سدىً سافرَ المسافرون
ترابٌ يغطي الأشياء تمامًا/ ترابٌ غريبٌ يغطي جسده بالكامل/ ترابٌ يغطي الوردةَ والبيتَ/ ترابٌ يغطي تراب/ ويفضحُ الجوهر الخسيس لهذا العالم
غادرني الطّريقُ فأرشدتني عيناي
وحدي اليومَ أرعى إبِلَ الشوق في الصحراء، غير عابئٍ بالزمان المكان، في خضمِّ متاهة الطريق، أغمضُ عينيَّ، وأنشطرُ إلى ذراتٍ، دون أن أضع في الحسبان ضياع العائلة
كوني له قبرًا عندما يموت
أنا حنجرة يابسة لا تقنع بالماء البارد في الصيف، ولا بالحار في الشتاء، أنتظر ماءً يشبهني، ماء كان في يوم ما حنجرة يابسة لا تقنع بالماء البارد في الصيف ولا بالحار في الشتاء
أرغمونا على الميلاد
كنا غبارَ طلعٍ مجهول/ حتى جاء من لا خبرة له بالغبار/ نكَّد علينا حياتنا/ وأرغمنا على الميلاد في أرضٍ أخرى
أخطاء وحماقات
على كل حال، أخطاؤنا تنحدر من خطأ لا يقل تفاهة عن وجودنا الذي نحياه، وهو خطأ لا مناص من إعادة النظر فيه، في سبيل المواصلة
على أية حال يا غبار الطلع!
أينكِ اليومَ أيتها الريح/ ولم يبق غير الصوت الأخضر البعيد والعالم الأخرس/ صرنا عبثًا نغني:/ عش على أية حال يا غبار الطلع/ لقد أرغمونا -يا ريحُ- على الميلاد
صوت الزلزلة
إذا ما مِتُّ وامتصتِ الأرضُ/ جِلدي ولحمي/ فإن عظامي البيضُ/ ستلجأُ إلى جسد آخر/ طالما قصيدتي الأخيرة/ لم تُكتَب بعد
أعترفُ بأنّني كنت خطًأ
أعترفُ بأنّني محقٌ / في كلّ اختياراتي / إلا واحد / وهو أنّني ما زلتُ أعيش.. / وأعترفُ بأنّني / كنتُ سكرانًا / حين اخترتُ حياتي / وإلّا بربكم / هل هذه حياة؟
للريشة روح لا تدركها هذه الأرض ولا الجاذبية
صادفتُ البارحةَ السيابَ/ أثناء صعودي سور الصين العظيم/ رأيت في يده اليمن/ المعبد الغريق/ وفي اليسرى عكازًا/ ما زلتَ شابًا أبا غيلان/ قلتُ له،/ فقال بنفس متقطع: كبرتُ يا أخي
التحديق في الجدار
مرةً –عبر الجدار- حفرت بئرًا/ وقد كنت وحدي في البرية/ ومرةً -عبر الجدار أيضًا- ردمت بئرًا/ وقد كان الجميع سواي في البرية/ على الجميع أن يعرفوا/ أن البئر لي وحدي
الحقيقة تصيح في قلب يمامة
قبل أن أنسى وبعد أن أتذكر/ تسقط كلمة/ أثناء الكتابة/ أسمع تدحرجها/ رناتها في أذني../ إذا استطعتَ/ أن تفسر/ رنة واحدة/ فهذا يعني إنك تُعَرِّفُ الشعر
يلمعون في العتمة
في الوقت الذي كنا/ فيه نلهو وننام/ فاتنا أن نراقب نباتات القطن/ فاتنا أن نعرف غايات الله/ في طيران فراشة/ في الوقت الذي كنا فيه نلهو وننام/ لم نكن شعراء