15-يوليو-2023
بعد أكثر من شهر على انطلاق، الهجوم المضاد الأوكراني لا يتقدم (GETTY)

لم يحقق الهجوم الأوكراني المضاد التوقعات العالية منه حتى الآن (GETTY)

مع استمرار الهجوم الأوكراني المضاد في شرق وجنوب أوكرانيا، أقرت الرئاسة الأوكرانية على لسان رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك، أمس الجمعة، أن "الهجوم المضاد لا يحرز تقدمًا سريعًا"، حيث تواجه القوات الأوكرانية، مقاومة شرسة من القوات الروسية، وهو ما كلفها خسائر في الأرواح والعتاد.

أقرت الرئاسة الأوكرانية على لسان رئيس الإدارة الرئاسية أندريه يرماك، أمس الجمعة، أن "الهجوم المضاد لا يحرز تقدمًا سريعًا"

تعثر الهجوم المضاد

وقال يرماك الذي يُعدّ الذارع الأيمن للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه "إذا رأينا أن أمرًا ما لا يسير على ما يرام فسنقول ذلك، ولا أحد يريد تضخيم الوضع"، مؤكدًا أن الحلفاء الغربيين "لا يمارسون ضغطًا على كييف"، موضحًا أن هنالك سؤال فقط: "كيف يمكننا أن نساعدكم؟".

وأكد يرماك أن "الجميع في العالم يدركون أنه يستحيل ممارسة ضغط على أوكرانيا".

تنا

وبخصوص المفاوضات، شدد رئيس الإدارة الاوكرانية على أن بلاده لن تتفاوض مع روسيا ما دامت قواتها موجودة على الأراضي الأوكرانية، قائلًا: "موقفنا واضح جدًا فحتى التفكير في هذه المفاوضات ليس ممكنًا، إلا بعد أن تغادر القوات الروسية أراضينا، والجميع يدركون أننا لن نتحدث إلى الروس قبل حصول هذا الأمر".

وبعد أكثر من شهر على انطلاق الهجوم الأوكراني المضاد، يبدو أن النتائج أدنى بكثير من التوقعات، في حين تعلن روسيا عن إفشالها الهجوم المضاد، وتدميرها يوميًا لدبابات ومعدات غربية، وقتلها المئات من الجنود الأوكرانيين.

اعترف يرماك يتعثر الهجوم المضاد

تضارب المعلومات

على الصعيد الميداني، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها دمرت مراكز تحكم للجيش الأوكراني، ومستودعًا للوقود في مقاطعتي دونيتسك وزاباروجيا، وأضاف المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن "القوات الروسية صدت خلال يوم واحد فقط 16 هجومًا للقوات الأوكرانية في محور دونيتسك".

إلى ذلك، ذكر موقع "ريبار" العسكري الروسي، أن "القوات الروسية تواصل توسيع نطاق سيطرتها على محور باخموت الجنوبي"، وأفاد الموقع بأن "القوات الروسية تقدمت على مقربة من حدود مقاطعة خاركيف خلال هجوم مضاد شنته على مواقع الجيش الأوكراني".

وتتضارب هذه الأنباء مع تصريحات القادة العسكريين الأوكرانيين، التي تتحدث عن تقدم قواتهم على جبهة باخموت، وصد الهجمات الروسية على محوري دونيتسك وخاركيف.

وأكد المتحدث باسم هيئة الأركان العامة في أوكرانيا أندريه كوفاليف، أن قوات بلاده "حققت تقدمًا في محيط مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك"، وأضاف أن "القوات الأوكرانية صدت جميع محاولات التقدم التي نفذتها القوات الروسية في مقاطعتي خاركيف ودونيتسك".

كما نشرت القوات البرية الأوكرانية تسجيلًا مصورًا، يظهر استهداف آليات عسكرية روسية، على جبهات القتال.

من جهتها، قالت القوات الجوية الأوكرانية، إنها أسقطت 16 مُسيّرة من أصل 17 أطلقتها القوات الروسية على جنوب شرقي البلاد الخميس، بالإضافة لإسقاط 3 طائرات مُسيّرة روسية في منطقة خيرسون.

