29-يوليو-2023
kjhhb

المسؤوليات تتضاعف لدى أمهات التوائم لتغدو الأم أشبه بأم خارقة تلبي احتياجات أكثر من طفل واحد. (GETTY)

لا يختلف اثنان على أن الأمومة من أعظم الأدوار التي قد تخوضها الأنثى في حياتها، ليس فقط لما تكتسبه من حب وعاطفة تجاه أطفالها، بل لما تكتسِبُه أيضًا من خبرات وتجارب خلال مرحلة الأمومة والطّفولة المبكرة، بَيد أنّ مثل هذه الصّعوبات قد تختلف من أم لأخرى باختلاف جاهزيتها وتحضيرها لهذه المرحلة.

ورغم أن الأمهات عادةً ما يواجهن بعض العَقَبات مع أطفالهنّ، إلا أن الأمر يختلف مع أمهات التوائم، فالمسؤوليات تتضاعف لتغدو الأم أشبه بأم خارقة تلبي احتياجات أكثر من طفل واحد.

فما الذي تحتاج أمهات التوائم لمعرفته من أجل التعامل مع الضّغوطات والصّعوبات التي يمررن بها؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذه المقالة.

صعوبات تواجه أمهات التوائم

لا يمكن لأحد أن يفهم الصّعوبات التي تواجهينها إلا إذا كان قد مر بنفس الظروف أو إن كان يعيشها معك في نفس الفترة، ولذلك يجب عليك أنتِ تحديد هذه الصّعوبات، وتوضيحها للآخرين حتى تستطيعي طلب المساعدة المناسبة في الوقت الصّحيح، ومن هذه الصّعوبات:

1- صعوبات الحمل

ستسمعين كثيرًا جملة "كم هي محظوظة! فقد أنجبتِ طفلين في حملٍ واحد". وصحيح أنّ هناك فوائد للحمل بتوائم، لكن هذا لا ينفي وجود الكثير من الآثار الجانبية والمضاعفات المحتملة، بالإضافة إلى المخاطر المتزايدة النّاتجة عن القلق والخوف والتّوتر. لهذا السّبب، يُعتبر الحمل من أصعب الأمور في إنجاب التّوائم، ولهذا السّبب أيضًا يجب عليكِ من البداية قراءة كل ما يتعلق بالتّوائم، من حملٍ وولادة ورضاعة وتربية ونوم.

ستسمعين كثيرًا جملة "كم هي محظوظة! فقد أنجبتِ طفلين في حملٍ واحد". وصحيح أنّ هناك فوائد للحمل بتوائم، لكن هذا لا ينفي وجود الكثير من الآثار الجانبية والمضاعفات المحتملة.

2- قلة النّوم

يتّفق معظم الآباء والأمهات على أنّ قلّة النّوم ربّما تكون أسوأ ما قد يحدث بعد ولادة التّوائم، فإنّ تعديل السّاعة البيولوجيّة لحديثي الولادة لا يمكن أن يكون قبل عمر 6 أسابيع، لذلك يجب على آباء التّوائم أن يكتفوا بدقائق من النّوم بدلًا من السّاعات، وأن يتعلموا كيفية التّعامل مع أكثر من طفل، فينصح الآباء بإبقاء الأطفال التوائم مستيقظين في الوقت نفسه ويبدأوا بتحضيرهم للنّوم في نفس الوقت أيضًا.

3- إيجاد الوقت للجلوس مع كل طفل على حدة

على الرّغم من صعوبة إيجاد وقت أو طرق للتّفاعل مع التّوائم بشكل فردي، إلّا أن ذلك يعد أمرًا بالغ الأهمية لتطوير هويّاتهم الفرديّة. من هنا يجب على الوالدين إيجاد وقت مخصص لكل طفل حتى وإن كان هذا الوقت قليلًا، ومن الجيد طلب المساعدة خلال هذه الفترة.

وعادة ما تكون القرارات صعبة والانتقادات كثيرة في كل قرار يتخذ بهدف تطوير شخصية كل طفل على حدة، فهل من المقبول أن يرتدوا نفس الملابس؟ هل نضعهم في نفس الفصل عندما يدخلون المدرسة؟ هل نشجّعهم على تكوين صداقات منفصلة؟ هذه التّساؤلات لا تنتهي، لذلك فإن تطوير شخصيات التوائم  يعد من أصعب الأمور.

