06-فبراير-2024
8 طرق عملية لتنظيم وقت الدراسة

أفضل الطرق العملية لتنظيم وقت الدراسة

الناس العاديون يشتكون من قصر الوقت بينما يفكر الاستثنائيون باستثماره، قالوا قديمًا "الوقت كالذهب إن لم تدركه ذهب". تتردد على مسامعنا الكثير من عبارات مثل "لا أملك وقتًا" أو "نفد الوقت دون أن أشعر"، وهذه عبارات تتعلق عليها خيبات كثيرة لطوحات لم تتحقق، وأعمال لم تنجز لم يكن قصر الوقت سببها الأول وإنما عدم استغلاله بطريقة صحيحة. وبخلاف أن هذه مشكلة نعاني منها جميعنا في الواقع إلا أنها تمثل عائقًا كبيرًا بالنسبة للطلاب تحديدًا، وقد حاولت في هذا المقال إيجاز بعض من الطرق العملية الفعالة لتنظيم الوقت في الدراسة.

ترتيب الأولويات أول طريقة لتنظيم الوقت في الدراسة

 

أفضل طرق لتنظيم الوقت في الدراسة

هناك أكثر من طريقة عملية تشرح بالتفصيل كيفية تنظيم الوقت في الدراسة، وأهمها:

  1. ترتيب الأولويات

توضح معظم الدراسات المختصة على أن أهم عوامل النجاح والإنجاز الجيد تتعلق بجولة المهام وترتيب الأولويات، فترتيب الأولويات أول طريقة لتنظيم الوقت في الدراسة التي يتوجب على الطلبة اتباعها، بإمكاننا وضع قائمة بالمهام الدراسية التي علينا القيام بها وأن نبدأ بالأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية. وهذا أمر لا يقتصر على الدراسة فقط بطبيعة الحال وإنما هو أمر علينا الالتزام به في كل شؤون حياتنا للحصول دائمًا على النتائج الأفضل.

 

  1. التخلص من الملهيات

وأهمها حاليًا الهاتف، إذا ما أردنا إنجاز أمر ما بإتقان حقيقي علينا أولًا أن نتخلص من كل الملهيات والمشتتات التي تحيط بنا، وهي طريقة ناجحة لتنظيم الوقت أثناء الدراسة فوجود الملهيات سيمنع من إنجاز جدول المهام المتعلقة بالأولويات التي ذكرتها في النقطة السابقة.

أثبتت الدراسات العلمية أن القيام بالأنشطة أثناء فترات الراحة يزيد من عملية التركيز ويحسن الذاكرة.

 

  1. البداية دائمًا من الصباح

يعتبر الصباح من أكثر الأوقات المناسبة للدراسة خاصة ساعات الفجر الأولى حيث يكون الدماغ في أعلى درجات تأهبه واستعداده لتلقي المعلومات وتخزينها، فقد أظهرت الدراسات أن قدراتنا المعرفية، بما في ذلك الانتباه والذاكرة ومهارات حل المشكلات، تكون في ذروتها في الصباح لذلك، إذ تعتبر الدراسة في هذا الوقت عاملًا جيدًا للاحتفاظ بمزيد من المعلومات ومعالجة المفاهيم المعقدة بشكل أفضل، نظرًا لتأهب العقل، خاصة إذا ما حصل على قسط جيد من الراحة والنوم ليلًا.

لا يعني هذا بطبيعة الحال أن الدراسة الجيدة في الصباح فقط، فقد يختلف الأمر من شخص لآخر حسب راحته وميوله، إلا أن المتفق عليه من قبل الدارسين هو أن الصباح من أفضل الأوقات المناسبة للدراسة. 

يجب دائمًا الاحتياط بجدولة وقت إضافي، فقد تحتاج بعض المهام إلى وقت أكثر من المخطط له

 

  1. تقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف أصغر وقابلة للتنفيذ

يعتبر تحديد الأهداف بشكل صحيح هو أفضل طريقة لتنظيم الوقت في الدراسة فصل الأهداف الكبيرة عن المهام الأصغر. هذا سيساعد على الاحتفاظ بتركيز أعلى ويمنع من المماطلة. حيث سيكون من السهل المماطلة عندما يبدو الأمر وكأنه هدف كبير يصعب الوصول إليه. وتعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات لتنظيم الوقت عند الدراسة.

 

  1. تخصيص وقت إضافي للطوارئ

قد تحتاج بعض المهام إلى وقت أكثر من المخطط له، لذا على الطالب أن يكون فطنًِا ومستعدًا، كأن يضع وقتًا إضافيًا لمدة زمنية معينة بعد كل مهمة تحسبًا لأي طارئ. وهذه من الخطوات المهمة أثناء تنظيم الوقت في الدراسة، فهي تساعد على جعل الجدول الزمني المخصص للدراسة مرنًا أكثر مما يتيح للطالب راحة أكبر أثناء الدراسة.

يعتبر الصباح من أكثر الأوقات المناسبة للدراسة خاصة ساعات الفجر الأولى

 

  1. تنظيم وقت النوم والاستيقاظ

أكدت الدراسات المتعلقة بالنوم وعلاقته بالتحصيل الدراسي على أهمية قضاء الطالب وقتًا يتراوح ما بين الـ8 إلى الـ9 ساعات يوميًا في النوم؛ حيث يساعده ذلك على التركيز بشكل أكبر أثناء دراسته النهارية، كما أشارت وزارة الصحة السعودية عبر موقعها أن الإفراط في السهر يؤدي إلى تشتيت انتباه الطالب عامة ويضعف كذلك من ذكائه وصفاء ذهنه على المدى البعيد.

