22-ديسمبر-2020

تطبيق تيك توك على هاتف ذكي (Getty)

من منا لم يقع فريسة الاحتيال الإلكتروني عبر الإنترنت ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي؟. أو على الأقل من لم تصله دعوات من أشخاص لا يعرفهم يطلبون فيها الإعجاب بصفحات معينة، أو الاشتراك باستثمار ما؟. أصبح من المعلوم والمتداول اليوم أن حسابات المستخدمين في السوشيال ميديا معرضة باستمرار للقرصنة، بما في ذلك بيانات اعتماد تسجيل الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، أو أرقام بطاقات الائتمان. ويحدث ذلك عندما يقوم "الهاكر" المتنكر باستغلال نقاط ضعف معينة أو على غفلة منا.

تتضمن إجراءات تيك توك وضع سياسة جديدة ضد المحتوى المتعلق بالتسويق متعدد المستويات، وغيره من الإعلانات التي تضلل المستخدمين من أجل سحب أموالهم

يقوم "الهاكرز" بقرصنة حسابات الضحية وسرقة البريد الإلكتروني وغيره من كلمات السر والمعلومات التي قد تكون نتائجها مدمرة أحيانًا أو مكلفة على الصعيد المالي ومحبطة نفسيًا. وتتمثل إحدى أساليب الاحتيال الشائعة في تعزيز الشعور بالخوف أو الاستعجال لدفع شخص ما إلى نقر رابط معين. وغالبًا ما يستخدم مجرمو الإنترنت تهديدات بأن "أمنك قد تم اختراقه وأن الإجراء العاجل مطلوب لتصحيح الموقف". لكن لا تتم جميع عمليات القرصنة والاحتيال بهذا الشكل، فهناك ما يعتبر أكثر تعقيدًا وخداعًا من هذا الأسلوب، أي عبر اعتماد إعلانات ووعود استثمارية، لتحقيق ذات الهدف، أي خداع المستخدم. 

اقرأ/ي أيضًا: تيك توك تحذف 29 ألف مقطع فيديو مضلّل عن فيروس كورونا

تيك توك تستهدف التسويق متعدد المستويات

من هذا المنطلق أعلنت شركة "تيك توك"، التي أصبحت منصتها من أشهر وسائل التواصل الاجتماعي، عن مجموعة من الإجراءات والتحديثات الخاصة التي تأمل من خلالها توفير حماية للمستخدمين المعرضين للإساءة المالية. وتتضمن إجراءات تيك توك وضع سياسة جديدة ضد المحتوى المتعلق بالتسويق متعدد المستويات، وغيره من الإعلانات التي تضلل المستخدمين من أجل سحب أموالهم. 

وعن تحركها الجديد قالت "تيك توك" أن إرشادات الاستخدام الخاصة تشكل حظرًا على "المحتوى الذي يصور إعلانات تهدف إلى الاحتيال والغش أو الترويج، وكذلك المحتوى الذي يصور أو يروج لمخططات (بونزي) أو التسويق متعدد المستويات أو التسويق الهرمي، والمحتوى الذي يصور أو يروج خطط الاستثمار ذات العوائد المالية المرتفعة أو الرهان الثابت، أو أي نوع آخر من عمليات الاحتيال الإلكتروني".

ومن أجل احتواء انتشار أنماط الإعلانات هذه، والتي أصبحت سائدة عبر العديد من منصات التواصل الاجتماعي، أشارت الشركة إلى أنها ستزيل أي محتوى يتم الإبلاغ عنه من قبل المستخدمين أو الوسطاء أو أي محتوى يكشفه النظام الآلي للشركة، والذي ينتهك الإرشادات الجديدة المحددة. ويقوم فريق متخصص بالإشراف على المحتوى ومراجعته وتدقيقه والتحقق الاستباقي من طبيعة الإعلانات ودراسة كافة التقارير والشكاوى التي تتلقاها الشركة من المستخدمين.

بداية النقاش أغنية

كانت إحدى الشابات قد تعرضت للمسألة عبر أغنية ونشرتها على حسابها في "تيك توك"، مما فتح الباب أمام النقاش حول المسألة. وفي الأغنية تطلب الشابة من الشركة التوقف عن عرض محتوى إعلاني، وتسأل "إذا كنتم تضعون كل هذه الإعلانات فأنتم تطلبون مني أن أشتري، ولا تطلبون مني أن أنضم إلى فريقكم".

