19-فبراير-2022

تطورات متسارعة على الأرض في أوكرانيا (نيويورك تايمز)

الترا صوت – فريق التحرير

أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي قد أمر، بحضور رئيس بيلاروسيا، ببدء تدريبات استراتيجية نووية تشمل إطلاق صواريخ باليستية ومجنحة أطلق عليها تمرين الردع الاستراتيجي. وأشار البيان الصادر عن الكرملين أنه "شاركت في المناورات القوات الجوية وقوات من المنطقة العسكرية الجنوبية، وأسطول البحر الشمالي والبحر الأسود".

أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي قد أمر، بحضور رئيس بيلاروسيا، ببدء تدريبات استراتيجية نووية تشمل إطلاق صواريخ باليستية ومجنحة

وأطلقت القوات الجوية الفضائية بنجاح صواريخ كينجال التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، كما أطلقت سفن وغواصات أساطيل البحر الشمالي والبحر الأسود صواريخ كاليبر كروز وصواريخ تريسكون التي تفوق سرعتها سرعة الصوت على أهداف بحرية وبرية. وأضاف البيان أنه في منطقة أستراخان "تم إطلاق عملي لصاروخ كروز الأرضي إسكندر"، كما أن "الغواصة النووية كاريليا أطلقت الصاروخ الباليستي سينيفا العابر للقارات خلال المناورات، وأطلقنا صاروخ يارس الباليستي الاستراتيجي العابر للقارات خلال المناورات الاستراتيجية"، حيث إن "جميع الصواريخ أصابت أهدافها بنجاح".

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس أن أسطولا البحرين الأسود والشمال سيجريان مناورات بإشراف الرئيس فلاديمير بوتين لتجريب صواريخ باليستية وكروز، وأكدت الوزارة أن مناورات الردع الاستراتيجي مخطط لها وتهدف إلى اختبار السفن وناقلات الصواريخ الاستراتيجية. وقالت وزارة الدفاع  إن "القوات الجوية وقوات ووسائل المنطقة العسكرية الجنوبية وقوات الصواريخ الاستراتيجية وأسطول البحر الشمالي والبحر الأسود تشارك في المناورات".

تهديدات غربية

في التطورات السياسية هدّدت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بتعزيز قوات شمال حلف الأطلسي في أوروبا الشرقية إذا غزت روسيا أوكرانيا، وذلك بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية وفورية ضد موسكو. وقالت نائبة الرئيس الأمريكي في كلمة ألقتها خلال مؤتمر ميونخ للأمن "لن نتوقف عند الإجراءات الاقتصادية بل سنعزز قوة حلفائنا في الناتو في الجانب الشرقي، في حال حصل غزو".

بدورها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "أننا نواجه محاولة لإعادة كتابة قواعد النظام العالمي"، مشيرة إلى أن "روسيا تحاول تقويض الأمن الأوروبي بكامله". ووجهت رئيسة المفوضية الأوروبية تحذيرًا صارمًا إلى روسيا بفرض "عقوبات اقتصادية باهظة الثمن في حال تم غزو أوكرانيا"، وتابعت أن هناك "خططًا جاهزة لفرض عقوبات واسعة النطاق على روسيا".

وبخصوص التحذيرات من أزمة في توريد الطاقة إلى الدول الأوروبية في حال اندلاع الحرب، أكدت دير لاين أنه "يجب علينا تنويع مصادر الطاقة وتواصلنا مع شركاء في جميع أنحاء العالم لضمان التوريد"، وأشارت إلى وجود "خيارات تتيح الحصول على مصادر بديلة للطاقة للدول الأوروبية". هذا وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن "روسيا حشدت قوات كبيرة على الحدود الأوكرانية، ونحن نواجه خطر أزمة حقيقية"، معتبرًا أن "موسكو تسعى لزيادة تأثيرها وتحاول منع الناتو من الدفاع عن نفسه وزيادة عدد أعضائه". وتابع نحن "لا نهدد روسيا أو أي طرف آخر ولا يمكن وجود أمن قوي في أوروبا دون حلف شمال الأطلسي"، لكنه في المقابل شدد على أن "الوقت ليس متأخرًا أمام روسيا من أجل التراجع عن الحرب واختيار المسار السياسي"، مؤكدًا أن الحلف "جاهز للانخراط السياسي مع روسيا". وأشتر إلى أنهم قدموا مقترحات مكتوبة لروسيا لتفادي أي صدام عسكري، وأن الحلف جاهز للحوار، داعيًا "روسيا إلى تحويل أقوالها إلى أفعال وسحب قواتها من الحدود الأوكرانية".