ويؤدي تذبذب النوم وعدم انتظامه لمشاكل كثيرة تتعلق بالتحصيل الدراسي ومنها:

  • زيادة التوتر وضغط الأعصاب
  • ضعف الثقة بالنفس 
  • التشتت وعدم الانتباه والتركيز وضعف الذاكرة 
  • تقلبات المزاج التي غالبًا ما تؤدي في النهاية إلى التسويف وتأجيل الدراسة
  • فقدان الشعور بالحماس

 

  1. أخذ وقت للراحة

على الطالب ألا يغفل عن إدراج أوقات مستقطعة للراحة أثناء إعداد برنامجه الدراسي، وهي من أهم النصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار أثناء القيام بذلك، ولأخذ أوقات للاستراحة فوائد عديدة ومنها:

  •  تحسين الذاكرة: فقد أثبتت الدراسات العلمية أن القيام بالأنشطة أثناء فترات الراحة يزيد من عملية التركيز ويحسن الذاكرة.
  • تعزيز الطاقة: حيث إن الأنشطة الفعالة بين الأوقات الدراسية أثناء فترة الراحة تزيد من كمية الطاقة لدى الطالب وتجعله أكثر إقبالًا على الدراسة.
  • تقليل حدة التوتر: فالعقل يحتاج إلى فسحة لتقليل الإجهاد والضغط المبذول لذا فإن أوقات الاستراحة تساعد على استرخاء العقل لجعله أكثر تيقظًا لاستقبال المعلومات الجديدة لاحقًا.

على الطالب أن ينتبه لأمر غاية في الأهمية أثناء أخذ أوقات استراحته وهو الابتعاد عن الملهيات التي قد تستنزف منه وقته دون شعوره، كمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي مثلًا، وعلى ألا تزيد مدة الاستراحة عن الـ15 دقيقة.

 

  1. استخدام الورقة والقلم والألوان

الاعتماد على الذاكرة فقط من الأخطاء الشائعة التي يقوم بها الطلبة في معظم الأوقات، تشير الدراسات إلى أن استخدام الأوراق والأقلام يساعد العقل على التحفز الدائم لإتمام المهامات المطلوبة، كما تكسر الألوان حيز الجمود الذي قد يستولي على الطالب أثناء إعداده لبرنامجه الدراسي.

من أهم فوائد تنظيم وقت الدراسة أنه يساهم في تقليص التوتر المصاحب لإنجاز المهمات المتعددة والكبيرة

 

عوامل مساعدة وعملية لتنظيم وقت الدراسة

هناك بعض العوامل التي تساعد الطالب على إنجاز المهمات المطلوبة وتتيح له تنظيم وقته بشكل أكثر تنظيمًا ومنها بعض التطبيقات الذكية سهلة الاستخدام نذكر هنا بعضها:

  • تطبيق “Procraster”
  • تطبيق “Timely”
  • تطبيق Timely Time Tracking
  • تطبيق “Mint”
  • تطبيق “Habit List”
  • تطبيق “Evernote”

 

أهمية تنظيم وقت الدراسة

إن تنظيم وقت الدراسة يساعد على الإنجاز بشكل أكبر وأكثر فاعلية فهو يخلق مساحات ذهنية كبيرة وحيزًا من كبيرًا من الوقت الضائع الذي لم نكن لنتنبّه له لولا وضع جدول واضح يبين لنا ما علينا استهلاكه من وقت، ويمكننا هذا من استغلال هذا الوقت الضائع في إنجاز مهمات أخرى وهكذا يتم إنجاز عدد أكبر من المهام في وقت أقل من المعتاد.

ومن أهم فوائد تنظيم وقت الدراسة أنه يساهم كذلك في تقليص نسبة التوتر المصاحب لإنجاز المهمات المتعددة والكبيرة، كما يزيد من شعورنا بالفخر بأنفسنا ويعزز ثقتنا فيها أيضًا وذلك لإنجاز الأعمال بوقت أقل وبجودة أعلى، أضف إلى ذلك أنه من المهارات الحياتية المهمة ليس فقط للطلاب وإنما للجميع.

 

تصيبنا الدهشة أحيانًا عندما نسمع عن إنجازات كبيرة لبعض الأشخاص في وقت يعتبر قياسيًا، وقد يكون ذلك بالنسبة لنا أمرًا لا يمكن تحقيقه بهذه السهولة وبهذا الوقت، إلا أنه مع الكثير من الانضباط وتوزيع المهام بشكل جيد يصبح ممكنًا، مثلًا، عاش فينسنت فان جوخ 37 عامًا لا غير وقضى بمقدار ثلثها فقط في الرسم وعلى الرغم من كل ظروف الحياة المريرة التي عاناها إلا أنه استطاع ترك تاريخ كبير من الفن وإرث غاية في الرقي والروعة والاتقان، السبب في ذلك بالإضافة لعدم ركونه لما عاناه في حياته، أيضًا أنه كان محددًا وواضحًا في اختياراته وما يريده.