13-يناير-2019

خالد عقيل/ سوريا

لم أكن أتوقع

‏أن القلب يطمر رأسه في الرمل

‏كالنعام،

‏حصل ذلك

‏حينما دفنت أحدهم.

*

 

‏بعد أن شطرنا الرب إلى نصفين.

‏بمنشار.

‏نما رب صغير عند "أ"

‏وآخر عند "ب"

‏كبروا فكبرت معهم أفواههم.

‏أفواههم التي لا يناسبها

‏إلا جثثنا الطازجة.

*

 

كلما ضاقت بي الدنيا

أدخل إلى كهف صغير تحيط به الأهداب 

أنام فيه بقلب مطمئن أخشى الصحو

الصحو مبكرًا من عمق عينيك.

*

 

قبل أن يذبحوها بسكين الشرف

قالت: أوه أيها الرب، لم خلقتني بلا غشاء

غشاء رقيق يكون درعًا واقية

أمام طعنات كل هذه السكاكين.

*

 

وطني رحيب جدًا

لا محل له من خارطة العالم

العالم الذي يجهل عناق الأمهات.

*

 

كلما انحدرت دمعة

ترسم حرفًا على وجنتيك

تستعير من سواد شعرك حبرها

تحيله إلى بياضٍ كالثلج

ما العين إلا قبر شاسع للكلمات.

تبعثها كلما فاضت الروح بحزنها.

*

 

نجلس مع الموت

على طاولةٍ متخيّلة

يشرح لنا فلسفته بالإشارة

يلوّح بإصبعه إلى طفلٍ ينام بالتّقاطع

يضرب الطّاولة.. ويقول: كلّ ما في الأمر أنّكم لم تدفنوا بعد.

*

 

في رأسي صراخٌ مكبوت

يشبه صراخ امرأة عاينت جثة ابنها في موجز الأخبار.

*

 

قلبي قارب متهرئ.

كلّما ركبه أحدهم أحدث فيه ثقبًا.

صار يعبر النّهر وحيدًا وهو يئن كقصبة نايٍ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شبح في بغداد

جثة على كتف الرّيح