03-نوفمبر-2019

محمد أمين حمودة/ تونس

تدور الأفلاك في جزالة 

والشمس فيها ناهلة

لكن لولا سماء منافيها 

ما وزعت النساء أحشاءهن

على توائم الأحقاب

في الهزيمة والنصر

تشرب جبروت الأزمان 

على طريقة العابرين آخر الليل

تتبرّج في نشوة الأصيل

ضوع العطر يتبعها

نحو شوارع يسلكها الفنانون

ما كانت الكلمات جلبة في الطريق

هي فاصل أمنية ممتشقة

 تصدح مع أوتار القصيد 

ووصلة نقر على الربابة

تكاد تذوب على جناح اليمامة والزهر

 في رحيل يُلقّح العهد البعيد

بأهلها الغابرين في فحوى الفصول

بين رسومات هيروغليفية

أرشدتها الى ممرّ الخلوة الأولى

وأضرحة مطلاة برموز عظيمة لأسماء تنأى

لرجال حفاة يجرّون عربة الشمس

في حلقة أبدية

تصنع الرحلة العازلة للنكسة

لأجل ترياق يغازل الوجود

تموء فوق القبّة العازلة للضوضاء  

تشعل جمرة على خط الاستواء

برائحة يميّزها المطر والحبر

وصمت الغيوم الراحلة

ربما بالتقاطة الشفاه الأرجوانية

تكشف أقزام المتعة 

لكن السير يفضحها في الحلم العاري

بين المناجاة وتمائم الذكرى

في موسم الحب تتقطّر بالصمغ الحيوي

تصافح دراويش الغربة

إذ تطوّقها مدينة اليقين 

بين أوتاد نزفت إلى حدّ الغرق

في الليلة المُددّة على قنطرة مطمئنة

تدفع الباب بحرص شديد

هناك تبلغ الأروقة رائحة جديدة

مطرزة بمكنونات الرحلة

وتفتح مصراع النافذة

على عالم يحبس أنفاسه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سيرة ذاتية لنمر في قفص

الجهةُ التي أحلم بها

دلالات: