21-أبريل-2023
.

زيارة كوهين وافتتاح السفارة جاء في سياق إعادة تجديد العلاقات مع تركمانستان (تويتر)

كشف رئيس تركمانستان سردار بيردي محمدوف خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في العاصمة عشق آباد، عن أنه يبحث افتتاح سفارة لبلاده في إسرائيل. 

السفارة الإسرائيلية الجديدة تكشف عن زيادة نشاط تل أبيب في آسيا

من جانبه قال الوزير الإسرائيلي بعد اللقاء، "تركمانستان قوّة طاقة في موقع استراتيجي في آسيا الوسطى. لقد التقيت للتو برئيس تركمانستان وتحدثنا عن تعزيز العلاقات بين البلدين. قال لي الرئيس إنه يفكر في إنشاء سفارة تركمانية في إسرائيل. إن افتتاح مثل هذه السفارة سيعزّز العلاقات بين البلدين ويشجّع التعاون بين الحكومتين وبين الاقتصادات في مجالات التكنولوجيا والزراعة والأمن الإقليمي". 

ووصل وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، مساء الأربعاء إلى تركمانستان، وذلك في أول زيارة لوزير إسرائيلي إلى تركمانستان منذ ما يقارب 30 عامًا، وذلك من أجل افتتاح السفارة الإسرائيلية في العاصمة عشق أباد. 

أصوات من تحت الركام

ونشر كوهين تغريدة في حسابه على تويتر، وكتب "جئت في زيارة تاريخية لتركمانستان، بعد 29 عامًا من آخر زيارة لوزير إسرائيلي، لافتتاح سفارة إسرائيلية على بعد 17 كلم من الحدود مع إيران، ولعقد سلسلة لقاءات مع الرئيس ومسؤولين آخرين". 

وأضاف "العلاقات مع تركمانستان ذات أهمية كبيرة للأمن والدبلوماسية وستعزز هذه الزيارة مكانة إسرائيل في المنطقة".

وفي مقاطع مصورة نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، تظهر مشاركة الوزير الإسرائيلي في مراسم تدشين أول سفارة إسرائيلية في عشق آباد عاصمة تركمنستان، بحضور عدد من السفراء وممثلي الجالية اليهودية. وتحدث كوهين عن نية إسرائيل "التوسع في العلاقات الاقتصادية لتشمل الزراعة والمياه والتكنولوجيا والدفاع عن الحدود … لا شك أن الدولتين ستستفيدان من توثيق التعاون".

وكانت آخر زيارة لمسؤول إسرائيلي على هذا المستوى لتركمانستان في عام 1994، بعد قيام شمعون بيرس، وزير الخارجية آنذاك، بزيارة البلد الغني بالنفط، بعد ثلاثة أعوام من إعلان استقلاله بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

‏من جانبه، تحدث وزير الخارجية  التركمانستاني رشيد ميريدوف لوسائل إعلام إسرائيلية، قائلًا: "إن افتتاح السفارة مثال ساطع جدًا على صداقتنا".

وحضر حفل افتتاح سفارة دولة الاحتلال، سفراء الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى ممثلين عن الجالية اليهودية الصغيرة التي تعيش في البلاد. فيما تشترك تركمانستان في حدود تتجاوز ألف كيلومتر مع إيران

وتناقلت وسائل الإعلام الإيرانية، خبر افتتاح السفارة في تركمانستان، لكن لم يصدر أي تعليق رسمي من طهران.

وفي مقال على صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أشير إلى أن الخارجية الإسرائيلية كانت حريصة على الإشارة إلى قرب سفارتها في تركمانستان من إيران "رغم أن هذا في الأساس حادث جغرافي لأن العاصمة قريبة من إيران. ومع ذلك، لا يمكن أن يغيب عن الإيرانيين أن لإسرائيل الآن علاقات وثيقة مع اثنين من جيرانها"، معتبرةً أن ذلك خاسرة للنفوذ الإيراني شرقها. واعتبر المقال أن تحركات الحكومة الإسرائيلية الحالية يمكن أن تمهد لتحركات أكثر أهمية على مستوى التطبيع.

شريك للصين

وتتبع تركمانستان سياسة الحياد الرسمي حيث لا تنضم إلى أي تكتلات سياسية أو عسكرية، وتعتبر الصين شريكها الاقتصادي الرئيسي، إذ تشتري أغلب صادراتها من الغاز.