4- الشّجار

يعتقد الجميع أنّ التّوائم هم أفضل رفقاء، ولكن يمكن لآباء التّوائم في كثير من الأحيان مشاركة جانب مختلف من القصة، إذ تبدأ المنافسة بين التّوائم بشكل مفاجئ في وقت مبكّر من حياتهم، ويمكن أن تصبح المُشاحنات شديدة وتستمر لفترة طويلة نسبيًا.

كما تُشكّل الحلقة المستمرة من التّحكيم بعد الشّجار عبئًا على الوالدين، لذلك ينصح الآباء بعدم التدخل بين التوائم إلّا في حال احتمال وقوع أذى لأي منهما.

منتا

5- العدل بين الأطفال

مع وجود طفلين في نفس العمر، هناك الكثير من الضّغوطات على الوالدين لضمان حصول أطفالهم على فرص متساوية في الوصول إلى الموارد والفرص، فما تُقدّمه لأحدهم ستُقدّمه للآخر بلا تردد، ولا تريد في الغالب منح أحدهما ميزة على الآخر.

لذلك يُمكن أن يصبح هذا الأمر مُجهدًا ومُرهقًا، ولكنك ستضمن في النّهاية أن يأخذ الجميع فرصًا مُتكافئة تُناسب قدراتهم واهتماماتهم.

7- الفوضى

الفوضى النّاتجة عن التّوائم تكون ضعف الفوضى الناتّجة عن طفل واحد، لذلك يجب أن يستعد الآباء لمواجهة نصيبهم من الكوارث، فهذه الأيدي الصّغيرة لها القدرة على إحداث فوضى هائلة في زمن قياسي، ولكن لا داعي للقلق، لأنّ هذه الأيدي نفسها، لها القدرة على ترتيب ما أحدثته، إذا استخدمنا طرقًا مُحببّة في إقناعهم.  

8- المواقف المُتزامنة

من أصعب الأمور لدى التّعامل مع التّوائم هو أنّه على الآباء التّعامل مع كل الأوقات الصّعبة بشكل خاص مع طفلين في وقت واحد، سواءً كانت هذه الأوقات جيّدة مثل أعياد الميلاد، واليوم الأول من المدرسة، وحفلة التّخرج وما إلى ذلك، أو كانت أوقاتًا صعبة مثل التّسنين والتّدريب على استخدام الحمام، والواجبات المنزليّة وسن البلوغ، لذلك يجب على الآباء تقسيم انتباههم بين كلا الطفلين، والتّفريق في حلهم للمشاكل وفقًا لشخصية كل طفل، من أجل إيجاد حلول فردية تتناسب مع كل طفل.

خنتا

9- التّمييز 

من أكثر الجوانب المُحزنة في الأبوّة والأمومة أن ترى طفلك يتأذى أو يخيب أمله، وللأسف، فإنّ التّوائم سيواجهون العديد من خيبات الأمل، مثل عدم دعوة أحدهم إلى حفلة أو حدث، أو استبعاد أحدهم من بعض الأنشطة، أو مواجهة مشاكل في تكوين الصداقات.
10- المشاركة في كل شيء، بما في ذلك الجراثيم

يحب التّوائم المشاركة في كل شيء، حتى الجراثيم، ولذلك إذا كان أحد التّوأمين مصابًا بمرض معدٍ، يزداد خطر إصابة الآخر، وقد يفكر آباء التّوائم حديثي الولادة في الفصل بين الاثنين إذا أُصيب أحدهم بمرض معدٍ بعد الولادة مباشرة، وهو حل ممكن، فأنت بذلك تقلّل المخاطر وتتحكم بها، ولكن لا يمكنك منعها تمامًا.

نصائح لتربية التّوائم

قد تكون تربية التوائم مهمّة صعبة، لكن لها بعض الحسنات وهي تحتاج إلى جهد بدني وعقليّ كبير، وحتى تَسهُل هذه المُهمّة، إليك بعض النّصائح:

1- التزم بجدول زمني

مهما كانت الظّروف التي حولك، يجب اعتماد جدول زمني مُنظم وواضح، وكلّما كان الالتزام بهذا الجدول مُبكرًا أصبحت الحياة سهلة وذات كفاءة لجميع أفراد الأسرة بلا استثناء، ويجب أن يشمل الجدول الزمني ما يلي:

* موعد الاستيقاظ.

