12-فبراير-2022

رفعت واشنطن من درجة الخطر بشأن أوكرانيا (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

من المنتظر أن يشهد اليوم السبت مكالمة هاتفية حاسمة بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين تسبقها مكالمة بين وزيريْ خارجية البلدين، وذلك ضمن مساعي اللحظة الأخيرة لمنع روسيا من غزو جارتها أوكرانيا. وفي الأثناء يعزز الناتو وجوده شرقي أوروبا، فيما تقوم عدة دول بسحب بعثاتها وجالياتها من أوكرانيا حيث طلب الاتحاد الأوروبي من دبلوماسييه مغادرة البلاد. وتستعد الولايات المتحدة لإخلاء سفارتها في كييف بالتزامن أيضا مع بدء الدبلوماسيين الروس مغادرة أوكرانيا، في مؤشرات تدلّ على اقتراب نشوب الحرب وتراجع حظوظ تسوية النزاع سلميًا.

رفعت الولايات المتحدة من درجة الخطر  فيما يتعلّق بالأزمة الأوكرانية، وذلك بعد مطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمريكيين المقيمين في أوكرانيا بالمغادرة فورًا

واشنطن تتحدث عن غزو وشيك وتلوّح بإمكانية حرب عالمية

رفعت الولايات المتحدة من درجة الخطر  فيما يتعلّق بالأزمة الأوكرانية، وذلك بعد مطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمريكيين المقيمين في أوكرانيا بالمغادرة فورًا، إلى جانب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التي أعلن فيها أن روسيا أرسلت المزيد من القوات إلى حدودها مع أوكرانيا وأنها قد تغزو جارتها خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقامة حاليًا في بكين.

اقرأ/ي أيضًا: الأزمة الأوكرانية... حراك دبلوماسي مكثّف بالتزامن مع استعدادات عسكرية

وفي التفاصيل نقل موقع صحيفة بزنس إنسايدر عن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحذيرًا موجّهًا للأمريكيين المقيمين في أوكرانيا قال فيه إن الولايات المتحدة "لن ترسل قوات لإنقاذ المواطنين الأمريكيين المتبقين في أوكرانيا إذا هاجمتها روسيا". وبرّر بايدن تحذيره بالقول "ليس الأمر كأننا نتعامل مع منظمة إرهابية، نحن نتعامل مع واحد من أكبر الجيوش في العالم. إنه وضع مختلف للغاية ويمكن أن تسوء الأمور بسرعة".

وأضاف "أنه لا يوجد سيناريو يمكن من خلاله إرسال قوات لإنقاذ الأمريكيين الفارّين إذا شنّت روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا"، مشيرًا إلى خطر انجرار عسكريين أمريكيين وروس إلى الصراع، معتبرًا أن أي صدام عسكري بين الروس والأمريكان يعني حربًا عالمية ثالثة، مؤكّدا القول "نحن في عالم مختلف تمامًا عما كنّا عليه في أي وقت مضى".

بايدن لم يفوت الفرصة كالعادة في التلويح بالعصا لنظيره الروسي فلاديمير بوتين قائلًا إنه إذا كان "أحمقًا بما يكفي للدخول إلى أوكرانيا"، فإنه يعتقد أن الرئيس الروسي "ذكي بما يكفي لعدم القيام بأي شيء يمكن أن يؤثر سلبًا على المواطنين الأمريكيين"، على حد تعبيره، مجددًا تحذيره لبوتين من العواقب التي قد تترتب على ذلك إذا تأثر الأمريكيون سلبًا بغارة روسية على أوكرانيا.

An advert using the image of a soldier on a street in Kyiv this week

وكان بايدن قد اكتفى في الأسبوع الماضي بالقول إنه سيكون من "الحكمة" أن يغادر المواطنون الأمريكيون في أوكرانيا البلاد، قبل أن يظهر بتصريحاته الأخيرة التي تعدّ مؤشّرًا خطيرًا حسب المتابعين على تأزم الوضع وفشل زيارة ماكرون إلى موسكو ولقائه ببوتين في التوصّل إلى صيغة للحل تُجنّب المنطقة الدخول في أتون حرب جديدة قد تكون أسوأ من سابقاتها بسبب التهديدات الغربية بالرد الحاسم على أي اجتياح عسكري روسي لأوكرانيا.

في ذات السياق نشرت وزارة الخارجية  الأمريكية منشورًا  أكّدت فيه تصريحات بايدن بالقول إنها "لن تقدر على إجلاء المواطنين الأمريكيين عند وقوع عمل عسكري روسي في أي مكان في أوكرانيا"، وأن الخدمات القنصلية العادية المطروحة على ذمة الأمريكيين الذين يحاولون مغادرة البلاد ستتأثر بشدة.

