انضمت حاملة الطائرات "TCG Anadolu"، الإثنين، إلى ترسانة الجيش التركي، لتكون أول حاملة طائرات هجومية مسيّرة في العالم.
وقد حضر مراسم التسليم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ألقى كلمة جاء فيها، "سنتمكن من تنفيذ عمليات عسكرية وإنسانية في جميع أنحاء العالم بفضل السفينة الهجومية البرمائية المزودة بالدبابات". وأضاف أردوغان أنه "نجري مباحثات مع دول عديدة لبناء حاملة طائرات.. وسنرفع ميزانية الصناعات الدفاعية إلى 75 مليار دولار".
بدوره، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن حاملة الطائرات ستضيف للجيش التركي ولقواته البحرية مزيدًا من القوة.
وأوضح الوزير في كلمته، خلال مراسم التسليم أن "تي سي جي أناضولو" مجهزة "بأنظمة تقنية عالية الدقة، وتتمتع بمواصفات وقدرات مؤهلة لتكون رائدة القوات البحرية"، مؤكدًا أن "وزارة الدفاع ستواصل العمل على مشاريع الصناعات الدفاعية بعزم وإصرار لزيادة القوة الفاعلة والرادعة للقوات المسلحة".
"تي سي جي أناضولو" مجهزة بأنظمة تقنية عالية الدقة، وتتمتع بمواصفات وقدرات مؤهلة لتكون رائدة في القطاع العسكري التركي
ولفت الوزير الانتباه إلى أن "تطوير صناعة الدفاع المحلية نضال وطني له أهميته الاستراتيجية في ظل التطورات في المنطقة والعالم وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية". وذكر أن حاملة الطائرات "تي سي جي أناضولو" "تظهر بوضوح المستوى الذي وصلت إليه القدرة الإنتاجية والصناعية لقطاع الصناعات الدفاعية التركية".
ما هي حاملة الطائرات "TCG Anadolu"؟
تعتبر "تي سي جي أناضولو" سفينة هجومية برمائية، بدأ مشروع بنائها عام 2015 بحوض توزلا لبناء السفن في إسطنبول، وقد جُرِّبت في البحر عام 2019. وفي حزيران/يونيو 2022 بدأت مرحلة الاختبارات، لتُسلَّم أمس الإثنين، من قبل رئاسة الصناعات الدفاعية بالرئاسة التركية إلى قيادة القوات البحرية.
وتصل نسبة المساهمة التركية في بنائها إلى 70%، وقد شاركت في إنشائها 131 جهة فرعية، إلى جانب مساهمات من جامعات ومراكز أبحاث تركية.
ويعزز انضمام حاملة الطائرات "تي سي جي أناضولو" قوة الردع للبحرية التركية، وقد صممت لتكون حاملة للمسيّرات الهجومية، وهي الأولى من هذا النوع في العالم، كما أنها ستحمل مدرعات هجومية ومركبات برمائية، بالإضافة لنقل العتاد العسكري.
وستجعل تركيا واحدة من الدول القليلة التي لديها حاملة طائرات محلية الصنع، بحسب تقرير لموقع "Business Insider" الأمريكي.
هذا وتعمل شركة "Baykar Savunma" المتخصصة في تقنيات الطائرات المسيّرة، على تطوير مسيّرتها بيرقدار "TB3" الهجومية، التي تتميز بإمكانية طي أجنحتها لتتلاءم مع البيئة العسكرية لحاملة الطائرات "TCG Anadolu".
كما أن الأبحاث جارية من أجل ملاءمة المقاتلات الهجومية التركية النفاثة من طراز "بيرقدار قزل ألما"، و"حر جيت" مع حاملة الطائرات الجديدة.
مواصفاتها وقدراتها
يبلغ طول حاملة الطائرات "تي سي جي أناضولو" الجديدة، 231 مترًا، وعرضها 32 مترًا، والحد الأقصى لحمولتها يبلغ 27 ألف طن و436 كيلوغرامًا، وتبلغ سرعتها القصوى 20,5 عقدة، أما السرعة الاقتصادية فتبلغ 16 عقدة. وبحمولتها القصوى، وبسرعتها الاقتصادية يمكن لحاملة الطائرات الجديدة قطع مسافة 9 آلاف ميل بحري.
وبإمكانها استقبال 4 مركبات إنزال ميكانيكية في آن واحد في حوضها المغمور بالمياه، كل مركبة بإمكانها نقل دبابة واحدة. وتستطيع حمل 13 دبابة و27 مركبة برمائية مدرعة، و6 ناقلات جنود، و33 مركبة عسكرية، و15 مقطورة، أي ما مجموعه 94 مركبة.
وعلى ظهرها يمكن استيعاب 10 مروحيات و11 مسيّرة هجومية، أما حظيرتها فيمكنها حمل 19 مروحية أو 30 مسيّرة هجومية، إلى جانب استيعابها لعناصر يصل عددهم إلى 1223 فردًا.
وتتمتع "تي سي جي أناضولو" بقدرات لوجستية تمكنها من نقل قوة عسكرية بتعداد كتيبة على الأقل، إلى مناطق الأزمات في بحر إيجة والمتوسط والأسود، من دون تلقي أي دعم من القاعدة الرئيسية.
كما أنها مزودة بأحدث منظومات الحرب، وهى منظومات الأسلحة ونظام إدارة المعركة، ونظام الحرب الإلكترونية، ونظام البحث والتعقب بالأشعة تحت الحمراء، ونظام البحث الكهرو بصري، كما أنها مزودة أيضًا بنظام المجس الليزري للتحذير، ونظام الدفاع التوربيدي، والرادار، وأنظمة الاتصال، وأنظمة الملاحة، ونظم مشاركة المعلومات.
كما يمكن لحاملة الطائرات الجديدة المشاركة بعمليات الطوارئ عند حدوث الكوارث الطبيعية، فهي تحتوي على مستشفى وغرفة عمليات، كما يمكن أن تنقل المساعدات الإنسانية.
يبلغ طول حاملة الطائرات "تي سي جي أناضولو" الجديدة، 231 مترًا، وعرضها 32 مترًا، والحد الأقصى لحمولتها يبلغ 27 ألف طن و436 كيلوغرامًا.
هل لمراسم تسليم حاملة الطائرات علاقة بالحملة الانتخابية؟
تشير وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية في تقرير لها أن أردوغان يُظهر نفوذه العسكري مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. ومن المتوقع أن يزيد دخول حاملة الطائرات الجديدة من القدرات العملياتية لتركيا في بحر إيجة، والبحر الأبيض المتوسط، حيث تتصاعد التوترات بسبب الخلافات الإقليمية مع اليونان وقبرص.
ويسعى أردوغان إلى تعزيز الدعم من الناخبين القوميين الأتراك قبل شهر من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، إذ كان يعتمد جزئيًا على عرض القوة العسكرية لكسب التأييد على مستوى القاعدة الشعبية خلال أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها البلاد منذ عقدين.
