الذين يستفيدون منها". 

اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن قرار وقف تقديم المساعدات إلى شمال غزة هو حكم بالإعدام والموت على ثلاثة أرباع مليون إنسان

وأكد أن الأوضاع في شمال قطاع غزة تدهورت بسرعة بعد تسليم المساعدات إلى المنطقة نهاية كانون الثاني/يناير الفائت، لافتًا إلى أن التقارير الأخيرة تؤكد: "أن غزة تنساق بسرعة إلى الجوع والمرض، حيث أصبح الغذاء والمياه النظيفة نادرين بشكل لا يصدق، وتتفشى الأمراض".

وأردف: "هذا الوضع يضر بتغذية ومناعة النساء والأطفال ويؤدي إلى زيادة سوء التغذية الحاد، ويموت الناس بالفعل لأسباب تتعلق بالجوع". 

وبينما أكد البيان أن البرنامج سيسعى إلى استئناف عمليات تقديم المساعدات في أقرب وقت ممكن، فإنه شدّد كذلك على وجود: "حاجة ملحة لتوسيع تدفق المساعدات إلى غزة على نطاق أكبر لمنع حدوث كارثة".

وأوضح أن ذلك يتطلب وصول: "كميات أكبر من المواد الغذائية إلى غزة ويجب أيضًا فتح نقاط العبور في شمالي القطاع".

وفي تعليقه على القرار، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة "برنامج الأغذية العالمي" بالتراجع الفوري: "عن قراره الكارثي بتعليق تسليم المساعدات الغذائية" إلى شمال قطاع غزة. 

واعتبر المكتب، في بيان عبر منصة "تلغرام"، أن القرار هو حُكم: "بالإعدام والموت على ثلاثة أرباع مليون إنسان"، مؤكدًا أنه: "يزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل مضاعف". 

وطالب البيان مؤسسات الأمم المتحدة: "بالعودة للعمل في محافظتي غزة وشمال غزة بشكل عاجل وبدون تردد، بدلًا من التنصل والهروب من مسؤولياتها وتكليفاتها الدولية واجبة التنفيذ".

وحمّلها كذلك: "المسؤولية الكاملة عن التقصير الواضح في أداء عملها المكلفة بها"، وكذلك مسؤولية: "النتائج الكارثية للمجاعة التي تتعمق في قطاع غزة". 

المجاعة تعصف بحياة أهالي غزة

وكان المكتب قد حذّر، صباح اليوم الثلاثاء، من كارثة إنسانية عالمية تهدِّد حياة مئات آلاف الأطفال والنساء في قطاع غزة، الذي تتفاقم المجاعة في محافظاته يومًا بعد يوم، سيما في محافظتي غزة وشمال غزة. 

وقال، في بيان، إن المجاعة: "تنذر بوقوع كارثة إنسانية عالمية قد يروح ضحيتها أكثر من 700.000 مواطن فلسطيني ما زالوا يتواجدون في المحافظتين المذكورتين تحديدًا". 

ولفت إلى أن الاحتلال: "بدأ في تنفيذ سياسة التجويع والتعطيش وصولًا إلى المجاعة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد المدنيين والأطفال والنساء في جميع محافظات قطاع غزة" من خلال منعه إدخال المساعدات إليها. 

وطالب المكتب: "برفع الحصار وإدخال 10,000 شاحنة مساعدات خلال اليومين القادمين وبشكل مبدئي وفوري وعاجل قبل وقوع الكارثة الإنسانية، وخاصة إدخال المساعدات إلى محافظتي غزة وشمال غزة".

سوء التغذية يهدِّد حياة الأطفال شمال قطاع غزة

وأمس الإثنين، أصدرت "مجموعة التغذية العالمية"، التابعة للأمم المتحدة، تقريرًا حذّرت فيه من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وأكدت من خلاله ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال شمال القطاع.

وجاء في التقرير أن طفلًا واحدًا من بين كل 6 أطفال، دون سن الثانية، يواجه سوء التغذية الحاد في شمال قطاع غزة. وأضاف أن: "الوضع خطير بشكل خاص في شمال قطاع غزة، الذي انقطعت عنه المساعدات بشكل شبه كامل منذ أسابيع".

وتابع: "وجدت فحوصات التغذية التي أجريت في مراكز الإيواء والمراكز الصحية في الشمال أنّ 15.6%، أو 1 من كل 6 أطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد".

وتعادل النسبة المذكورة 15.6 بالمئة من الأطفال شمال قطاع غزة، يعاني 3 بالمئة منهم من الهزال الشديد الذي يشكّل تهديدًا للحياة. وقد حذّر البيان من أن هؤلاء الأطفال سيواجهون مضاعفات طبية والوفاة ما لم يتلقوا علاجًا عاجلًا.

وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي للمنظمة، إن غزة على وشك أن تشهد: "انفجارًا في وفيات الأطفال التي يمكن تفاديها، الأمر الذي من شأنه أن يضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يطاق بالفعل".

وذكّر بأن "اليونيسف" حذّرت سابقًا من أن القطاع على: "شفا أزمة تغذية". كما حذّر من أنه إذا لم تنته الحرب الآن، فإنه: "سيستمر تدهور تغذية الأطفال، مما يؤدي إلى وفيات يمكن الوقاية منها أو مشاكل صحية ستؤثر على أطفال غزة مدى الحياة".