بالمقابل، يعتبر حجم تجارة بين تركمانستان وجارتها إيران منخفضًا نسبيًا، وكما ثمة نزاعات بين البلدين حول مخزونات هيدروكربونية ضخمة محتملة في بحر قزوين.

وعلى الرغم من توقيع الدول الخمس المطلة على بحر قزوين اتفاقية في 2018 لتسوية هذه النزاعات، فإن طهران لم تصادق بعد على الوثيقة التي تمنع عشق أباد من تنفيذ خطط لبناء خط أنابيب عبر بحر قزوين لشحن الغاز إلى أوروبا.

إسرائيل على حدود إيران

وتعتبر تركمانستان الدولة الثانية القريبة من إيران، والتي تعمل على توطيد علاقاتها مع إسرائيل، بعدما افتتحت أذربيجان سفارتها في تل أبيب، الشهر الماضي، الأمر الذي أثار غضب طهران، والتي اتهمت تل أبيب بأنها "تسعى إلى تحويل أراضي جمهورية أذربيجان إلى ساحة لتهديد الأمن القومي"، وقالت الخارجية الإيرانية، مطلع هذا الشهر، إن "طهران لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه مؤامرة الكيان الصهيوني ضدَّها من الأراضي الأذربيجانية".

وقبل أن يصل إلى عشق آباد، كان وزير الخارجية الإسرائيلي قد توقّف في العاصمة باكو، حيث التقى بنظيره الأذربيجاني، كما أجرى مشاورات مع الرئيس الأذري إلهام علييف.

توسيع التطبيع

وقبل أيام، كشف موقع أكسيوس عن جهود يبذلها وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن، من أجل دفع النيجر للتطبيع مع إسرائيل، وذلك خلال زيارته للبلاد منتصف آذار/ مارس الماضي.

وأشار الموقع إلى بلينكن عقد نقاشات حول الأمر مع رئيس تشاد محمد بازوم حول إسرائيل، هي علامة أخرى على أن إدارة بايدن "تعمل خلف الكواليس لإدراج المزيد من الدول العربية والمسلمة في اتفاقيات أبراهام"، وفق الموقع الأمريكي.

وبعد أسبوعين من زيارته للنيجر، تحدث بلينكن عبر الهاتف مع نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين وأطلعه على محادثاته التي شملت أيضًا وزير خارجية النيجر حسومي مسعودو، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون.

وقال مصادر إسرائيلية إن كوهين اقترح دعوة النيجر للمشاركة في منتدى النقب الذي يضم الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب ومصر.

وأضافت المصادر ذاتها إن القيادة في النيجر مستعدة للمضي قدمًا في تطبيع العلاقات مع إسرائيل وحتى إعادة العلاقات الدبلوماسية، لكنهم يريدون الحصول على نوع من المكتسبات من إدارة بايدن.

وقالت سفارة النيجر في واشنطن لموقع أكسيوس في رسالة بالبريد الإلكتروني إنها ليست على علم بأي "نقاش بين وزير الخارجية بلينكن وسلطات النيجر بشأن علاقاتها مع إسرائيل". وأضافت الرسالة الإلكترونية أن أي تقارير عن طلب النيجر للحصول على مخرجات من الولايات المتحدة "خاطئة ببساطة".

يشار إلى أن إسرائيل أقامت علاقات دبلوماسية مع النيجر في الستينات لكنها انهارت في عام 1973، وأعاد النيجر التطبيع مع إسرائيل عام 1996 بعد اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، لكن النيجر قطعت العلاقات مرة أخرى في عام 2002 خلال الانتفاضة الثانية.

كشف موقع أكسيوس عن جهود يبذلها وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن، من أجل دفع النيجر للتطبيع مع إسرائيل

وقالت مصادر إسرائيلية إنه في السنوات الأخيرة، كانت هناك علاقات غير رسمية بين البلدين، جرت في الغالب وراء الكواليس.

ومنذ عام 2018، عززت إسرائيل علاقاتها في أفريقيا، ولا سيما في منطقة الساحل. وأعادت إسرائيل التطبيع مع تشاد، وبدأت عملية تطبيع مع السودان، وأجرت محادثات سرية حول تطبيع العلاقات مع الصومال.