على الميدان تتضارب المعلومات العسكرية

استلام جثث

إلى ذلك، أعلنت السلطات الأوكرانية، أمس الجمعة، عن استلامها جثث 64 جنديًّا أوكرانيًّا سقطوا خلال المعارك في مدينة ماريوبول جنوب شرقي البلاد.

يذكر أن مدينة ماريوبول الأوكرانية شهدت معارك صعبة مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، استمرت لثلاثة أشهر، قبل أن تسقط المدينة في يد القوات الروسية بعد تدمير أجزاء كبيرة منها.

تسليم ذخائر عنقودية

في سياق متصل، نقلت شبكة "CNN" عن مسؤول أمريكي قوله: إن "الذخائر العنقودية دخلت سريعًا إلى أوكرانيا، لأنها كانت موجودة بالفعل في أوروبا".

وأكد مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي جنرال دوغلاس سيمز، الخميس، خلال مؤتمر صحفي، أن "هناك ذخائر عنقودية في أوكرانيا في هذا الوقت"، وأضاف سيمز، أن "أوكرانيا ليس لديها أي مصلحة في استخدام الذخائر العنقودية في أي مكان بالقرب من السكان المدنيين، على خلاف الروس"، وتابع "لقد استخدم الروس هذه الأسلحة ضد المدنيين في المجتمعات المدنية، وهو اختلاف كبير عما ينوي الأوكرانيون فعله"، موضحًا: "تعتزم أوكرانيا استخدام الذخائر العنقودية في البيئة التكتيكية، ضد الروس، وليس ضد المدنيين"، وفق تعبيره.

بدوره، أكد قائد عسكري أوكراني، بأن الذخائر وصلت بعد أسبوع من إعلان الولايات المتحدة عزمها إرسالها في إطار حزمة مساعدات أمنية قيمتها 800 مليون دولار.

أما روسيا فقد استنكرت هذه الخطوة، وحذر وزير دفاعها سيرغي شويغو، الخميس، من أن بلاده قد تلجأ إلى "نشر أسلحة مماثلة إذا استخدمتها أوكرانيا"، وأضاف شويغو أن "روسيا تمتلك ذخائر عنقودية، لكنها امتنعت حتى الآن عن استخدامها في حملتها العسكرية".

مساعدات عسكرية ألمانية

من جهته،  تعهد المستشار الألماني أولاف شولتز، أمس الجمعة، بتقديم دعم عسكري لأوكرانيا بقيمة 17 مليار يورو حتى عام 2027 لمساعدتها في صد الجيش الروسي.

وقال شولتز، إن ألمانيا تعتبر ثاني أكبر مساهم  في المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، وأضاف "قدرنا أنه منذ بداية الحرب في شباط/ فبراير 2022 وحتى عام 2027 سننفق على الأرجح 17 مليار يورو على شحنات أسلحة إلى أوكرانيا آتية من ألمانيا أو تمولها ألمانيا".

تعهد المستشار الألماني بزيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا

ونشرت الحكومة الألمانية وثيقة، الأربعاء، حددت فيها المساعدات العسكرية لأوكرانيا بأنها 2 مليار يورو من عام 2022، و 5.4 مليار يورو هذا العام، ونحو 10.5 مليار يورو حتى عام 2027.

ويأتي هذا الدعم من مخزونات الجيش الألماني، ولكن أيضًا من معدات تسلمها شركات مصنعة أحيانًا بالتعاون مع شركاء آخرين.
وخلال قمة قادة دول حلف شمال الأطلسي التي عقدت الثلاثاء الماضي في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، تعهدت ألمانيا بتسليم أسلحة جديدة إلى أوكرانيا بقيمة 700 مليون يورو، وجاء الإعلان بعد شهرين فقط من تعهد سابق بتقديم مساعدات بقيمة 2.7 مليار يورو .

زكي وزكية الصناعي

ومنذ أشهر، كثفت ألمانيا من جهودها في مجال تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث أرسلت دبابات من طراز "ليوبارد"، وأنظمة دفاع جوي، وذخائر، تستخدمها القوات الأوكرانية في هجومها المضاد.