28-سبتمبر-2021

فوتوغرافيا لـ جياني بيرنغو جاردين/ إيطاليا

فصلٌ في البرية

 

للأرنبِ البريِّ حزنه السماويّ،

بعيدًا عن كل ما هو ضار وجارح

معتكفًا في حوض نخلة

يرعى عائلة مدججة بالبراءة واللمعان

عائلة صغيرة لم تنصدم بحدة الوجود بعد

صغارُه يتعلمون الهرب بجهد

كأنَّ حافزًا خفيًا في نفوسهم يحثهم على ذلك

كأنَّ فكرةَ أن يكونوا طرائدَ

فكرةُ حكيمٍ خبير بالملاذات والأحضان

لا قبعة هنا في هذا المكان الموحش والكئيب

ولا وجود لساحرٍ خبير

في جلده تكمن نجاته

لجلده صفرة الرمال في الصحراء

للأرنب البريِّ حزنه البريّ

ولوجوده حِدةُ الموسى

ولحياته طبيعة الآلهة في الأساطير

ولي، أنا الشاهدُ على وجوده وحياته وطبيعته

حزن الأرانب الصغار.

 

عش على أية حال يا غبار الطلع

 

كنا غبارَ طلعٍ مجهول

حتى جاء من لا خبرة له بالغبار

نكَّد علينا حياتنا

وأرغمنا على الميلاد في أرضٍ أخرى

صرنا لكثيرين وليس لأحدٍ فحسب

وعرفنا أننا غبارُ طلعٍ جيد

ولكنا كَبُرنا قرب هياكل عظمية بائدة

فتسربت إلى نفوسنا حيوات أولئك الناس

وها نحن اليوم متعبون

ننام من الربيع إلى الربيع

لعلَّ ريحًا صرصرًا تنقلنا إلى أرضٍ آمنة

كنا غبارًا ليس لأحد

ومتى ما حان الربيع

نطيرُ على أجنحة البراغيث

آمنين نغني:

عش في القلب دائمًا وأبدًا

يا غبار الطلع.

أينكِ اليومَ أيتها الريح

ولم يبق غير الصوت الأخضر البعيد والعالم الأخرس،

صرنا عبثًا نغني:

عش على أية حال يا غبار الطلع

لقد أرغمونا -يا ريحُ- على الميلاد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سأبيع نظارتي الشمسية لأشتري "سوزوكي"

فوضى الخيط