05-نوفمبر-2019

عبد الكريم مجدل بيك/ سوريا

1

‏وضعوك في العتمة

في إناءٍ مثقوب

بين الشوك

واليباس

تركوكَ ظمئان

وحكموا عليك بالموت

لأنك لم تُزهِر.

 

2

‏شعرُكِ

يجيد الشعر أيضًا

عيناكِ المستترتان على الدوام

وفساتينكِ القصيرة كقصائدي

رغبتكِ في الموت بروب الاستحمام

ونومكِ على أريكة تحفظ رائحتكِ جيدًا

كل ذلك يصبح ذا معنى

بعد منتصف الليل تحديدًا

عندما يتداعى الأرق

مُعلنًا بداية حرب طويلة

لا خسارة فيها

إلا من الندم.

 

3

‏أبحث عن يدٍ

تنتشلُني من هذا المقهى

تأخذني من الوحدة

تربتُ على كتفي

وتُقدّم لي الماء والقهوة

والأمل

- على طبقٍ واحد -

أحتاج لأن أسرق الأمل كاملًا

في ساعة غفلة

وأغادر بهدوء

 من دون أن ينتبه لي النادل.

 

4

‏صباحُكِ فتنةٌ للعاشقين

ولونٌ أبيض

يتهادى على وجهي كالغيم

وضحكةٌ شهية

رسمت على شفتيكِ

فصار قلبي طيرُ حُبٍّ

وقُبلاتي بندقية صيد.

 

5

‏سألني أحدهم عن أحلامي فقلت: "أن أترك أثرًا خفيًا يكتشفه أحد أحفادي في قصيدة مهملة لي فيُحدّث أبناءه عنها في مساء عابر وهو يشرب قهوتهُ المُرة بينما يُمسك أحدهم بصورتي المهترئة وقد تحركت بهِ رياح الشعر فذهب بعيدًا ومحدقًا في ملامحي الباهتة".

 

6

‏تعبت من الركض في طرقات غير معبّدة خلف أمنيات هاربة، وأسئلةٍ لها إجاباتٍ خارجة عن المنطق، تعبت من أن أظل عالقًا للأبد في حيزٍ بلا مخرَج، وحيدًا بلا جدوى وراء السياج، تعبت من البحث عن أسباب ما يحدث لي، عن أشياء غير معقولة لبدء لعبة مملة تعلقني على الجدار وترميني بسهام الخيبة .

 

7

‏نحنُ شعبٌ لا ينكسر

ولا تقتلهُ مكيدةٌ أو رصاصة

نحنُ شعبٌ ولِدنا من رحمِ المَعنى

وزرعنا أسماءَنا في التراب

لعلّ قوة الأشياء فينا

تُخيّبُ القهرَ

وتلوي ذراعه!

 

8

‏قلبي باردٌ يا إلهي!

لقد غادرهُ الأحبة

تركوا النوافذ مفتوحة في وجه الريح

وأحكموا خلفهم الأبواب.

 

9

‏"الساعة الآن أنا إلا أنتِ"

ترتسمُ في مخيلتي صورة لقائنا الأول

بائع الجرائد

الشارع المعبد حديثًا

أشجار الصنوبر الضخمة

العاشقون على الأرصفة

والجو الغائم جزئيًا

أنا الآن في المكان ذاته

بعد عشرة أعوام

لكني لا أرى شيئًا

كل ما أراه

متنزه عام وأطفال يلعبون أمام آبائهم الذين تزوجوا بلا حُب!

 

10

‏لا تدع قلبكَ للريح..

ولا تفتح يدكَ التي حملتهُ

كي لا يهوي منكَ هواك

كي لا يتساقط منكَ شعورك بالحُب

كما يفعل الخريف

بأوراق العُمر الجافة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عالم يحبس أنفاسه

سيرة ذاتية لنمر في قفص