وفي بيان نشر على صفحة "تيك توك" الرسمية حول المسألة قالت الشركة "نراجع سياساتنا ونقويها باستمرار لمساعدة الجميع على الشعور بالراحة والأمان للانضمام إلى لائحة المستخدمين". وأضاف البيان "الأمان ليس أمرًا ثانويًا. بل يشكل مسألة جوهرية في جميع أعمالنا، وتنطبق إرشاداتنا على الجميع وكل المحتوى".

اقرأ/ي أيضًا: كيف تستفيد من "تيك توك" لحياة أكثر صحة في 2021؟

ضمن هذا الإطار، يشار إلى أن تيك توك أزالت عام 2020 أكثر من 380 ألف مقطع فيديو في الولايات المتحدة وحدها لانتهاكها سياسة خطاب الكراهية، وأزالت حوالي 4 مليون مقطع فيديو لأسباب تتعلق بسلامة الأطفال، إلى جانب حظر آلاف الحسابات.

امتيازات التسويق متعدد المستويات الخادعة

يعرض التسويق متعدد المستويات، أو التسويق الشبكي Multi-Level marketing، امتيازات على المستخدمين، ولكن في الغالب لا يحصل المستخدم على الأرباح الموعودة. فالأشخاص الذين ينضمون إلى شركات التسويق متعدد المستويات يخسرون أموالهم في الغالب، والمستثمر لديه تقريبًا فرصة 1% فقط لعدم خسارة المال، وليس 1% لربح المال. والشركات من هذا النوع تعتمد على عمل الآخرين غير المدفوع، حيث أن كل شخص يحاول أن يكسب عبر منتجات وأفكار الشركة وهكذا دواليك، لكن لا توجد نهاية في حال رغب المستثمر في الخروج من اللعبة وتحصيل أمواله!.

يعتبر "مخطط بونزي" عملية استثمار احتيالية تحقق للمستثمرين الأوائل الربح بأموال مأخوذة من مستثمرين لاحقين

أما "مخطط الثراء السريع" فهو خطة للحصول على معدلات عالية من العائدات لاستثمار صغير. وقد تم استخدام مصطلح "الثراء السريع" لوصف الاستثمارات المشبوهة منذ أوائل القرن العشرين. وهذه المخططات مثار جدل مستمر. إذ لا يمكن وصفها بأنها عمليات احتيال صريحة غير قانونية، نظرًا لأن غالبية الشركات ترسل منتجًا نهائيًا إلى المستخدم، لكنها تستخدم أساليب بيع مضللة بشدة من أجل دفع الضحايا إلى التسجيل فيها. 

بينما يعتبر "مخطط بونزي" عملية استثمار احتيالية تحقق للمستثمرين الأوائل الربح بأموال مأخوذة من مستثمرين لاحقين. والآلية التي يعمل بها هذا المخطط الهرمي تتمثل في الاعتماد على استخدام أموال المستثمرين الجدد للدفع للداعمين والمساهمين السابقين.

وعادة ما يستخدم "الأسلوب الهرمي" في هذا الشكل من المخططات. حيث يطلب من المستخدم الإتيان بزبون جديد مقابل كسب المزيد، وهذا يمكن أن يندرج ضمن المخططات الهرمية غير القانونية. وذلك لأن المعلومات التي يقدمها الطرف الأخر مغلوطة أو مبالغ فيها، وتؤدي في نهاية المطاف إلى الخسارة. 

لذلك كله، وبأخذ خطوة تيك توك بعين الاعتبار، يفترض من المستخدم لمنصات التواصل الاجتماعي أن يكون على دراية بطبيعة أهدافه من استخدام هذه التقنيات. وأن يبقى على معرفة بالتطورات التي تحصل بخصوص عمليات الخداع والاحتيال متعددة الأشكال والأدوات كي لا يكون حسابه مجرد رقم  إضافي في إحصائيات عمليات الاحتيال. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

خُطط زوكربيرغ للسيادة والهروب.. الحرب على الصين من بوابة شيطنة تيك توك

ما هي أكثر مواقع إلكترونية زارها متصفحو الإنترنت عالميًا في 2020؟