* موعد الرضاعة والوجبات.

* موعد القيلولة.

* موعد تغيير الحفاظات.

* موعد الاستحمام.

* موعد اللعب أو القراءة.

2- اطلب الدّعم عند الحاجة

لا تتردّد في طلب المساعدة من الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة عند الحاجة، وغالبًا ما يُرحّب الآخرون بأي طلب من شأنه أن يساعدك ويوفر لك وقتًا للرّاحة، مثل المساعدة في إطعام طفل أو اللّعب معه أو القيام بأي نشاط آخر.

ومن الجدير بالذّكر، أننّا عادّة ما نحتاج للمساعدة بعد رضاعة الطّفل مباشرة، إذ إنّ عملية التّجشؤ التي تحدث بشكل طبيعي لا يمكن أن تتم لطفلين في آن واحد.

لا تتردّد في طلب المساعدة من الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة عند الحاجة، وغالبًا ما يُرحّب الآخرون بأي طلب من شأنه أن يساعدك ويوفر لك وقتًا للرّاحة، مثل المساعدة في إطعام طفل أو اللّعب معه أو القيام بأي نشاط آخر.

3- تواصل مع آباء التّوائم الآخرين

يمكن لآباء التّوائم تقديم دعم هائل لبعضهم البعض، من خلال مشاركة معلوماتهم وخبراتهم حول تربية التّوائم، وتحتوي معظم المجتمعات على نوادي ومجموعات تتكون من آباء التّوائم.

4- حدّد ممتلكات كل طفل

يحتاج كل طفل إلى بعض الممتلكات التي لا يجب مشاركتها، ويساعد وجود ممتلكات خاصّة لكل طفل على تكوين الشّعور بالهويّة، لذلك لا تجعل أطفالك يتشاركون في كل شيء، إذ إن بعض الملابس المُنفصلة والألعاب والكُتب والبطانيّات وما إلى ذلك تُعزّز الانفصال والملكيّة، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق إعطاء كل طفل خزانة خاصة أو مساحة محددّة في الغرفة.

وعلى الرّغم من أنّ الأطفال الصّغار غير قادرين على القراءة، إلا أنّه من المفيد تسميّة الممتلكات الفردية بأسمائهم.

5- احترم الشخصيّة المُستقلّة لكل طفل

عند تربية التّوائم، قد يكون هناك ميل إلى التّفكير فيهم كوِحدة واحدة، ولكن هذا غير صحيح، إذ إن كل طفل فريد من نوعه وله شخصيّته المُستقلة، وحتى نساعد الطّفل على إدراك شخصيّته وتطوير هويّته الخاصّة، علينا الالتزام بما يلي:

  • احترم الفروق الفرديّة.
  • شكّل التّوقعات المُنفصلة حول قدرات كل طفل واهتماماته.
  • ادعم كل طفل من خلال الإشارة إليه بالاسم، لا بمصطلح "التّوأم".
  • لا تقارن نمو أطفالك أو تفكيرهم بالأطفال الآخرين من نفس العمر.

6- خطّط للوقت الفردي مع كل طفل

خطّط لقضاء وقت ممتع بمفردك مع كل طفل على حدة، وفكّر في بعض الأنشطة التي يمكنك فعلها معه، مثل الجلوس والتّحدث، أو مشاركة كتاب أو قراءة قصّة، أو الّلعب أو الذّهاب إلى السّوق، والهدف من ذلك هو إعطاء كل طفل تجارب حياتيّة مُمتعة ومُناسبة له.

ولأنّ التّوائم لديهم ميل وخاصّة في السّنوات الأولى، إلى الاعتماد بشكل كبير على بعضهم البعض، يُساعد الوقت الفردي لكل منهما على تطوير هويّاتهم المنفصلة، ويمنح الأطفال أيضًا وقتًا غنيًا بالخبرات والمهارات مع شخص بالغ.

وفي النّهاية، تذكّر دائمًا، أنّ التّربية رحلة وليست سباقًا، وأنّه لا بد أن نُحقّق الإنجاز في هذه الرّحلة، وفي حياة آباء التّوائم فإنّك لن تشعر بالإنجاز الحقيقي قبل بلوغ توأمك الثّانية من العُمر، لأنّ الأبوّة والأمومة تُصبح أسهل وأمتع، وتزداد إيجابياتها مع مرور الوقت.