26-يناير-2024
الروائية التركية أليف شافاق

الروائية التركية أليف شافاق (دار بنغوين)

تواجه الكاتبة والروائية التركية أليف شافاق (1972) أزمة جديدة قد تؤثر على مكانتها ومسيرتها بعد إدانتها بالسرقة الأدبية. حيث قضت محكمة تركية بأن تدفع صاحبة "لقيطة إسطنبول" تعويضات لكاتبة تركية اتهمتها بالسرقة من إحدى رواياتها.

وقالت محكمة إسطنبول إن تقرير الخبراء الذي تم إعداده بشأن هذه القضية، أشار إلى أن ما لا يقل عن 5 بالمئة من رواية شافاق "قصر القمل" الصادرة عام 2002، قد تم سرقته من رواية بعنوان "قصر الذباب"، الصادرة عام 1990، للكاتبة التركيبة مينا جوكتشا كيريكانات.

يُلزم الحكم أليف شافاق بدفع تعويض قدره 5200 دولار، ونشر إعلان تعترف فيه بالسرقة الفكرية في إحدى أكبر الصحف التركية

وأوضح التقرير أن السرقة طالت بعض الأفكار والشخصيات إضافةً إلى الأحداث. وبموجب الحكم، يتعيّن على أليف دفع تعويض قدره 160 ألف ليرة تركية (حوالي 5200 دولار) لكيريكانات، إلى جانب نشر إعلان تعترف فيه بالسرقة الفكرية في إحدى أكبر الصحف التركية.

وفي المقابل، رفضت شافاق هذه التهمة ووصفتها، في بيان صادر عن ناشرها "دوغان كتاب"، بأنها محض افتراءات، مؤكدةً أنها ستستأنف الحكم.

وقالت مؤلفة "قواعد العشق الأربعون" إن مزاعم كيريكانات "تشهيرية مجنونة"، وأن حكم المحكمة لم يُبنى على قواعد قانونية.

وأضافت شافاق أنها ستقاضي كيريكانات بتهمة الإضرار بسمعتها، وتابعت قائلةً: "لم تعد هناك كلمة سيئة أو إهانة في القاموس لم تقلها عني (...) لم أرد مرة واحدة على الشر بالشر". كما لفتت إلى أنها تعتقد بأن كيريكانات تصرفت بسوء نية أو بدافع الغيرة.

من جهته، قال محامي شافاق في المحكمة إن رواية "قصر القمل" تقع في 281 صفحة، بينما يبلغ عدد صفحات "قصر الذباب" 142 صفحة، ما يعني بحسب قوله أن الادعاءات بوجود سرقة أدبية غير ممكنة بالنظر إلى حجم الروايتين.

وأشار المحامي إلى أن العديد من التقارير التي أعدّها خبراء بتكليف من ممثلي شافاق، تثبت أنه لا يوجد حتى إلهام وليس فقط سرقة، بينما قالت أليف شافاق إن المحكمة تجاهلت آراء العديد من الروائيين المحترمين الذين أكدوا عدم وجود أي تشابه بين روايتها ورواية كيريكانات.

ليست هذه المرة الأولى التي يرتبط فيها اسم شافاق بقضية جدلية في بلادها، إذ واجهت في عام 2019 دعوة قضائية بتهمة الترويج للبيدوفيليا والعنف الجنسي ضد الأطفال في روايتيها "نظرات ثاقبة" (1999) و"بناء حواء الثلاث" (2016).

وقبل نحو 18 عامًا، حُوكمت شافاق بتهمة إهانة الهوية التركية بسبب اعترف إحدى شخصيات روايتها "لقيطة إسطنبول" بأن ما جرى للأرمن خلال الحرب العالمية الأولى هو إبادة جماعية، الأمر الذي تصر تركيا على رفضه.

وتُعد أليف شافاق المولودة عام 1971، والتي تحمل الجنسية البريطانية إلى جانب التركية، من أهم الروائيين الأتراك وأكثرهم مبيعًا أيضًا. نالت العديد من الجوائز الأدبية، وتُرجمت رواياتها إلى أكثر من 30 لغة، وتُعتبر "قواعد العشق الأربعون" أكثر رواياتها شهرة ومبيعًا.

صدر لها، إلى جانب رواياتها السابقة، أكثر من 10 روايات منها: "قصر القمل"، و"لقيطة إسطنبول"، و"حليب أسود"، و"قصر الحلوى"، و"شرف"، و"جزيرة الأشجار المفقودة"، و"نظرات ثاقبة".