22-سبتمبر-2022
أولى إصدارات سلسلة عيون المعاصرة

أولى إصدارات سلسلة عيون المعاصرة

هذه المساحة مخصصة، كل أربعاء، لأرشيف الثقافة والفن، لكل ما جرى في أزمنة سابقة من معارك أدبية وفنية وفكرية، ولكل ما دار من سجالات وأسئلة في مختلف المجالات، ولكل ما مثّل صدوره حدثًا سواء في الكتب أو المجلات أو الصحف، لكل ذلك كي نقول إن زمن الفن والفكر والأدب زمن واحد، مستمر دون انقطاع.


في أواخر سبعينيات القرن الفائت، أطلقت "دار الجنوب"، في العاصمة التونسية، سلسلة كتب أدبية مميزة بعنوان "عيون المعاصرة"، التي أسسها وأشرف عليها الكاتب والناقد التونسي الراحل توفيق بكار (1927 – 2017)، الذي كتب تقديم أغلب إصداراتها.

أصدرت السلسلة عدة أعمال لكبار الكتّاب العرب المعاصرين مع مقدمات نقدية وافها حولها، وفتحت الباب أمام العديد من الأدباء الشباب

تُعتبر السلسلة واحدة من أهم سلاسل الكتب العربية، والسلسلة الأدبية الأكثر شهرةً في تونس، لناحية نشاطها ونوعية العناوين التي زوّدت بها القارئ العربي عمومًا، والتونسي خصوصًا، على مدار أكثر من 4 عقود صدر عنها خلالها ما يقارب 100 عنوان أدبي بين رواية وشعر وقصة قصيرة.

تُعد رواية "حدّث أبو هريرة قال"، للكاتب والمفكر التونسي محمود المسعدي، أولى إصدارات السلسلة التي كتب توفيق بكار ومحمد المصمودي في تقديمهم لها: "فلنخترع أنفسنا من جديد، وإنه وإن اقتضى ذلك منا أن نخلع عنا الرجل القديم فلا يقتضي أن ننسلخ من هويتنا لنغترب في الآخرين. فالحداثة أن نستوعب أسباب التقدّم في كافة المجالات حتى ننمي مجتمعاتنا تنمية شاملة ونفجر فيها طاقات الخلق المدفونة تحت ركام الفقر والظلم والعدوان، بحيث نصبح قادرين على المساهمة الناشطة بطرافة شخصيتنا في صياغة مصير العالم".

وأضاف الكاتبان: "هذا الاهتمام الملح هو الذي أملى على "دار الجنوب للنشر" أن تقدم بفتوتها على إصدار سلسلة خاصة تُعنى بنصوص أدبنا الحديث وتحمل اسم "عيون المعاصرة" بكل ما في "العيون" من الايحاءات. فعلى مدى قرن من الوجود، انطلاقًا من أوائل النهضة إلى اليوم – قام الأدب العربي الحديث – نصًا بعد نص – صرحًا من الكلام نحته الذهن العربي على تعاقب الأجيال من تطلعاتنا وتراجعاتنا وإنجازاتنا وخيباتنا وثباتنا وحيرتنا وصوابنا وأخطائنا في مواجهة المصير منذ أن أفقنا بين الأوجاع على عنف التاريخ".

وتابعا: "وهو أدب يخبرنا عن نفسنا في مسيرتنا المتعرجة خلال الزمن الحديث ومتى عرفنا كيف نحكم معه الحوار، استطعنا أن نستمد منه – جدليًا – ما به نواصل، بأكثر استبصار وجدوى، طريقنا نحو مجتمع متقدم (...) و"عيون المعاصرة" آفاق طليقة لا يحدها حد إذ هي مؤمنة بحرية الخلق والتعبير متفتحة على رياح الفكر العربي أين كان المهب ولا تشترط في الإنتاج ألا يكون من صميم الإبداع وفي صميم القضايا يثري شخصيتنا ويدفع إلى الأمام. فتلك عقيدتها وهو التزامها الوحيد وستفي".

بعض العناوين الصادرة عن السلسلة

أصدرت "عيون المعاصرة" عدة أعمال لكبار الكتّاب العرب المعاصرين مع مقدمات نقدية وافها حولها، وفتحت الباب أيضًا أمام العديد من الأدباء الشباب. ولعل من أبرز إصدارات السلسلة: "موسم الهجرة إلى الشمال" و"مريود" للسوداني الطيب صالح، و"شرق المتوسط" للسعودي عبد الرحمن منيف.

و"الياطر" للسوري حنا مينه، و"الزيني بركات" للمصري جمال الغيطاني، و"مختارات شعرية" للفلسطيني محمود درويش، و"برق الليل" للتونسي البشير خريّف، و"مختارات قصصية" للمصري يوسف إدريس، و"الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل" للفلسطيني إميل حبيبي، و"موعد النار" للعراقي فؤاد التكرلي.