01-فبراير-2017

أدونيس

هل يسمح الأمن لأدونيس بدخول معرض القاهرة الدولي للكتاب؟ السؤال مباح ومطروح منذ بدء المعرض، لكن الإجابة تائهة بين ترحيب رسمي، ومنع للشاعر السوري على الأرض. انفردت صحيفة "فيتو" المصرية بخبر سحب كتاب "الثابت والمتحول" للشاعر أدونيس، المرشّح المزمن لجائزة نوبل، من منفذ "الهيئة العامة لقصور الثقافة"، التابع للحكومة المصرية، في تحرّك فردي من المسؤولين بجناح الهيئة، حيث امتنعوا عن بيع أي نسخة من الكتاب، الذي حصلت الهيئة مؤخرًا على حقوق نشره وطرحه للقراء بسعر مخفَّض.

سحبت نسخ كتاب "الثابت والمتحول" لأدونيس من معرض القاهرة للكتاب

يرجع المنع إلى ما يشاع عن وجود سب للذات الإلهية بالكتاب، وطبقًا لقول القائم على البيع، فإنّ هناك خطأ في الطباعة أدّى إلى عدم وصول نسخ من "الثابت والمتحول" حتى الآن. وأكّد مصدر حكومي للصحيفة المصرية أنه سيتم ردّ جميع النسخ المطبوعة من الكتاب إلى المخازن، رغم طباعة كل الكمية المخطط لها نظرًا لعدم رغبة العاملين في تداول الكتاب.

اقرأ/ي أيضًا: أدونيس.. من شاعر إلى ناشط

وفي "اليوم السابع"، المصرية أيضًا، نفى حسن صبرة، رئيس الشؤون الثقافية بقصور الثقافة سحب "الثابت والمتحول" من المعرض، مؤكّدًا أنّ "الهيئة تقدم الكتاب بسعر مدعم للقراء". وهو التصريح الذي يأتي مناقضًا لما أكّدته هيئة أخرى، وهي وزارة الثقافة، التي قالت إن سحب الكتاب من المعرض حدث فعلًا، ولكن بعد اكتشاف تسريب 107 نسخة منه إلى بائعي الصحف قبل توزيعه، فتمت إعادة النسخ بالكامل إلى المخازن للجَرْد ومعرفة المتسبب في ضياعها، وتم تقديم بلاغ رسمي إلى الرقابة على المصنفات الفنية ضد "فرشات الصحف" المتورطة في البيع.

هناك لغز.. يؤدي إلى تضارب جميع الأقوال الرسمية. والحقيقة، وفق شهود عيان، أن الكتاب ممنوع فعلًا، ومسحوب من معرض القاهرة منذ بدايته وحتى الآن، ولا تتوفر منه نسخة واحدة، بتصرف فردي لشخص لا يزال غير معروف حتى الآن، يعتبر أدونيس كافرًا، وكتابه يستحق الحرق لولا أنه "عهدة" لها ثمن، ولا بدّ من ردها إلى المخازن، ولذلك، قرّر أن يمنعها عن زوّار المعرض. 

إهانة الله، كما وصفها بعض المتابعين، تتلخص في بعض الجمل المأخوذة من الشعر الصوفي، التي ذكرها أدونيس، وحلّلها في إطار الإبداع والاتباع عند العرب.. وتحديدًا ما قاله في إحدى فقرات الكتاب: "ففي النشوة ينعدم كل شيء حتى الله". ما أخرجه البعض من دائرة التصوف، وأدخله دوامة الكفر، الذي يستحق حدّ السيف. 

في معرض القاهرة للكتاب، لم يقف منع كتاب "الثابت والمتحول"، إنما شمل حضور أدونيس نفسه

اقرأ/ي أيضًا: لماذا لا أتمنى نوبل لأدونيس!

مَنْع أدونيس لم يقف فقط عند صفحات كتابه "الثابت والمتحول" إنما امتدّ ليشمل حضوره -شخصيًا- في ندوة له مقرر لها التاسع من شباط/فبراير الجاري لمناقشة الكتاب، خاصة أنّ الأجهزة الأمنية في مصر، دون إبداء أسباب، ترفض إنهاء التصاريح الخاصة به. وكشفت مصادر لصحيفة "الدستور" المصرية أنّ حلمي النمنم، وزير الثقافة، كان يرغب في إلغاء ندوة الشاعر السوري إلا أنه فوجئ بإنهاء حجز القاعة والإجراءات القانونية اللازمة لدخوله فيما عدا التصريح الخاص به، فوقع في حرج الإلغاء. 

وبين كل ردود الأفعال على زيارة أدونيس، الشاعر السوري الذي فقد كثيرًا من جمهوره بسبب تأييده لنظام الأسد مؤخرًا، لا يزال مصير ندوة التاسع من شباط/فبراير مجهولًا، وموقف دخول أدونيس مصر من عدمه رهن إصبع الأمن، وبين يديْ مسؤولي الجوازات وحدهم. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أدونيس.. "تنويريّ" الرجل الأبيض!

مطالبات بسحب جائزة السلام الألمانية من أدونيس