19-أبريل-2023
Getty

الاشتباكات في السودان تعيق التوصل إلى اتفاق تطبيع كامل مع إسرائيل (Getty)

قالت مصادر إسرائيلية إن إسرائيل تستخدم علاقاتها مع الجنرالات الذين يقودون الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية لحثهم على إنهاء القتال المستمر منذ يوم السبت الماضي، وذلك بحسب ما نشر موقع أكسيوس.

تراقب إسرائيل الاقتتال في السودان، مع خشيتها على استكمال اتفاقية التطبيع مع الخرطوم

وتنتظر إسرائيل نهاية الصراع العسكري الدائر في السودان من أجل التوصل إلى اتفاق كامل لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والخرطوم، حيث كانت إسرائيل تتأمل الوصول إلى اتفاق سياسي نهائي في السودان خلال الأيام الماضية، من أجل توقيع اتفاقية التطبيع.

ونقل موقع أكسيوس الأمريكي، عن مسؤول إسرائيلي، قوله: "إن الحكومة الإسرائيلية كانت متأكدة الأسبوع الماضي من أن الاتفاق على تعيين حكومة مدنية سيأتي في غضون أيام، إن لم يكن خلال ساعات، وشعر بالإحباط عندما انهار الاتفاق وبدأ القتال في مطلع الأسبوع".

https://t.me/ultrasudan

وفي السياق نفسه، قالت مصادر إسرائيلية إن البيت الأبيض والخارجية الأمريكية طلبت من إسرائيل التدخل في الضغط على جنرالات السودان من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. ويشير تقرير الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تواصلت مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، فيما تواصل قنوات الموساد مع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وذلك لحثهم على وقف إطلاق النار.

وأكد الموقع بحسب مصادره الإسرائيلية، أن القرار الرسمي الإسرائيلي، مفاده عدم الانحياز لأي طرف في الاقتتال الدائر حاليًا وعدم التورط في أي وجهود وساطة بخلاف الحث على وقع إطلاق النار.

والتقديرات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، تقوم على إرسال الاتحاد الأفريقي ودول جارة للسودان وفود للخرطوم للضغط من أجل وقف إطلاق النار وبداية المحادثات.

Getty

وأشار الموقع، إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تنخرط في السنوات الأخيرة مع البرهان في عملية التطبيع، فيما ينخرط الموساد بالتواصل مع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بشأن القضايا الأمنية.

ويتابع الموقع، نقلًا عن مصادر إسرائيلية حديثها عن أن تل أبيب كانت تتابع عن كثب مفاوضات الاتفاق الإطاري النهائية، وذلك لرغبتها بوصول حكومة مدنية تتمكن من التوقيع على اتفاقية التطبيع الدبلوماسية مع إسرائيل، ورغم توقيع السودان على "اتفاق أبراهام" للتطبيع مع إسرائيل، فإن العملية توقف بعد انقلاب العسكر في السودان، مما أدى إلى تعليق المساعدات الأمريكية وتجميد عملية التطبيع بين إسرائيل والسودان، بضغط أمريكي.

يشار إلى أن إسرائيل، وبعد صمت لثلاثة أيام منذ بداية الاشتباكات، أصدرت بيانها الأول حول أحداث السودان من قبل وزارة خارجيتها، وقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها "نتابع بقلق الأحداث في السودان. إسرائيل تريد الاستقرار والأمن للسودان. وتطالب إسرائيل كافة الأطراف بالامتناع عن العنف والعودة إلى مسار المصالحة الداخلية لإنهاء عملية الانتقال بإجماع كبير"، على حدِّ قول بيان الوزارة المقتضب.

أصوات من تحت الركام

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، التي أشارت إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية على اتصال بالجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وفي حينه أكدت يديعوت أحرونوت، على وجود تواصل مسبق، مع عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي). أما الهدف الإسرائيلي من هذه الوساطة، فهو الدفع قدمًا نحو إعلان تطبيع كامل للعلاقات بين تل أبيب والخرطوم، خاصةً أن إسرائيل غير معنيّة بما لو وصلت حكومة مدنية للحكم في البلاد أو استمر المكون العسكري بالسيطرة على مقاليد الأمور فيها، إذ جلّ ما تسعى إليه هو الدفع بالاتفاقية مع أي طرف، وذلك بخلاف رغبة الولايات المتحدة التي تفضل إعلان التطبيع مع إسرائيل، عبر حكومة مدنية.

ويوضح موقع يديعوت أحرونوت، أن التواصل الإسرائيلي مع الأطراف السودانية، يحصل عبر وزارة الخارجية والمدير العام لها رونان ليفي (ماعوز)، والذي يُعد من ضمن خبراء السودان في إسرائيل، وليفي على تواصل مع العسكر في السودان، منذ خدمته في الموساد سابقًا.

وأكدت صحيفة "يسرائيل هيوم" على الأنباء السابقة، مشيرةً إلى أن البرهان ودقلو، كانا على اتصال بإسرائيل حتى آخر يوم قبل اندلاع الاشتباكات.

وكان آخر لقاء إسرائيلي سوداني علني، قد جمع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان بوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، مطلع شهر شباط/فبراير من العام الجاري، وقدمت خلاله مسودة اتفاقية تطبيع العلاقات بشكلٍ كامل.