الرئيس الأوكراني إلى ألمانيا

إلى ذلك أعلن مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أنه غادر اليوم السبت إلى ألمانيا للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن، وأشار بيان صادر عن مكتب الرئيس أنه "سيلتقي مع المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات المالية الدولية وشركاء وأصدقاء آخرين لأوكرانيا". وأضاف البيان أنه من المتوقع أن "تتوج الزيارة بإبرام اتفاقات على تقديم المزيد من المساعدات العسكرية والمالية إلى كييف بغية زيادة قدرة أوكرانيا على الصمود". وتابع أن "الرئيس سيعود إلى كييف في نهاية اليوم".

كما جاء في البيان أن "الاستخبارات الأوكرانية تحلل الوضع عند خطوط التماس في منطقة دونباس وفي شبه جزيرة القرم وقرب حدود أوكرانيا وتتبادل بياناتها مع الشركاء، خصوصًا فيما يخص تنقلات القوات الروسية قرب حدود البلاد". وأردف البيان أن "الوضع في شرق البلاد تحت السيطرة التامة لقوات الأمن والدفاع الأوكرانية".

تطورات متسارعة

يأتي هذا التصريح في وقت تسارعت فيه التطورات الميدانية شرق أوكرانيا، فقد أعلنت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتان التعبئة العامة وبدء إجلاء المدنيين إلى روسيا. وأعلن رئيس إقليم دونيتسك دينيس بوشلين في بيان التعبئة العامة، داعيًا جنود الاحتياط للحضور إلى مكاتب التجنيد العسكرية، وقال بوشلين "أحث المواطنين الموجودين في الاحتياط على إبلاغ مكاتب التجنيد العسكري. لقد وقعت اليوم مرسومًا بالتعبئة العامة"، وأضاف "سوف نحمي دونباس وكل الشعب الروسي".

بدوره أعلن زعيم إقليم لوغانسك ليونيد باشنيك في منشور على الإنترنت التعبئة العامة في الإقليم. ويتضمن مرسوم التعبئة العامة لانفصاليي شرق أوكرانيا منع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 55 عامًا من السفر خارج الإقليم، فيما أكدت سلطات دونيتسك الانفصالية أن أكثر من 6600 مدني جرى إجلاؤهم إلى روسيا، بينما أوفد الرئيس الروسي وزير الطوارئ للإشراف على عمليات استقبال أهالي الإقليم الفارين من أعمال العنف، حيث أشارت وزارة الطوارئ الروسية أن سبع مناطق في الاتحاد الروسي ستستقبلهم.

وقالت وكالة "تاس" إن "روسيا أعلنت حالة الطوارئ في مدينة روستوف الحدودية، بعد إجلاء أكثر من 10 آلاف مدني من منطقة دونباس". ونقلت الوكالة عن مصادر حكومية في المدينة أن "أكثر من 10 آلاف شخص عبروا الحدود الروسية، بينهم أكثر من 4 آلاف مواطن روسي، وحوالي 6 آلاف مواطن أوكراني، و23 من مواطني دول أخرى، مع توقعات بوصول العدد اليوم إلى 25 ألفًا".

Amid Ukraine Tensions, Russia Launches Ballistic Missiles In Exercises

هذا وأكد زعيم الانفصاليين بدونباس دينيس بوشلين أن الوضع على خط التماس في دونيتسك حرج والجيش الأوكراني يقصف البنية التحتية المدنية، محذرًا من أن قوات الحكومة الأوكرانية أنهت استعداداتها لشن هجوم واسع النطاق في دونباس. من جانبها أبلغت القوات المسلحة الاوكرانية في بيان لها اليوم السبت عن 66 تبادلًا لإطلاق النار، وأفاد البيان بأن "المتمردين استخدموا قذائف هاون عيار 82 و120 مليمترًا المحظورة في بلدات ممتدة عبر الجبهة بمنطقتَي لوغانسك ودونيتسك شرق أوكرانيا"، وأكد البيان أن "القوات المسلحة تسيطر على الوضع وتواصل تأدية مهمتها لصد العدوان المسلح لروسيا واحتوائه".