أما  وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن  فقد كشف في تصريحات جديدة له أن روسيا أرسلت المزيد من القوات إلى حدودها مع أوكرانيا، معتبرًا أن موسكو قد تغزو جارتها خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقامة في الصين حاليًا. كما أعلن بلينكن أن وزارته تواصل "خفض" عدد الموظفين في سفارتها في أوكرانيا. وجاءت تصريحات بلينكن على هامش لقائه بنظرائه في تحالف "الحوار الأمني الرباعي" الأسترالي والهندي والياباني (كواد) في ملبورن.

مغادرة الدبلوماسيين

طلب الاتحاد الأوروبي من موظفيه الدبلوماسيين مغادرة أوكرانيا، باستثناء الذين لهم أولوية قصوى بحسب ما جاء في بيان للاتحاد نقلته الأناضول. وكان موقع بوليتيكو الإخباري قد أفاد أن رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى أوكرانيا السفير ماتي ماسيكاس، بعث رسالة إلكترونية إلى الموظفين الدبلوماسيين في البلاد جاء فيها: "أريد أن يغادر جميع الموظفين الأجانب أوكرانيا في أقرب وقت، باستثناء أولئك الذين لهم أولوية قصوى".

وشهدت الساعات القليلة الماضية طلب عدة دول، بينها بريطانيا والولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، من بعثاتها وجالياتها مغادرة أوكرانيا على الفور. واليوم السبت كشف مسؤولون أمريكيون أن بلادهم تستعد لإخلاء سفارتها في كييف، قبل حدوث غزو روسي بحسب ما نقلته وكالة أسوشييتد برس، ويتعلق الأمر بحوالي 200 شخص في السفارة سيغادرون البلاد أو سيتم نقلهم إلى أقصى غرب أوكرانيا قرب الحدود البولندية حتى تحتفظ الولايات المتحدة بوجود دبلوماسي في البلاد.

بدورهم يستعد الدبلوماسيون الروس لمغادرة أوكرانيا بحسب ما أفادت به مصادر روسية برّرت الخطوة بمغادرة البعثات الدبلوماسية الغربية والسير على ذات المنوال، وهو الأمر الذي يعتبره مراقبون غير مقنع وغير متناسق مع التأكيدات الروسية المستمرة على استبعاد خيار غزو أوكرانيا.

How suicide became the hidden toll of the war in Ukraine - BBC News

في سياق متصل، شاركت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين في اجتماع افتراضي عن بعد حول روسيا وأوكرانيا دعا إليه جو بايدن وحضره قادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وكندا ورومانيا وبولندا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، وناقش الاجتماع حسب بيان للمفوضية الرد على روسيا في حال وقوع هجوم على أوكرانيا وسبل التعاون في العقوبات الشديدة ضدها والتي ستشمل، حسب بيان المفوضية الأوروبية "تصدير منتجات التكنولوجيا العالية بجانب قطاعي المال والطاقة".

وعلى ذكر قطاع الطاقة أشار البيان إلى أن "الحلفاء" بالتوازي مع هذه الجهود، يعملون لتوفير إمدادات إضافية في حالة انقطاع شحنات الطاقة من روسيا. أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ستولتنبرغ فقال إن خطر الاشتباك في أوروبا "حقيقي"، مرحّبًا بالتعزيزات الدفاعية الإضافية من قبل الحلفاء إلى شرق أوروبا. وأشار إلى أن وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف سيناقشون الأسبوع القادم سبل تعزيز البنية الدفاعية للناتو.

وينتظر المتابعون للأزمة الأوكرانية بترقب شديد ما ستسفر عنه المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الأمريكي والروسي مساء اليوم السبت، والتي ستسبقها مكالمة أخرى بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بشأن الأزمة الأوكرانية.

يستعد الدبلوماسيون الروس لمغادرة أوكرانيا بحسب ما أفادت به مصادر روسية برّرت الخطوة بمغادرة البعثات الدبلوماسية الغربية والسير على ذات المنوال

وقال بلينكن إنه "سيؤكد خلال مكالمة اليوم مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، "وحدة وتصميم الحلفاء" في موقفهم من الوضع في أوكرانيا. مضيفًا أن الولايات المتحدة ما تزال ترى "مؤشرات مقلقة جدًا لتصعيد روسي، منها وصول قوات جديدة إلى حدود أوكرانيا". وجدد بلينكن تهديده بأن واشنطن وحلفاءها سيفرضون على وجه السرعة عقوبات اقتصادية قاسية على موسكو في حال "غزوها" لجارتها أوكرانيا.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ما الذي يهم تركيا في النزاع حول أوكرانيا؟