16-مارس-2021

صورة تعبيرية (Getty)

"كل ما عملنا عليه خلال السنوات الـ25 الماضية فيما خص حقوق النساء والمساواة بين الجنسين يمكن أن يضيع بسبب فيروس كورونا" قالت نائبة المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، أنيتا باتيا. وقد أودى فيروس كورونا بملايين الأرواح وسبل العيش في جميع أنحاء العالم، لكنه يؤدي أيضًا إلى تفاقم عدم المساواة بين الجنسين. كما أدى إلى تراجع حقوق المرأة لعقود إلى الوراء وخاصة في مجالات التوظيف ورعاية الأطفال والصحة العقلية ونسبة العنف. وقد بينت الأرقام الحكومية البريطانية، على سبيل المثال لا الحصر، أن انعكاسات الوباء وخطورته لم تصب الفئات كافة بذات المستوى، وتشير الإحصاءات الحكومية إلى أن الأقليات العرقية  كانت أكثر عرضة للوفاة بفعل كوفيد-19 بحسب تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

تم التغاضي من قبل الكثير من الحكومات عن بعض القوانين الملزمة للشركات والمؤسسات الكبيرة التي تنص على إلزامية تطبيق المساواة في التوظيف بين النساء والرجال، وذلك بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كوفيد-19

وفي سياق التفاوت بين الجنسين، تشير الأرقام إلى أن الرجال كانوا أكثر عرضة للوفاة جراء كورونا من النساء، لكن النساء تحملن الآثار الاقتصادية للوباء بنسبة أكبر، فقد كانت المرأة ممثلة تمثيلًا أعلى في قطاعات مثل السفر والسياحة ورعاية الأطفال والجمال وتجارة التجزئة غير الأساسية، وكانت النساء أكثر عرضة للتسريح المؤقت أو الكلي من الرجال في بريطانيا في عام 2020، وقد خسرت النساء الوظائف بمعدل مضاعف عن الرجال، ويضاف إلى ذلك حصول فروقات في الرواتب بين الجنسين، وقد تم التغاضي من قبل الكثير من الحكومات عن بعض القوانين الملزمة للشركات والمؤسسات الكبيرة والتي تنص على إلزامية تطبيق المساواة في التوظيف بين النساء والرجال وذلك بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضها الفيروس.

اقرأ/ي أيضًا: الزواج المبكر في وقت الجائحة.. زيادة في انتهاك الطفولة والمواثيق الدولية

كما تشهد الأغلبية الساحقة من البلدان توظيفًا أكبر بكثير للذكور من الإناث في القطاع العام. مثل هذا الوضع يعني أن في ظروف مثل التي فرضها الإغلاق والحجر المنزلي، يستمر تقاضي الموظفين في القطاع الحكومي لرواتبهم، بينما تعمل النساء غالبًا في القطاع الخاص. أما الأخطر فهو إمكانية التخلي عنهن بسهولة في أوقات الأزمات. وأجبرت آلاف من الفتيات خلال الجائحة، لا سيما في البلدان الفقيرة، على التسرب من المدرسة والدخول إلى سوق العمل مبكرًا، وارتباط ذلك أيضًا بالزواج المبكر، والإنجاب المبكر، والخطر على الحياة.

وقالت الأستاذة المساعدة لسياسة الصحة العالمية في كلية لندن للاقتصاد، كلير وينهام، لصحيفة الإندبندنت أن "الأوبئة تاريخيًا كانت تشكل أخبارًا سيئة للنساء لأنه في أوقات الأزمات تصبح التفاوتات الجنسانية أكثر رسوخًا"، وأضافت "هذا يشمل كون النساء أكثر عرضة لفقدان وظائفهن، وهو ما كان صحيحًا أيضًا خلال وبائي الإيبولا وزيكا واضطرارهن إلى تحمل أي عمل غير رسمي تم إنشاؤه نتيجة للوباء".

من جملة ذلك أيضًا، ما أشار إليه تقرير لجمعية فاوكت عن أن النساء كن بحاجة إلى العمل في منازلهن ورعاية الأطفال بنسبة مضاعفة عن الرجال، (22% للرجال و 37% للنساء)، وغالبًا ما كانت هذه الإجازات غير مدفوعة. وقد أجبر الوباء على إغلاق عيادات الصحة الجنسية مما منع العديد من النساء الوصول إلى خدمات الإجهاض حسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية. وكذلك منعت القيود التي فرضها الوباء والإجراءات المرافقة له، شريك المرأة في الإنجاب أن يحضر مواعيد الفحص والولادة المبكرة، وقالت الناشطة ومؤسسة مجموعة نسائية تعنى بقضايا النساء وحقوقهن، جولي برايرلي، للإندبندنت "الرجال هم شركاء في الإنجاب للنساء، وهم يمثلون صوت النساء  في أضعف حالاتهن ويجب أن يكونوا موجودين للدفاع عن النساء في مثل هذه الظروف الصعبة والخطرة".

وقد سجلت خطوط المساعدة في الجمعيات الخيرية ارتفاعًا كبيرًا في طلب النجدة من النساء بعد انتشار فيروس كورونا، خاصة الخطوط المتعلقة بالعنف المنزلي. كما تسببت جائحة  كوفيد-19 وما رافقها من تغير في نمط المعيشة، بخسائر فادحة في الصحة العقلية للجميع. وأثبت بحث بريطاني أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمشاعر الاكتئاب والقلق والتوتر، وخاصة الأمهات. ووفق ما أشار إليه الاتحاد الأوروبي في تقرير صدر في 5 آذار/مارس 2021، فإنه لا يمكن الاستهانة  بمدى التأثير على الصحة العقلية عند النساء اللواتي شاهدن ضياع حقوقهن بسهولة بعد جهود مضنية ونضالات كبيرة من أجل تحقيقها. وعندما تتضافر كل هذه العناصر، فإن التأثير طويل الأمد يمكن أن يعيد أوضاع المرأة وحقوقها إلى الوراء أكثر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

دراسة للأمم المتحدة في بريطانيا تقول بتعرض جميع الشابات تقريبًا للتحرش الجنسي

تحول تظاهرة ضد الاعتداءات على النساء في المكسيك إلى أعمال عنف واحتجاج سياسي