31-أكتوبر-2021

تنديد روسي ومخاوف أوروبية بعد استخدام أوكرانيا سلاحًا تركيًا في الهجمات على الانفصاليين (الأناضول)

الترا صوت – فريق التحرير

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس السبت في معرض رده على سؤال صحفي عقب لقائه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الإيطالية روما على هامش قمة زعماء مجموعة العشرين، إن "الطائرات المسيرة تركية الصنع المستخدمة في منطقة دونباس عائدة لأوكرانيا". وأشار أوغلو إلى أن "أي سلاح تشتريه دولة ما من تركيا أو غيرها لا يمكن الحديث عنه على أنه سلاح تركي أو روسي أو أوكراني، وإنما يصبح ملكًا للبلد الذي اشتراه". وشدد على أنه "لا يمكن توجيه أي اتهام ضد تركيا في هذا الإطار"، وأوضح الوزير أن "تركيا صادفتها أسلحة مختلفة من دول عدة بما في ذلك روسيا خلال حربها ضد الإرهاب في أراضي دول أخرى"، لكننا لا "نتهم روسيا على الإطلاق"، ويجب على "أوكرانيا أيضًا التوقف عن استخدام اسمنا".

اتهمت روسيا أوكرانيا بزعزعة الوضع بعد أن استخدمت القوات الحكومية الأوكرانية طائرة مسيرة من طراز بيرقدار تي.بي2 في لضرب موقع يسيطر عليه الانفصاليون الموالون لموسكو

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد صرح يوم الجمعة إن "بلاده تستخدم الطائرات المسيرة الهجومية تركية الصنع، في الصراع بمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا دفاعًا عن النفس وأنها لا تنتهك أي اتفاقات"، وقال زيلينسكي في تصريحات نُشرت على موقع الرئاسة الأوكرانية على الإنترنت "عندما يشعر الجيش الأوكراني بالحاجة إلى الدفاع عن أرضه يفعل ذلك".

اقرأ/ي أيضًا: ما هي مجموعة العشرين؟

ونشرت وزارة الدفاع الأوكرانية الثلاثاء الماضي مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف فيه طائرة مسيّرة تابعة للجيش الأوكراني من طراز "بيرقدار تي بي 2" التركية مدفعًا لقوات دفاع جمهورية دونيتسك الانفصالية.

واتهمت روسيا أوكرانيا بزعزعة الوضع بعد أن استخدمت القوات الحكومية الأوكرانية طائرة مسيرة من طراز بيرقدار تي.بي2 في لضرب موقع يسيطر عليه الانفصاليون الموالون لموسكو.

وكانت الرئاسة الروسية قد دعت تركيا سابقًا إلى عدم تصدير طائرات مسيرة إلى أوكرانيا، ورأت أن مخاوفها قد تحققت، وأن استخدام الطائرة المسيرة بيرقدار سيؤثر سلبًا على الوضع في الإقليم الذي يسيطر عليه الموالون لها.

من جانبها انتقدت ألمانيا استخدام أوكرانيا للبيرقدار وعبرت عن قلقها إزاء الضربة التي شنتها الطائرة الأوكرانية من دون طيار، ما أدى إلى توترات دبلوماسية مع كييف التي أكدت حقها في الدفاع عن النفس.

في حين أشارت فرنسا على لسان المتحدثة باسم وزارة خارجيتها كلير لوجاندر خلال موجز صحفي عقد الخميس الماضي بأن "باريس قلقة من تكثيف الأعمال القتالية في منطقة دونباس بما يشمل استخدام الأسلحة الثقيلة المحرمة بموجب اتفاقات مينسك". وأعربت المتحدثة عن "قلق فرنسا بشكل خاص إزاء إعلان هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني الثلاثاء الماضي عن شن هجوم استهدف مدفعًا في دونباس باستخدام طائرة مسيرة من طراز بيرقدار تي بي 2"، مشددة على أن ذلك "يتناقض مع الإجراءات الخاصة بدعم نظام وقف إطلاق النار التي دخلت حيز التنفيذ أواخر يوليو/تموز 2020". وأكدت المتحدثة أن "فرنسا بالتعاون مع ألمانيا تواصل جهودها ضمن إطار رباعية النورماندي بغية تطبيق اتفاقات مينسك بالكامل لكونها الأساس المتفق عليه الوحيد لتسوية النزاع في دونباس بشكل مستدام"، داعية "طرفي النزاع إلى ضبط النفس وخفض التصعيد".

ويشهد شرقيّ أوكرانيا منذ العام 2014 نزاعًا مسلحًا دمويًا أدّى إلى سقوط أكثر من 13 ألف قتيل بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، وعقدت هدنة على نطاق واسع في عام 2020، لكن استؤنفت الأعمال العدائية هذا العام حيث قُتل ما لا يقل عن 57 جنديًا أوكرانيًا و40 مقاتلاً انفصاليًا.