وأعلن الجيش الأوكراني عن مقتل أحد جنوده  اليوم السبت خلال مواجهات مع الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وقالت القيادة العسكرية المشتركة لشرق أوكرانيا "نتيجة قصف مدفعي أصيب جندي أوكراني بجروح قاتلة بسبب شظايا". وتحدثت المخابرات الأوكرانية أن لديها معلومات عن لجوء المخابرات الروسية إلى زرع ألغام في مرافق البنية التحتية في دونيتسك لخلق ذرائع لاتهام أوكرانيا بارتكاب أعمال إرهابية، وحثت المخابرات الأوكرانية سكان الإقليم على عدم مغادرة منازلهم وعدم استخدام وسائل النقل العام.

كما قال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن "بلاده لن تحرر أراضيها المحتلة بالوسائل العسكرية، لأن ذلك سيوقع خسائر كبيرة بين السكان المدنيين"، متهمًا "المسلحين الروس بمحاولة استفزاز قوات بلاده المسلحة"، نافيًا تورط الجيش الأوكراني في التصعيد في دونباس. إلى ذلك صرح وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أمس الجمعة أمام البرلمان الأوكراني أن احتمال حدوث تصعيد كبير في الصراع  مع روسيا منخفض، وأضاف أن "أجهزة المخابرات لدينا تتوقع كل خطوة يمكن أن تشكل تهديدًا محتملًا لأوكرانيا. تقديراتنا تشير إلى أن احتمال حدوث تصعيد على نطاق واسع منخفض"، إلا أنه أشار أن "روسيا حشدت نحو 149 ألف جندي قرب أوكرانيا ومن المتوقع وصول عدة آلاف آخرين في المستقبل القريب".

وأمس أعلن زعيم الانفصاليين في دونيتسك دينيس بوشلين عن إجلاء  النساء والأطفال وكبار السن نحو روسيا بسبب تدهور الأوضاع. وفي كلمة مصورة قال بوشلين إنه "اعتبارًا من 18شباط/ فبراير تم تنظيم إجلاء جماعي ومركزي للسكان إلى الاتحاد الروسي، أولاً  النساء والأطفال وكبار السن"، وأضاف "وفقًا لاتفاق مع روسيا الاتحادية في منطقة روستوف، فإن الأماكن جاهزة لإيواء المواطنين، وسيتم تزويد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بكل ما هو ضروري"، مؤكدًا أن "الرئيس الأوكراني سيصدر قريبًا أوامره بشن هجوم عسكري على إقليم دونباس".

كما أعلن زعيم الانفصاليين في إقليم لوغانسك لوينيد باشنيك في بيان مصور عن إجلاء كافة المدنيين من الإقليم إلى الأراضي الروسية. وبحسب وكالة انترفاكس الروسية نقلًا عن مصادرها في دونيتسك ستشمل عملية إجلاء المدنيين من دونباس إلى الأراضي الروسية الآلاف الأشخاص.

وكانت القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا قد تبادلوا القصف المدفعي في إقليم دونباس شرق البلاد الخميس الجمعة. وقال الجيش الأوكراني في بيان إنه سجل 60 خرقًا لوقف إطلاق النار من قبل الانفصاليين خلال الساعات الـ 24 الماضية، وإن 38 منها تمت باستخدام أسلحة محظورة وفقًا لاتفاقية مينسك، ما أدى إلى وقوع  إصابات بين المدنيين.

President Volodymyr Zelensky, front right, attending a military drill in northern Ukraine on Wednesday.

 ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هجمات الانفصاليين بأنها استفزاز كبير، وأشار إلى أن الجيش في تقريره تحدث عن قيام الانفصاليين بإطلاق النار على أكثر من عشرة تجمعات سكنية مستخدمين المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون ودبابة، وكتب على تويتر "قصف روضة أطفال في ستانتسيا لوهانسكا من قبل القوات الموالية لروسيا هو استفزاز كبير، من المهم أن يظل الدبلوماسيون ومراقبو منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، وستشكل أنشطة المراقبة التي يقومون بها رادعًا إضافيًا. نحن بحاجة إلى آلية فعالة لتسجيل جميع انتهاكات وقف إطلاق النار".

هذا وأقر رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الأوكرانية  فاليري زالوجني بوجود خطط لإجلاء المدنيين من المناطق التي يحتلها الانفصاليون الموالون لموسكو، لاسيما في دونتيسك وذلك خوفًا عليهم من إبادة عرقية محتملة. في المقابل قالت وسائل إعلام روسية إن قوات الانفصاليين تعرضت لقصف بالمدفعية من القوات الأوكرانية، وأفادت وكالة انترفاكس أن القصف استهدف قرية بتريفسكي في المنطقة الانفصالية.

