17-مارس-2021

الخاتون رفقة أحفاده الأيتام (رويترز)

فقد 13 ابنًا في الصراع، أكبرهم كان يبلغ من العمر 27 عامًا وأصغرهم كان عمره 13 عامًا. كما لقيت زوجته "أم أيمن" حتفها عندما أصاب صاروخ منزلهما في حماة بينما كانا يجلسان لاحتساء شاي الصباح. وبعد أن سقط الصاروخ تمكن من الخروج من تحت الأنقاض فوجدها جثة هامدة. إنه المواطن السوري الذي يعمل كمزارع، عبد الرزاق الخاتون البالغ من العمر 84 عامًا، والذي عانى من محطات مليئة بالنزوح والتشرد والألم مر بها منذ بداية الحرب السورية، ويأمل في العودة يومًا ما إلى دياره في مدينة حماة بحسب تقرير مصور مع خاتون أجرته قناة دويشته فيله.

تتشابه قصة عبد الرزاق الخاتون مع كثير من قصص السوريين، الذين أودت الحرب بحياة قرابة 600 ألف منهم وشردت نصف الشعب السوري داخليًا وخارجيًا

وكان خاتون رجلًا ميسور الحال يسكن في ريف محافظة حماة السورية، لكن بعد مرور عشر سنوات على اندلاع الحرب في سوريا أصبح معدمًا بلا مأوى ويعيش في خيمة بشمال إدلب. يقول الخاتون بينما هو محاط بأحفاده الأيتام "كنت مزارعًا طول عمري، مزارع كبير، أملك 1800 دونم من الأراضي، أما الأن ليس لدي أي شيء، أنا معدم، لكني ما زلت أحمد الله على كل شيء" بحسب تقرير لوكالة رويترز.

اقرأ/ي أيضًا: انهيار لبنان يتجسّد في التعاونيات.. احتكار وتلاعب بالأسعار

عندما اندلعت الاحتجاجات في آذار/مارس عام 2011، سارع أبناء الخاتون للانضمام إليها. قتل ثلاثة منهم خلال العام الأول من الصراع، وفقد المزيد منهم مع تحول الاحتجاجات إلى حرب شاملة حمل فيها بعض الأبناء السلاح. يتذكر وهو يذرف الدموع أنه شاهد مقطع فيديو على هاتفه المحمول قال إنه يظهر الإعدام المروع لأحد أبنائه. يقول الخاتون في حديثه لرويترز "كنت أتفحص الهاتف في ذلك اليوم وعثرت على المقطع بالصدفة. بدأت دموعي تتساقط، لقد كانوا في زهرة الشباب لكن فقدتهم جميعًا. ماذا يمكنني أن أقول أكثر من ذلك؟". ويقول ناشطون حسب ما تشير رويترز إلى أن مثل هذه اللقطات تم تداولها بانتظام من قبل القوات الموالية للنظام السوري في بداية الصراع بهدف ترهيب المعارضة.

وبعد فراره إلى إدلب، لم تنته الحرب بالنسبة للخاتون. فقد كانت إدلب آخر معقل للمعارضة في شمال غرب البلاد، وقصفت القوات السورية والروسية المنطقة بين نيسان/أبريل 2019 وآذار/مارس 2020، وقتلت المئات وأجبرت أكثر من مليون إنسان على الفرار. وأثناء ذلك الهجوم، كان الخاتون في استراحة محلية في سراقب عندما سقط صاروخ ليقتل 7 من أفراد أسرته. نجت حفيدته فاطمة وهي واحدة من 12 حفيدًا له يعيشون الآن مع أرامل أبنائه في نفس المخيم.

الخاتون رفقة أحفاده الأيتام (رويترز)

تم تشريد نصف الشعب السوري من منازلهم سواء بالنزوح داخل سوريا أو بالهجرة إلى البلاد الحدودية المجاورة أو إلى دول عديدة في قارات العالم. وكانت الحرب في سوريا قد قتلت حتى الأن حوالي 380 ألف إنسان، فيما تشير تقارير أخرى، ومنها تقرير صدر عن منظمة الرؤية العالمية وبالتعاون مع فرونتير إيكونوميكس، إلى أن عدد القتلى يبلغ 600 ألف إنسان، ومن بينهم 55 ألف طفل. ويحقق التقرير المعنون "ثمن باهظ جدًا: تكلفة الصراع على أطفال سوريا" في تأثير عشر سنوات من الحرب على رأس المال البشري وعلى النمو الاقتصادي، مع التركيز بشكل خاص على أطفال سوريا.

وقال الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة الرؤية العالمية، أندرو مورلي "لقد وقف العالم متفرجًا وسمح لهذا الصراع بالاشتعال لمدة عشر سنوات، وسلب الأطفال حقوقهم الأساسية ومنع جيلًا كاملًا من الفتيات والفتيان من الوصول إلى ما منحهم الله من قدرة".

وبحسب التقرير فقد أدت سنوات الحرب العشرة في سوريا إلى خفض متوسط العمر المتوقع للأطفال السوريين بمقدار 13 عامًا إذ أصبحت سوريا أخطر بلد يعيش فيه الأطفال مقارنة بالأزمات المطولة الأخرى في جميع أنحاء العالم. كما استخدم ما يقدر بنحو 82% من الأطفال الذين جندتهم الجهات المسلحة في أدوار قتالية مباشرة، وكان 25% منهم دون سن 15 عامًا. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كيف أثرت جائحة كوفيد-19 سلبًا على حقوق المرأة؟

تعليقات سورية ودولية في الذكرى العاشرة للثورة