ويتهم الانفصاليون الجيش الأوكراني بخرق اتفاق وقف النار في دونباس، ووصفوا قصف مواقعهم على خط التماس بأنه الأعنف منذ شهور. هذا وحذر الكرملين من خطورة المستجدات الأخيرة حول منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين الجمعة إن "ما يجري في دونباس حاليًا هي أخبار مقلقة جدًا تستدعي بالغ قلقتا، ومن شأن هذه التطورات أن تشكل خطرًا كبيرًا". وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين ناقش مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي تطورات الوضع حول أوكرانيا ورد موسكو على اقتراحات الولايات المتحدة وحلف الناتو بشأن مبادرة الضمانات الأمنية".

وكان مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أكدوا أنهم سجلوا بالفعل 80 انتهاكًا لوقف إطلاق النار عبر الخط الفاصل بين الجانبين حتى صباح الجمعة. وبحسب وكالة رويترز للأنباء فقد قدمت أوكرانيا والانفصاليين المدعومين من روسيا روايتين متناقضتين عن القصف، لكن بحسب الوكالة لم يتسن التأكد بشكل جازم عن تفاصيل ما جرى عبر مصدر مستقل. لكن التقارير الواردة من كلا الجانبين أشارت إلى شيء أشد خطورة من مجرد حوادث انتهاك وقف إطلاق النار التي ترد تقارير عنها بشكل معتاد على خط التماس في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.

وفي تطور لافت أعلنت السفارة الأمريكية لدى روسيا أن السلطات الروسية قامت بطرد نائب رئيس البعثة الأمريكية بموسكو بارت غورمان رغم أن تأشيرته لا تزال سارية. واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الخطوة الروسية غير مبررة وتصعيدية وأشارت إلى أنها  تدرس الرد عليها، ودعت الوزارة  موسكو إلى وقف طرد الدبلوماسيين على أسس واهية، وأكدت أن واشنطن في حاجة ملحة إلى وجود الطاقم الدبلوماسي المناسب لتسهيل التواصل مع موسكو.

من جهتها أوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن "قرارها إلزام نائب السفير الأمريكي لدى موسكو بارت غورمان بمغادرة البلاد يمثل ردًا على طرد الولايات المتحدة غير المبرر لدبلوماسي روسي". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان للوزارة "نود توضيح الوضع المتعلق بمغادرة نائب السفير الأمريكي بارت غورمان التي يتم عرضها في بعض وسائل الإعلام كتصعيد متعمد من قبل الطرف الروسي". وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية "تم في الحقيقة التوجيه للدبلوماسي الأمريكي بمغادرة روسيا، لكن فقط في إطار الرد على الطرد غير المبرر للمستشار المبعوث بسفارتنا في واشنطن بصرف النظر عن صفته كأحد موظفي الإدارة". وتابعت "أكثر من ذلك، تجاهلت وزارة الخارجية الأمريكية بشكل سافر طلبنا تمديد فترة وجوده حتى وصول خلفه على الأقل، ونتيجة ذلك أجبر على المغادرة دون أن يتم استبداله، الأمر الذي زاد النقص الحرج في الكوادر بالبعثة الدبلوماسية الروسية والذي نجم عن حرب التأشيرات التي أشعلتها الولايات المتحدة".

وشددت زاخاروفا على عدم نية روسيا "التسامح مع النهج التمييزي فيما يخص المبادرات الخاصة بتطبيع عمل البعثات الدبلوماسية"، وأكدت أن الطرف الأمريكي رفض كل المقترحات الروسية لتجميد عمليات طرد الدبلوماسيين على أساس متبادل.

Ukrainian soldiers at a front line position in Schastia, eastern Ukraine, this month.

سيناريو كارثي

في السياق عرض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سيناريو كارثيًا لهجوم روسي على أوكرانيا تؤكد واشنطن أنّه وشيك، بالمقابل حث روسيا على "التخلّي عن مسار الحرب". وقال بلينكن  خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي جرت الخميس في نيويورك "أنا هنا  ليس لبدء حرب بل لتجنّب اندلاعها"، وأضاف "لا أشك في أنّ الردّ على تصريحاتي اليوم هنا سيكون مزيدًا من الإنكار من جانب الحكومة الروسية". وتابع بلينكن "تستطيع الحكومة الروسية أن تعلن اليوم أنّ روسيا لن تجتاح أوكرانيا، أن تقول ذلك بوضوح أمام العالم أجمع، ثمّ تعمد إلى إثبات ذلك عبر إعادة جنودها ودباباتها وطائراتها إلى ثكناتهم ومخازن السلاح، وعبر إرسال دبلوماسييها إلى طاولة المفاوضات". وحذر الوزير الأمريكي من أنه "في الأيام التالية سيتذكر العالم هذا الالتزام أو رفض القيام بذلك".

وبحسب السيناريو الذي تتوقعه واشنطن فإن موسكو ستعمد إلى تلفيق ذريعة لهجومها وذلك حسب السيناريوهات التالية "حدث عنيف ستنسبه روسيا إلى أوكرانيا أو هجوم تقول إنه إرهابي يستهدف روسيا أو اكتشاف مفبرك لمقبرة جماعية أو هجوم بطائرة بدون طيار على مدنيين، أو هجوم مزيف، أو حتى حقيقي بسلاح كيميائي".

وحذّر الوزير الأمريكي من أن "روسيا يمكن أن تعتبر هذا الأمر تطهيرًا عرقيًا أو إبادة جماعية"، مشيرًا إلى أنّ "تلك الادعاءات الكاذبة كثرت من خلال وسائل الإعلام الحكومية الروسية في الأيام الأخيرة الماضية وآخرها يوم الخميس". ورسم الوزير الأمريكي الخطوة التالية من خلال إعلان الحكومة الروسية أنّه يجب على موسكو أن "تدافع عن المواطنين الروس أو السكّان الناطقين بالروسية في أوكرانيا، وبعدها سيبدأ الهجوم".

وعن مسار هذا الهجوم المتوقع قال بلينكن إن "صواريخ وقنابل روسية ستسقط على أوكرانيا، وسيتم قطع الاتصالات، وستشلّ هجمات إلكترونية المؤسسات الأوكرانية الرئيسية"، وتابع "بعد ذلك ستتقدّم دبابات وجنود روس  للهجوم على أهداف رئيسية يتم تحديدها مسبقًا بما في ذلك العاصمة كييف". وأكّد وزير الخارجية الأمريكية أنّ "لدى إدارته معلومات تشير إلى أنّ روسيا ستستهدف مجموعات محدّدة من الأوكرانيين".

وقال بلينكن إنّ هذا السيناريو "يُطبّق منذ الآن، مع تحرّك روسيا نحو الحرب وتجديدها التهديد بعمل عسكري". وأشار الوزير الأمريكي إلى أنّه "يتفهّم شكوك أولئك الذين يتذكّرون الأخطاء التي ارتكبتها الاستخبارات الأمريكية في الماضي"، مؤكدًا أنّه يريد أن "يكشف عن أكبر قدر من التفاصيل على أمل أنّه من خلال مشاركتها مع العالم فإنّ ذلك سيدفع روسيا للتخلّي عن طريق الحرب".

Wall Street analysts share hedging tactics as Russia-Ukraine tensions mount

وردّاً على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي في مجلس الأمن، ندّد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرتشينين بتلك السيناريوهات التي طرحتها الإدارة الأمريكية، معتبرًا ذلك "مخيبًا للآمال  للغاية". ووصف نائب وزير الخارجية الروسي الاتهامات الأمريكية بنية روسيا غزو أوكرانيا بالمفبركة، داعيًا "الدول الغربية إلى وقف الهستيريا بشأن نوايا روسيا في المنطقة".

بحسب السيناريو الذي تتوقعه واشنطن فإن موسكو ستعمد إلى تلفيق ذريعة لهجومها وذلك حسب السيناريوهات التالية "حدث عنيف ستنسبه روسيا إلى أوكرانيا أو هجوم تقول إنه إرهابي يستهدف روسيا"

واستنكر الدبلوماسي الروسي حديث الوزير الأمريكي مشيرًا إلى أنّها "لا تؤدي سوى إلى زيادة منسوب التوتر"، كما أعرب فيرتشينين عن "أسفه العميق لأن تصريحات موسكو لم تؤخذ في الحسبان"، مؤكّدًا "نحن مستعدّون لإجراء حوار جاد جدًا، وليس لحوار صوري".